|
الواسطة في السفر من ادارة المعابر تحرج الشرطة وتزيد من تذمر المواطنين
نشر بتاريخ: 26/09/2009 ( آخر تحديث: 26/09/2009 الساعة: 19:48 )
رام الله- معا- "من شان الله ترحمونا يا مسؤولين"!، هكذا كان احد الضباط المسؤولين في جهاز الشرطة الفلسطينية العاملة في ادارة المعابر في اريحا، يعبر عن حالة امتعاضه الشديد ازاء بعض الممارسات التي يمارسها اقارب كبار المسؤولين في السلطة الوطنية حينما يغادرون او يصلون الى ادارة المعابر، ويحاولون خرق الاجراءات القانونية في الحصول على تسهيلات لمغادرتهم ادارة المعابر بصورة مختلفة عن مغادرة المواطنين العاديين الامر الذي يؤدي إلى تذمر المسافرين وتذمر عناصر وضباط الشرطة على حد السواء من هذه الممارسات.
ومن بين الممارسات التي تحصل في هذا المجال، قيام اقارب مسؤولين في السلطة الوطنية التوجه مباشرة على ادارة المعابر دون المرور باستراحة اريحا من خلال الحصول على "واسطة" تسهل لهم ذلك، الامر الذي يؤدي الى ضمان صعودهم للحافلات التي تتوقف عند ادارة المعابر لتسجيل المغادرة، حيث يصعد هؤلاء المواطنون "اقارب المسؤولين" الى الحافلة التي تكون مقاعدها ممتلئة بالركاب، ما ينتج عنه احراج مسافرين ملتزمين بالإجراءات الرسمية في السفر من على الاستراحة، خاصة عندما تصعد للمركبة نساء يحملن اطفالا بين ايديهن، ويدفع هؤلاء المسافرين الى التطوع بالوقوف في المركبة خدمة للنساء، في حين ان المشكلة الاخرى تأخذ منحنى اخر حينما تصل الحافلة المغادرة الى نقطة التفتيش الاسرائيلية حيث يلزم المسافرون بمغادرة الحافلة والانتقال الى الحافلة الأخرى حيث يقوم هؤلاء الاشخاص الذين صعدوا للحافلة من "إدارة المعابر" بحجز مقاعد لهم على حساب المسافرين الملتزمين بالإجراءات، حيث يمكن بعد ذلك سماع عبارات الذم والقدح بالسلطة وبالمسؤولين عن ارتكاب مثل هذه الممارسات والتجاوزات. وحسب مصادر رسمية في ادارة المعابر فان هذه الممارسات سببها بالاساس كبار المسؤولين الذين يبادرون بالتوسط لاقارب لهم، اضافة الى تباهي المواطنين فيما بينهم بان لهم واسطة على المعابر، الامر الذي يؤدي الى احراج الضباط وافراد الشرطة العاملين في ادارة المعابر والاساءة للسلطة الوطنية بطريقة او بأخرى. ويتكرر الامر ذاته حينما يعود هؤلاء الاشخاص الى ارض الوطن حيث يعمدون الى مغادرة الحافلات لحظة وصولها الى مقر ادارة المعابر وتسجيل دخول المسافرين، قبل وصولها الى استراحة اريحا، تحت مبررات ان هناك من ينتظرهم في ادارة المعابر ولديهم مركباتهم الخاصة، ما ينتج عنه ايضا تذمر المسافرين ازاء مثل هذه الممارسات حيث عمد اغلبية المسافرين في احدى المرات الى النزول الجماعي من الحافلة احتجاجا على السماح لبعض المواطنين بالنزول ومنع اخرين ما ادى الى خلق حالة من الفوضى استدعت تدخل الضابط المسؤول الذي صعد للحافلة وطلب من المواطنين البقاء في مقاعدهم والقول لهم "انتم على حق ولكن ماذا نفعل نحن مع هؤلاء المسؤولين". واضاف "المسؤولون يتوسطون ونحن نتلقى الشتائم من المواطنين"، موضحا ان مثل هذه الممارسات تخلق بلبلة للشرطة وتذمر لدى المواطنين على حد السواء. ودفعت اقوال ذلك الضابط، المسافرين بالاحتجاج قائلين: مشكلتنا ليست معكم بل مشكلتنا في اجراءات تعاملهم بتمييز بين المواطنين، فالمفروض التعامل بعدالة مع جميع المواطنين، الامر الذي قاد الضابط الى إصدار اوامره بعدم تسليم جوازات السفر لاي كان من المسافرين الا في استراحة أريحا لضمان العدالة. |