|
رئيـس الـوزراء يفتتح أكاديميـة الدرامـا ( مسرح القصبة) برام الله
نشر بتاريخ: 01/10/2009 ( آخر تحديث: 02/10/2009 الساعة: 00:01 )
رام الله - معا - اشاد رئيس الوزراء د. سلام فياض خلال كلمة له في افتتاح "أكاديمية الدراما" في مسرح القصبة برام الله بافتتاح أكاديميـة الدرامـا ( مسرح القصبة) باعتباره" يشكل مساهمة في وضع لبنة أخرى في صرح بناء الدولة المستقلة.
وقال د. فياض " ان الشعب الفلسطيني بهذه الانجازات المتراكمة ينتصر يومياً لثقافة الحياة، وصفاء الروح، والبسمة التي يستحقها أطفال فلسطين والشعب الفلسطيني ." وفيما يلي النص الكامل للخطاب : الأخ جورج ابراهيم مدير عام مسرح القصبة السيد كلاوس بوركهارد ممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية السيد كورت مينارت مدير جامعة فولكوانغ السيد أوليفر هاك ممثل مؤسسة ميركاتور الأخوات والأخوة أهل الثقافة ومبدعو الفن الحضور جميعاً مع حفظ الألقاب مساء الخير، تغمرني سعادة خاصة هذا المساء، وأنا أشارككم فرحة افتتاح هذه المؤسسة الابداعية "أكاديمية الدراما". وأشعر بالفخر والتفاؤل ونحن ندشن معاً هذا الطموح، ونجعله واقعاً ليساهم في وضع لبنة أخرى في صرح بناء دولتنا المستقلة. فشعبنا بهذه الانجازات المتراكمة ينتصر يومياً لثقافة الحياة، وصفاء الروح، والبسمة التي يستحقها أطفال فلسطين وكل أبناء شعبنا... نعم أيها الأخوات والأخوة هذا هو شعبنا الفلسطيني، وتلك هي حقيقته الأصيلة التي أعانته على الصمود والبقاء والثبات على أرضه والتمسك بحقوقه. فلقد تمكن شعبنا ورغم النكبة والاحتلال والتشريد، وكل محاولات الطمس والتذويب من صون ثقافته الوطنية، وحمى بوعيه وحسه الوطني تراث الآباء والأجداد في هذه الأرض الطيبة بأهلها ومبدعيها ومثقفيها... وفي مقدمتهم حماة الأرض ورواد الثقافة الوطنية المنفتحة على ثقافات وفنون وابداعات العالم والانسانية جمعاء. واسمحوا لي في هذه المناسبة، ونحن نضع حجر الأساس لانشاء كلية الدراما، أن أنقل إليكم جميعاً ومن خلالكم لكل أبناء شعبنا ومثقفيه في الوطن والشتات تحيات الأخ الرئيس ابو مازن، وتقديره لجهودكم المباركة في هذا الانجاز، الذي يمثل بالنسبة لنا مدماكاً آخر في الطريق إلى الحرية والاستقلال وتكريس ثقافة الحياة والابداع، وليكون كذلك وسيلة أخرى في نقل حكايتنا للعالم بلغة العصر وبساطة مفردات الحق والعدل الانسانيين. السيـدات والسـادة، قبل أسابيع أصدرت الحكومة وثيقة برنامج عملها بعنوان "فلسطين: انهاء الاحتلال وإقامة الدولة". وقد انطلقت تلك الوثيقة أساساً من حقوق شعبنا الطبيعية في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير، كما عرفتها الشرعية الدولية، وأكدت عليها وثيقة الاستقلال التي صاغها راحلنا الكبير محمود درويش في تعبير خلاق بين ثنائية الوطنية والثقافة التي جسدها شاعر فلسطين درويش مع زعيمنا الخالد أبو عمار. نعم أيها السيدات والسادة، إن رؤية درويش وحلم ياسر عرفات، ورغم كل ما يواجهنا من صعوبات في الطريق، باتا يقتربان من الحقيقة التي لا بد منها، وهي تجسيد حق شعبنا في الحياة الكريمة في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية،... دولة عصرية تقدمية تزرع الأمل والفرح في نفوس أبنائها، وتبعث على شعورهم بالفخر بها،... دولة تحتضن الابداع، وتنهض بالثقافة والفنون والعلوم،... دولة تحمي بيدر الفلاح وتطور مدرسة الأطفال، وتضمن الحق في العلاج والتعليم والسكن لمواطنيها،...