وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الانفلونزا تفرض حظرا على "البوس" بنابلس

نشر بتاريخ: 21/09/2009 ( آخر تحديث: 21/09/2009 الساعة: 17:53 )
نابلس - تقرير معا - القُبلة أو "البوسة" حتى في العيد تكاد تكون شبه مفقودة في ثاني اكبر محافظات الضفة الغربية محافظة نابلس، رغم العادات والتقاليد التي تجعل منها "علامة مسجلة" تدل على شدة اواصر المحبة والصداقة في هذه المدينة الفلسطينية التي تقع شمال الضفة، اسوة بباقي المدن الفلسطينية.

هوس "انفلونزا الخنازير" والاصابة منه او ربما الوقاية منه اجتاح اهالي مدينة نابلس التي سجلت خلال الايام القليلة الماضية اصابة اكثر من 45 شخصا فيها بهذا المرض، الامر الذي اضطر السلطة الوطنية الفلسطينية فيها الى اغلاق مدرسة بعد اصابة عشرات الطلبة فيها.

وقالت بعض المصادر لـ"معا" ان جهات رسمية بنابلس تدرس بجدية تعطيل الدراسة في مدارس نابلس حتى يوم الاحد القادم، ولكن حتى اللحظة القرار لم يصدر ويحتاج الى مشاورات بين وزارة التربية ووزارة الصحة كما قالت ذات المصادر.

الفتاة جيهان 27 عاما من نابلس قالت لـ"معا" في هذا العيد اتخذت قرارا جديا بعدم تقبيل أي شخص نهائيا سواء الاقارب من الدرجة الاولى أو الثانية بما فيهم الاصدقاء، وقد طبقت هذا القرار حتى اللحظة رغم ان بعض صديقاتي قد تضايقن من هذا القرار وعبرن عن انزعاجهن ولكن البعض الاخر قد تفهم تماما بأن عدم التقبيل هو لمصلحتنا جمعيا دون اي استثناء.

وتضيف جيهان ان طبيعة عملي تستدعي مخالطة أشخاص كثيرين وقد لاحظت في الأيام القليلة الماضية ان نسبة تكاد تكون كبيرة بدأت بالاكتفاء بالتسليم باليد مما شجعني على اتخاذ هذا القرار ولست نادمة عليه.

اما المواطن طريف عاشور 42 عاما قال لـ"معا" اني قلقي على عائلتي اولا وعلى نفسي ثانيا لذلك احاول ان اتجنب التقبيل قدر الامكان وهذا ما حصل معي في هذا العيد رغم اني زرت المقابر في مدينة نابلس وعدد كبير من الدواوين الخاصة بالعائلات، ولم اقبل احد غير ان صديق لي قام بتقبيلي واصر على ذلك "مبتسما" ولكن الحمد الله لم يحدث شئ.

ويضيف عاشور أن مرض انفلونزا الخنازير ينتشر اما بالمخالطة المباشره او عن طريق التقبيل او العطس المباشر، وهذا مرض أصبح موجود وعلى الجميع تفادي انتقال الفيروس، وذلك باتباع تعليمات وزارة الصحة الفلسطينية رغم ان المرض بات مسيطر عليه بنابلس، رغم اصابة العشرات منهم في الايام الماضية ولكن عددا منهم تماثل للشفاء.

مفتي نابلس الشيخ احمد شوباش قال لـ"معا " الاصل في التسليم المعانقة فقط وليس التقبيل، كما كان يفعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الناس اليوم تقوم بالتقبيل، ولكن في ظل هذه الاوضاع التي ينتشر فيها مرض انفلونزا الخنازير، انصح بالاقتصار بالمصافحة فقط قدر الامكان او المعانقة وذلك بعدم ملامسة الوجوه.

ويضيف شوباش اني أصدرت فتوى شرعية قبل عدة أشهر تحرم تقبيل المصاب بانفلونزا الخنازير او استعمال حتى أغراضه الشخصيه منعا لانتشار المرض لما فيه مضره للمواطنين وكذلك الاكتفاء بالمصافحة فقط للأشخاص القادمين من الخارج والعمرة تحديدا.

نبيل الريس تاجر عقارات من بلده عصيرة الشمالية شمال نابلس قال لـ"معا" ان انتشار مرض انفلونزا الخنازير بات جديا ليس بنابلس فقط بل في كل العالم لذلك اقتصرت التقبيل قدر الامكان على الاقارب والاصدقاء الذين اكون متاكدا انهم غير مصابين بهذا المرض واتجنب بشدة تقبيل القادمين من الخارج رغم احتكاكي بشكل مباشر بهم بشكل كبير خاصة من الدول الاجنبية والقادمين من امريكا.

ويضيف الريس رغم ذلك قمت بهذا العيد بتقبيل عشرات الأشخاص الذين هم بادورا بالتقبيل وليس انا، ولكني لاحظت ان ظاهرة التقبيل تكاد تفقد واصبحت ظاهرة نادرة بنابلس مقارنة مع الأعياد والمناسبات الماضية.

اشرف 28 عاما شاب يعمل في مجال الكمبيوتر بمدينة نابلس رزق بطفلته الاولى منذ عده اشهر، يقول انه قرر عدم التقبيل في هذا العيد نهائيا سوى عدد من الاقارب الدرجة الاولى والذي يكون متاكدا انهم غير مصابين بهذا المرض، وذلك كما يقول ان انفلونزا الخنازير مرض جدي وبات ينتشر بين المواطنين وانه اتخذ هذا الاجراء ليس من اجله هو فقط بل من أجل طفلته التي يخاف ان تنتقل العدوى اليها.

ويضيف اشرف انه يتخذ اجراءات وقائية ليس فقط بتجنب التقبيل بل يقوم بغسل يديه بعد ان يصافح اشخاص غرباء ويقوم بتعقيم يده بمادة مطهرة لدرجة انه في اخر يوم في رمضان تجنب النزول الى شوارع المدينة من كثرة ازدحامها بالمواطنين تجنبا لعدوى قد تصيبه رافعا شعار "درهم وقاية خير من قنطار علاج".