وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطفلة جميلة فقدت ساقيها وشقيقتها في الحرب وبقيت الصحافة حلمها

نشر بتاريخ: 22/09/2009 ( آخر تحديث: 22/09/2009 الساعة: 22:07 )
غزة - تقرير معا - كثيرا ما تمنيت أن أصبح صحفية مشهورة, ما أتمناه هو أن أصبح مذيعة للأخبار, وبعد إصابتي في الحرب زادت الرغبة لدي في أن أصبح صحفية لأوصل للعالم ما يحدث بأطفال فلسطين ونسائه شبابه وشيوخه.

جميلة الهباش طفلة لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عاما , هي إحدى ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة, فقدت أرجلها خلال الحرب نتيجة استهداف منزلهم في حي التفاح شرق قطاع غزة, من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية.

عادت جميلة اليوم إلى أرض وطنها بعد رحلة علاج في المملكة العربية السعودية استمرت قرابة 7 اشهر, وتقول جميلة عن الحادثة " كنت ألعب أنا وأخوتي وأبناء عمي على سطح المنزل, وسقط صاروخ علينا , ولم أدري ما حدث وقتها, ولم أدري ماذا فعلنا نحن الأطفال لتستهدفنا طائراتهم بصواريخ تخترق أجسادنا الصغيرة".

وعن سبب رغبتها في أن تصبح صحفية تقول جميلة " لأني بحب أعرف الحدث على طبيعته, أشاهده في الواقع, لا تكون الأحداث مجرد صور وأخبار أشاهدها عبر التلفاز, كما أنني أحب كثيرا ان اكون صحفية مشهورة".

وتضيف أحب أن أوصل كل ما يحدث بغزة إلى العالم ليعرفوا ما يحدث لنا في غزة, وتقول أوجه رسالتي لأطفال غزة المصابين, وكل ما أقوله لهم هذا قضاء وقدر, عليكم مواصلة حياتك فهذه ليست نهاية الحياة,لا تتركوا العدو ينتصروا عليكم, اهزموه بإرادتكم.

أم جميلة أوضحت أن صاروخ إسرائيلي سقط على الأطفال أدى إلى استشهاد أخت جميلة شذا ,وابنة عمها إسراء, وأصيبت جميلة إصابة خطيرة , كما أصيب ابن عمها محمد , وباقي أقربائها الأطفال المتواجدين في المكان.

وتضيف الأم" تفاجأت من هول صوت القصف , لم أعلم وقتها المكان الذي استهدفته الصواريخ الإسرائيلية بعد,وعلمت بما حدث بعد لحظات قليلة حين توافد الجيران على منزلنا يصرخون ويهرعون إلى أعلى المنزل لإنقاذ الأطفال , لم أتوقع ذلك فلماذا يستهدفون الأطفال هل يحملون صواريخ وأسلحة يلقونها عليهم,فالمشهد واضح أنهم مجرد أطفال يلعبون سويا, مضيفة" أخدت جميلة تنادي لحظة إصابتها بابا, وكان الدخان يملأ المكان , لم يستطع أحد رؤية شيء فمعظمهم مقطعون أشلاء, ونقلناهم إلى المستشفى".

جميلة بينت أنها لحظة استيقاظها من البنج في المستشفى أخدت تقول لمن حولها من أطباء وأهلها "ارفعوي الحديد عن أرجلي", لم تكن تدري ما حدث لها بعد, لتسمع في صباح اليوم التالي طبيبتها بجانبها تقول " هل علمت جميلة ما حدث لها, فعلمت وقتها بما حدث",و تضيف" اعتقدت وقتها أن جزء بسيط تقطع من أقدامي ولكن تضايقت عندما أخبروني بأن أرجلي تقطعت من أعلاها , من أعلى المفاصل".

جميلة حولت إلى إحدى المستشفيات في السعودية لتلقيها العلاج المناسب , لتعود اليوم بعد تمكن الأطباء في السعودية من وضع أطراف صناعية لها تساعدها بعض الشيء على تخطي أزمتها , فهي الآن تذهب إلى مدرستها أحيانا تمشي على أطرافها الصناعية, وأحيانا تتحرك بالمقعد المخصص لها".

وتضيف جميلة" منذ عودتي إلى غزة وأنا أمارس تمارين رياضية يومية بمساعدة أطباء متخصصين لتقوية عضلات جسدي , ولتأهيلي للمشي على الأطراف الصناعية لمسافة أكبر".

أم جميلة بينت أن جميلة اليوم تعيش حياتها الطبيعية بشكل عادي , وتخرج معهم في المناسبات , وتلعب مع صديقاتها وأبناء عمها , وتذهب لمدرستها الجديدة بعد انتقالها إلى المرحلة الثانوية هذا العام.

ومن الجدير بالذكر أن جميلة مصابة من بين 5000 إصابة في حرب غزة الأخيرة, والتي خلفت ما يقارب1500 شهيد , ودمرت آلاف المساجد والمنازل.