وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"فياض" حصل على موافقة لم الشمل عام 2007 وما زال ينتظر عودته للوطن

نشر بتاريخ: 26/09/2009 ( آخر تحديث: 26/09/2009 الساعة: 15:50 )
رام الله- خاص معا- لم يجد المواطن محمد علي عبد الرحمن فياض، الذي يعمل سائقا على مركبة عمومية في الاردن، امامه سوى الاحتفاظ بصورة الموافقة على طلب "لم الشمل" الذي تقدمت به زوجته قبل سنوات عديدة، من اجل اثارة معاناته واستمرار حرمانه من العودة الى وطنه والعيش باطمئنان واستقرار مع عائلته التي تعيش في دير عمار غرب مدينة رام الله، سيما انه ما زال ينتظر الحصول على تصريح يجيز له العودة الى رام الله بعد ان حصل على موافقة لم الشمل بتاريخ 15-10-2007.

ورغم ان معاملة فياض حملت رقم 743 من ضمن معاملات "لم الشمل" التي جرى الموافقة عليه من قبل سلطات الاحتلال، الا انه ما زال غير قادر على الدخول للضفة الغربية، تحت مبرر انتظار صدور تصريح له يجيز له الدخول واصدار بطاقة هوية كغيره من الاخرين، معبرا عن استغرابه الشديد لتعقيد الاجراءات بهذا الخصوص.

وبعد التأكد من المعلومات التي اوردها فياض لـ"معا" التي التقته في عمان، تبين بعد الرجوع الى كشوفات الدفعة الاولى لطلبات "لم الشمل" الموافق عليها والمنشورة في موقع هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية انه حاصل الى موافقة طلب الشمل تحمل 2452 وباسم محمد علي عبد الرحمن فياض.

ولا يتردد فياض في سرد تفاصيل معاناته الطويلة في الحصول على اذن الدخول الى الاراضي الفلسطينية لكل من يصعد في مركبته قاصدا العاصمة الادرنية عمان، عله يجد من يساعده في حل مشكلته في العودة الى بلده والعيش مع عائلته، موضحا ان زوجته تضطر كل فترة الى السفر من رام الله الى عمان برفقة اولاده لكي تلتقي مع زوجها الامر الذي يجعلها تكابد معاناة نفسية واقتصادية كبيرة بسبب استمرار حرمانهم من الاستقرار والعيش معا في مكان واحد رغم حصولهم على موافقة لم الشمل.

وقال فياض لـ"معا": "لا يعقل ان احصل على موافقة لم الشمل وابقى انتظر طيلة هذه المدة لكي يصدر لي تصريح الدخول الى الضفة الغربية"، موضحا ان اثنين من اولاده انجبتهم زوجته وهي بعيدة عنه اضافة الى معاناة اسرته التي تعيش بعيدا عنه، مناشدا كل المسؤولين الفلسطينيين بما فيهم المسؤولين في هيئة الشؤون المدنية لمساعدته في العودة الى الضفة الغربية.

واضاف "رسالة الموافقة على طلب لم الشمل موجهة الى سيادة الرئيس محمود عباس، وتؤكد الموافقة على طلب لم شمله، ورغم ذلك الا ان قرار عودتي مرهونا بحصولي على تصريح الدخول"، مؤكدا ان هذا الوضع يبقيه هو وعائلته رهينة حالة الانتظار التي تؤثر بشكل واضح على مجمل تفاصيل حياته.

ويقول "لا اشعر بالاستقرار ولا استطيع ان اخطط لحياتي على مختلف الصعد كوني اتوقع ان يسمح لي بالدخول الى الضفة الغربية في اية لحظة والامر ذاته تعيشه زوجتي واطفالي في الضفة".

واشار فياض الذي كان دخل الى الضفة الغربية اكثر من مرة عبر تصاريح وفيزا صدرت من السفارة الاسرائيلية في عمان، الى انه تزوح من فتاة فلسطينية تعيش في رام الله واسس اسرة وعمل في مهنة تمديدات التدفئة داخل الخط الاخضر، واستمر بذلك حتى عام 2002 حينما تم القاء القبض عليه والزامه بالسفر الى الاردن عبر جسر الكرامة رغم ان زوجته كانت مقدمة بطلب لم شمل له.

واضاف "في 15-10-2007 حصلت على الموافقة الاسرائيلية بقبول طلب لم الشمل الذي تقدمت به زوجته كفاية موسى التي تحمل رقم هوية (412074866)، ورغم ذلك الا انه مازال عالقا ولا يسمح له الدخول الى الضفة الغربية من اجل استكمال حصوله على بطاقة الهوية".

واشار الى انه يحمل رقما متقدما في طلبات الشمل التي حصلت على الموافقة الاسرائيلية الا ان تنفيذ معاملته مازالت عالقة دون ان يعرف الاسباب التي تقق وراء ذلك".

وحسب المعلومات المنشورة في موقع الهيئة والخاصة بمعاملات جمع الشمل الخارجي، والتي يقصد بها الأشخاص المتواجدون خارج البلاد " الأزواج" الأبناء، الأخوة، المستثمرون، الحالات الإنسانية....."، فان الهيئة حددت مجموعة من الوثائق المطلوبة ،صورة هوية الطالب، صورة عن جواز سفر المطلوب "ساري المطلوب"، صورة عن شهادة ميلاد المطلوب، صورة عن عقد الزواج، أربع صور شخصية، طلب نموذج من مكتب الخدمات.

ويؤكد فياض انه استكمال كافة الاجراءات المطلوبة لهذا الغرض وقام بتزويدها لوزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة دون ان يحصل لغاية الان على اجابة واضحة بشأن اصدار تصريح خاص به للعودة الى ارض الوطن.

وحسب مصادر شبه رسمية في الشؤون المدنية فان ملف هذه الفئة من المواطنين الحاصلين على موافقة لم الشمل مازال متوقفا منذ بدء الانتفاضة، موضحة ان هناك مواطنين يلجأون الى تكليف محامين برفع قضايا قانونية من اجل الحصول على التصاريح ومنهم من نجح في العودة الى الضفة الغربية على حد قول تلك المصادر.

ولا يتوقف الامر عند المواطن فياض فان هذه المعاناة تمتد لمئات وقد تصل الى الاف المواطنين الذين حصلوا على موافقة لم شملهم لكن حصولهم التصاريح الخاصة بعودتهم بقيت هي العائق امام عودتهم الفعلية وانهاء معاناتهم ومعاناة اسرهم.