البراءة لمتهم بالتخابر مع العدو بعد عام ونصف على توقيفه في جنين

جنين- معا- أصدر رئيس محكمة بداية جنين القاضي محمود شفيق أبو جاموس أول أمس الإثنين حكما بالبراءة على متهم بالتخابر مع العدو، بعد عام ونصف على توقيفه، في قضية لم تقدم النيابة العامة بها أي دليل أو بينة تثبت إدانة المتهم على القيام بأي فعلة من الأفعال المنسوبة إليه، إضافة إلى الإجراءات غير القانونية التي احتجز المتهم في ظلها، في مكان غير مختص كسجن، والتوقيف صادر بدون مذكرات رسمية وعن جهة ليست ذات اختصاص قضائي أصلا. وضمنَ إجراءات تحقيق غير قانونية أيضا أدت الى انتزاع الاعتراف من المتهم تحت ظروف غير عادية وتحت وطأة الضغط والشدة.

شاهد النيابة الوحيد في هذه القضية، عند إدلاء شهادته أمامَ المحكمة صرح أنه لا يذكر عدد الأيام التي قضاها المتهم محتجزا، وأنه ربما مكث حوالي الأسبوع، بينما جاءَ في شهادة الدفاع المحامي أحمد سميح أن المتهم معتقل منذ 1/5/2008 حتى 17/5/2008، وأنكرَ المتهم التهم المنسوبة إليه.

وقد جاءَ في قرار المحكمة أن الاعتراف يجب أن يكون بدون إكراه، وأن اعتراف المتهم قد رافقه ضغط على المتهم، وبعد التدقيق في البيانات ووقائع الدعوة، حيث أن المتهم مقيم داخل الأراضي الإسرائيلية، ولم يدخل الضفة منذ سبعة عشر عاما، توصلت المحكمة أن الاعتراف يعتبر باطلا بطلانا مطلقا، كونه جاءَ عن إرادة غير حرة، ترتب عليه عدم أخذ المحكمة بهذا الاعتراف، حيث أن المحكمة لا يضيرها إفلات متهم من العقاب، بقدر ما يضيرها إدانة بريء.

وعلى ضوء ذلك، أعلن القاضي محمود أبو جاموس براءة المتهم ( ع. م)، (43 عاما) من مخيم جنين، من تهمة التخابر مع العدو، حكما حضوريا قابلا للاستئناف.