دولة خالية من الاستيطان والكراهية،... دولة تستند في علاقتها مع مواطنيها على مبادئ الحرية والكرامة وحقوق الانسان، وتنتصر دوماً لحق السؤال كمفتاح للمعرفة، وتضمن الحوار والسجال والاشتباك المعرفي... نعم أيها الأخوات والأخوة: حق السؤال والنقد هو مفتاح المعرفة والتغيير. وإن كان غير ذلك فيجب أن نخاف ونرتجف من مجتمع ذي لون واحد وفكرة واحدة أو مطلقة. هذا هو طريقنا لبناء مستقبلنا في دولتنا، وهو واجبنا لحماية هذا الطريق والوصول بشعبنا إلى بر الأمان. لقد ارتكز دور منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، على حصيلة جهد الرواد من المثقفين والمناضلين الذين حملوا الراية مبكراً لحماية الهوية وتجسيدها، ورسموا درب الحرية مسلحين بصمود شعبنا، وبهوية الأرض وثقافة الشعب. فقد شكلت منظمة التحرير الفلسطينية الوطن المعنوي لشعبنا، والوريث الشرعي لثقافته وتراث آبائه وأجداده على هذه الأرض، وما انتجته من رموز ابداعية مشهود لها على الصعيد العالمي. واليوم، وبعد سنوات من انشاء أول سلطة وطنية على جزء من أرضنا، فإن شعبنا ما زال يواصل معركة بناء ما دمره الاحتلال. وهو مصمم على استكمال مهمة السلطة الوطنية في الانتقال إلى مؤسسات الدولة، وارساء وترسيخ قواعد الديمقراطية والحكم الرشيد وبناء المؤسسات القوية القادرة على تعزيز صموده، وحقه في الحياة والتطور على أرضه، وليشكل ذلك كله رافعة أساسية لانهاء الاحتلال، واستعادة أرضه التي احتلتها اسرائيل في العام 1967، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية عليها. هذه المهمات الصعبة وما يرافقها من تعقيدات، أيها الأخوة والأخوات، لا تجعلنا نغفل دورنا وواجبنا في انشاء ودعم ورعاية المؤسسات الثقافية والنهوض بالمشروع الثقافي الذي تشكل بنيته التحتية جزءاً أساسياً من المشروع الوطني والبنية التحتية لدولتنا العتيدة. وفي سياق استشراف هذه الرؤية قمت في بداية العام الماضي باطلاق مبادرة (فلسطين نحو المستقبل) بمساندة وزير خارجية ألمانيا فالتر شتاينماير في كانون ثاني من العام 2008. حيث شكلت تلك المبادرة جزءاً من خطة عملنا لتعزيز صمود شعبنا وبناء مؤسساته القوية، وتنفيذ المشاريع الحيوية مثل المدارس والعيادات، والمراكز المجتمعية وغيرها من البنى التحتية لشبكة الخدمات الأساسية. فأكاديمية للمسرح هنا، وإعادة فتح دار للسينما هناك، وتشجيع القراءة للأطفال في المناطق المهمشة، وضمان حقهم في مدرسة وعيادة صحية، وحديقة جميلة، ليست رفاهية أو ترفاً في فسيفساء لوحة مشروعنا الوطني... بل إنها أدوات أساسية، ووسائل فعالة لصمود شعبنا واصراره على مواصلة ضمان انجاز مشروعنا الوطني المتمثل في انهاء الاحتلال واقامة الدولة ... نعم دولة المؤسسات وحكم القانون. فالدولة التي نعمل على تحقيقها يجب ألا تتمتع بالسيادة والديمقراطية والازدهار فقط، بل يجب أن تكون على قدر عال من الثراء الثقافي، وذلك وفاءً للميثاق الذي تعهدنا به لصون ورعاية ثقافة شعبنا وتراثه الوطنيين. واسمحوا لي في هذه المناسبة، ونحن نراكم معاً الانجاز تلو الآخر، وندشن المشروع تلو الآخر، أن أعلن عن افتتاح أكاديمية الدراما، والتي جاءت نتيجة جهدٍ تعاوني بين جامعة فولكوانج الألمانية للموسيقى والمسرح والرقص والتصميم والدراسات الأكاديمية، ومسرح وسينماتك القصبة في فلسطين تحت رعاية مؤسسة ميركاتور، التي توفر تدريباً مناسباً للفنانين الفلسطينيين الطموحين وتعزز قطاع الفنون في فلسطين، وبما لم يكن ممكناً لولا الدعم السخي من أصدقائنا المانحين، والذين أشكرهم جميعاً. الأخـوات والأخـوة، تتعرض القدس والمقدسات لانتهاكات احتلالية مستمرة لتغيير معالمها وطابعها الجغرافي والسكاني، تتمثل في مواصلة البناء الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، والاستيلاء على المنازل العربية، والتضييق على المواطنين الفلسطينيين، وسحب الهويات والاعتداء على الأماكن المقدسة، والتضييق على المؤسسات، واستمرار اغلاق العديد منها، بما يستهدف النيل من المكانة الحضارية والروحية والثقافية للمدينة المقدسة، وعزلها ليس فقط عن عمقها الفلسطيني كعاصمة لدولتنا المستقلة، بل ونزعها من عمق تاريخها العربي كأبرز شواهد التاريخ الانساني والروحي والثقافي على عروبة أرضنا