وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حتى يصبح حجم التصدي بحجم التحدي * بقلم :ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 28/09/2009 ( آخر تحديث: 28/09/2009 الساعة: 20:12 )
القدس - معا - على الرغم من الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني في مدينة القدس والتي كانت أخرها الاعتداء على المسجد الأقصى في وضح النهار، وعلى الرغم من مئات أوامر الهدم وإخلاء البيوت بهدف تشريد الآلاف من المقدسيين ومصادرة الآلاف من الدونمات لصالح الجمعيات الاستيطانية وحالة الخناق غير المسبوقة التي تشهدها المدينة منذ عدة أعوام بفعل جدار الفصل العنصري ، إلا أن الوضع المقدسي العام يراوح مكانه لا بل ويتراجع أمام هذه الهجمة المبرمجة،كل ذلك على الرغم من وجود العديد من المؤسسات الفلسطينية العربية والإسلامية الداعمة وإعلانها عن تقديم الملايين من الدولارات لدعم القدس ومواطنيها ومؤسساتها ،إلا أن حجم التصدي لا يتناسب مع حجم التحدي المفروض على المواطنين المقدسيين كما ونوعا ومادياً ومعنوياً ،فلم تنجح تلك المؤسسات في وضع استيراتيجية قادرة على تعزيز صمود المواطن ومؤسساته تتناسب مع استيراتيجية الطرف الأخر ، او حتى وضع إلية عمل متواضعة قابلة للحياة والاستمرارية ولو لعدة شهور .

قد يكون مرد ذلك عائد للاحتلال وإجراءاته كما يحلو للبعض التذرع به ، ولكن حسب وجهة نظري فان السبب المباشر في كل ذلك عائد للمؤسسات الفلسطينية والعربية والإسلامية الداعمة وأجنداتها التي تتحكم بآلية إيصال الدعم ونوعيته وحجمه ومدى جديتها في التعاطي مع الأحداث المتسارعة ، في زمن عرفنا فيه التفريق المقيت بين المواطن الذي يستحق الدعم والمواطن الذي لا يستحق الدعم، والمؤسسة التي تستحق والمؤسسة التي لا تستحق لأسباب مصلحيه وحزبية في أحيان أخرى ، والا نكى من ذلك كله التوجه الخطير لدى القائمين على إدارة شؤون هذه المؤسسات الفلسطينية والعربية والإسلامية في تقزيم بعض المؤسسات وإعلاء شأن مؤسسات أخرى من خلال تشكيل أجسام حماية عشائرية وربما عائلية أ وقبلية تتولى مهام المستشارية وإبداء الرأي في العديد من القضايا الجوهرية ، وأحيانا كثيرة تتدخل في عملية اتخاذ القرارات بالعطاء أو الحرمان دون حسيب أو رقيب في ظل تقارير منمقة و مزوقة ومحبوكة بحبكة مخرج سينمائي فذ ومتمكن ترفع لمجالس إدارات تلك المؤسسات الداعمة داخل وخارج حدود الوطن .

لا ادعي معرفتي بكل كبيرة أو صغيرة أو كل شاردة وواردة، ولكنني على اطلاع كاف ومعرفة شبه جيدة بآليات عمل تلك المؤسسات ،خاصة فيما يتعلق بمشاريع القطاع الشبابي والرياضي(هذا القطاع الذي ظل الوحيد بين القطاعات المقدسية التي تعمل بروح الانتماء والتطوع) والعراقيل التي توضع في وجه العشرات من المشاريع الهامة والحيوية للمجتمع المقدسي ، وبالمقابل التسهيلات التي تمنح للنشاطات البسيطة وغير الحيوية التي باتت تنفذها مؤسسات وهمية أو في أفضل الحالات مؤسسات لا تخدم إلا القائمين على إدارتها ، حتى أن بعض هذه المؤسسات لا تكلف نفسها عناء كتابة المشاريع ويتولى بعض العاملين في مكاتب المؤسسات الداعمة التوصية لها بتلقي الدعم وأحيانا كتابة المشاريع نيابة عنها ، لا لشيء إلا لأنها تشكل مصلحة شخصية أو تدور في فلك القائمين على إدارة مكاتب المؤسسات الداعمة، ولنا في شهر رمضان الفضيل دلائل وأمثلة حية على هذه الممارسات الفظة والتي لا مجال لذكرها في هذه العجالة .

انه وبالوقت الذي نقدر الدعم الذي تقدمه بعض الدوائر و المؤسسات الرسمية وفي مقدمتها وحدة القدس في ديوان الرئاسة ووزارة شؤون القدس المطالبتين بالمزيد لسد النقص وتقديم الدعم لملامسة كافة الاحتياجات الضرورية والملحة للمواطن المقدسي ومؤسساته ، نعتقد انه وقبل التوجه بالشكوى المقرونة بالدلائل والبراهين إلى مجالس إدارات المؤسسات الوطنية والعربية والإسلامية خارج الوطن وداخله ، علينا مخاطبة ضمائر القائمين على هذه المؤسسات في الوطن والقدس فقد يعود البعض منهم إلى رشده ويحكم دينه و ضميره قبل فوات الأوان ، إلا أن هذا ومن باب المسؤولية لايعفينا من ضرورة التوجه العلني إلى كل من يعنيهم أمر القدس ومواطنيها ومؤسساتها ، أملين منهم التدخل السريع في وضع حد لهذه الممارسات الغريبة والفظة والتي تقوض أعمدة صمود المواطن المقدسي ومؤسساته المختلفة ومنها الرياضية والشبابية التي باتت تعيش على التسول والهبات والمنح من هذا وذاك مقابل موقف أو ولاء لهذه المؤسسة أو تلك .

اختم كلمتي بالتوجه لكافة المؤسسات المقدسية الشبابية والرياضية برفع صوتها وإيصاله إلى حيث تقدر أو تستطيع لكشف كل الأعمال والتجاوزات والممارسات نصرة للقدس ومواطنيها ومؤسساتهم قبل أن تستشري المحسوبية والواسطة ولا يبقى للامانه والصدق مكان في هذا المجتمع الظالم لأهله ، وحتى نرتفع بدرجة التصدي إلى ما يوازي حجم التحديات والمخططات مادياً ومعنوياً وبشرياً ومؤسساتياً .