وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مذيعة قناة الجزيرة خديجة بن قنة ترددت 3 سنوات قبل ارتداء الحجاب

نشر بتاريخ: 04/04/2006 ( آخر تحديث: 04/04/2006 الساعة: 16:19 )
معا- عمّان- الغد - أعربت مذيعة قناة الجزيرة خديجة بن قنة عن قناعتها بأن العمل في الصحافة لا يفرق بين الرجل والمرأة، بيد أنها تبدي استياءها من الفضائيات "التي تسخر المرأة لتمتع الأعين، في حين يأتي الرجل ليخاطب العقول".

وأوضحت بن قنة لدى زيارتها"الغد" أول من أمس برفقة مراسل"الجزيرة" في عمّان الزميل حسن الشوبكي، أنه "في كثير من الفضائيات يسند للمرأة أدوار ذات صلة بالابتسامة الدائمة التي تعتمد بشكل او بآخر على مقياس الجمال والمظهر الخارجي، في حين تسند للرجل مهام تقديم البرامج الجادة".

وتجد خديجة بن قنة، التي درست الاعلام تخصص اذاعة وتلفزيون في جامعة الجزائر وتابعت دراستها في مركز تكوين الصحافيين في باريس، أن مواصفات الاعلامية الناجحة لاتختلف عن مواصفات الاعلامي الناجح لإيمانها بأن "الصحافة لا تفرق بين الرجل والمرأة".

وتجمل بن قنة التي تعمل في مجال الإعلام منذ عشرين عاماً مواصفات النجاح للإعلامي أو الاعلامية بـ"ضرورة التمتع بمستوى عال من الثقافة، إلى جانب الإلمام بالجوانب السياسية. وتولي في الوقت نفسه اهتماماً بالجانب اللغوي".

ولا تغفل أهمية "الحضور والقبول الذي يحققه المذيع او المذيعة على الشاشة" وهو ما يتخلق مع الانسان ويصعب التحكم به، إذ تصنف تمتع الاعلامي بالحضور وتقبل الجمهور ضمن ما ينعم به الله على عباده.

وفيما يتعلق بتقديم البرامج المباشرة لا تفرق بن قنة بين الحضور الذهني للمقدم والإعداد المسبق للبرنامج، ولا تجد أن جانباً قد يطغى على آخر. وتلفت إلى ان الحضور الذهني للمقدم يسير بخط متواز جنباً إلى جنب مع الإعداد المسبق.

وتشرح "في الصحافة والاعلام ليس هناك ما يسمى بالارتجال، لأن المشاهد ببساطته يمكنه تقييم تمكن المذيع وثقافته، وفي النهاية فالعمل الناجح يعكس جهد فريق تعاون لتقديم مادة مميزة للمشاهد".

وعن طريقة تعاملها مع الأخبار العاجلة التي تحمل انباءً سيئة، تبين بن قنة ان شعار الحياد الذي يجب ان يتميز به كل صحافي يفرض على المذيع "عدم إبداء تعاطفه تجاه الحدث عند نقل الخبر حتى لا يؤثر على المشاهد".

وفي السياق ذاته، لا تجد أن ما يتسم به مذيعو الجزيرة من تجهم هو طابع خاص بالقناة بقدر ارتباطه بما يحدث في العالم من أحداث مأساوية "تدفع المذيعين لنقلها بأسلوب جاد قد يطغى عليه التجهم".

وتطرقت بن قنة إلى ارتدائها الحجاب كواحدة من اوائل المذيعات اللواتي ظهرن بالحجاب على الشاشة، لافتة إلى أن هذا القرار استند إلى قناعتها الشخصية بعد تردد دام ثلاث سنوات. وتعلق: "جاءت ردرود الفعل ايجابية عكس ما توقعت".

وكانت قناة الجزيرة أعلنت عقب ارتداء بن قنة الحجاب أن الإدارة لا تتدخل في الخيارات الشخصية للمذيعات كما أنها لا تعتبر الجمال هو المقياس الحقيقي لاختيارهن وإنما الثقافة والأداء المهني .

وكانت زيارة بن قنة عمّان أتت بعد عودتها من تغطية الانتخابات الإسرائيلية. وفي هذه السياق تقول إنها حفظت خريطة فلسطين قبل زيارتها لها من خلال تكرارها أسماء المدن والقرى أثناء قراءة الأخبار. وزادت أن زيارتها مكنتها من تثبيت أسماء المدن على مواقعها التي اسهبت في وصف جماليتها.

ورغم أن القدس محفورة في داخلي، تتابع بن قنة، إلا أن شعوري كان مختلفاً عند زيارتها "فهي أرض التاريخ وأرض النبوة". وكانت بن قنة واجهت صعوبات في التنقل بين الحواجز الأمنية، مؤكدة : "رأيت معاناة الفلسطينين ولمست عن كثب معاناة المواطن على أرضه".

وتعتبر أن تغطية الانتخابات الاسرائيلية لقناة الجزيرة يفتح عندها ألماً جديداً، وتتدفق في أثنائه عدة أسئلة "هل هذه الانتخابات نزيهة؟ هل تمت بشكل ديمقراطي؟ ويزداد الاستياء عندما تكون الإجابة نعم".

وتزيد "ما آلمني كمواطنة عربية أننا لا نتعلم من عدونا، ما يجعل تواجد المراقبين الدوليين في الانتخابات العربية ضرورة حتمية في كثير من الأحيان".

ويذكر أن خديجة بن قنه انطلقت في العمل الصحافي لأول مرة في الاذاعة الجزائرية ثم انتقلت إلى التلفزيون الجزائري ومنه إلى الإذاعة السويسرية لتستقر في العام 1997 في قناة الجزيرة كمقدمة أخبار.وكان عمر "الجزيرة" آنذاك ستة أشهر ولم يتجاوز عدد ساعات بثها في ذلك الحين ست ساعات. وانتقلت من تقديم الأخبار إلى تقديم برنامج "للنساء فقط". كما كان لها تجربة في برنامج "الشريعة والحياة"، وتفرغت منذ آب "أغسطس" الماضي لتقديم الأخبار.