الفلسطينية. ان التفاف شعبنا حول القدس ومقدساتها، والاصرار على استعادة حريتها كعاصمة أبدية لن يضعف ولن يتراجع. وان هذا الاصرار العنيد الممتد من شوارع وأزقة القدس وبلدتها القديمة ... هو جزء لا يتجزأ من الدفاع عن الموروث الثقافي والانساني والروحي لشعبنا وتجذره في هذه الديار. فحجم الالتفاف الممتد في أصقاع الأرض حول القدس عاصمة الثقافة العربية يؤكد الحقيقة الراسخة، ويظهر مدى تمسك شعبنا وكل أحرار العالم ومبدعيه وفنانيه ومثقفيه بمكانة هذه المدينة وبحق شعبنا فيها. وفي هذه المناسبة، فانني أؤكد أمامكم، ورغم كل القيود، بأننا سنستمر في تحمل المسؤولية وتقديم كل الدعم والمساندة لتعزيز قدرة أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم المقدسيون، على الصمود، وحماية المدينة والنهوض بواقع ودور مؤسساتها، وتقديم كل الدعم والتشجيع للنشاطات الثقافية في المدينة، وتطوير البنية التحتية الثقافية اللازمة لذلك. الأخـوات والأخـوة، إن هذا المَعلم الثقافي يشكل لبنةً أساسيةً في مسيرة تجسيد مشروعنا الوطني كما حددتها وثيقة برنامج الحكومة، وخطط العمل المنبثقة عنها. فلا يكفي أن نستمر في تعداد وتفصيل شرور الاحتلال، أو تعثر أدائنا الوطني، على أهمية ذلك. فالشعوب الحيّة، ذات البعد الحضاري والثقافي الأصيل، هي التي تتمسك على الدوام برؤية تاريخية وثقافية وإنسانية مسنودة برافعة العلم والعمل والاجتهاد، رؤية تمزج بين الأصالة والحداثة... بين موروثها العميق والقيم الإنسانية النبيلة، في قبول الاختلاف والتنوع والتعددية والتسامح والانفتاح، وليس التعصب والإقصاء والتكفير والادعاء باحتكار الحقيقة. فجدارة وتطور الهوية الثقافية للمجتمعات في العصر الحديث هي نتاج مساهمتها الأصيلة في المبنى العظيم للثقافة الإنسانية. لقد شكل المسرح الفلسطيني وسيلة من وسائل المقاومة ضد سياسة تزييف وطمس الهوية والثقافة والحضارة الفلسطينية. فقام المسرحيون الفلسطينيون باستخدام أرقى الوسائل الحضارية والانسانية للتعبير عن هموم شعبهم، لأن المسرح يكثف المعارف الفنية المختلفة بصورة راقية وجميلة، وفي علاقة مباشرة بين المشهد والممثل والكلمة، ولأن المسرح وسيلة تثقيف وتعليم استخدمت عبر العصور، فكان من أقوى أدوات المقاومة. ونحن في هذه المناسبة، ونحن نخلد رواد الثقافة الفلسطينية المعاصرة، لا بد من الاشارة إلى أن المسرح الفلسطيني شهد بداياته في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وبرزت معالمه الأساسية عام 1919، من خلال الكتابات المسرحية والابداعية لجميل حبيب بحري، والأخوة صليبا ونصري وجميل وفريد الجوزي. لهم جميعاً ولذكراهم ولكل رواد ثقافتنا الوطنية كل التقدير والاحترام. لقد ساهم الفنان والأديب الفلسطيني في إعادة التأسيس للهوية الوطنية قبل إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وشكلت الإبداعات الأولى بعد النكبة الرافعة التاريخية لمشروعنا السياسي، الذي أكد على الدور الأساسي لشعبنا في تحرير وطنه، وفي مواجهة محاولات التذويب والإلحاق والعدمية، وهو الدور الذي تستكمله السلطة الوطنية على أرضها وبين شعبها، رغم ظروف الاحتلال والحصار والاستيطان الإسرائيلي. فكل لبنة في مسرح أو نص إبداعي أصيل، وكل انجاز مهما صغر أو كبر على ارض الوطن، هو البوصلة والمؤشر إلى مكانة فلسطين في أفئدة وعقول فلسطيني الشتات والمهاجر، وفي قلوب الخيرين والعقلاء في العالم أجمع. الأخـوات والأخـوة، السيـدات والسـادة، في هذا السياق فإنني، وباسم الحكومة، أؤكد على أهمية عدد من القضايا التي نراها أساسية في مسيرة التكامل والتفاعل بين المؤسسات الحكومية والأهلية. وفي مقدمة هذه القضايا الحرص على التواصل بين المبدعين في الوطن والشتات. فمشروع استكمال وترسيخ بناء هويتنا الثقافية متعدد ومتنوع وموزع على خارطة العالم. لكن هذا التنوع والتعدد هو مصدر غنى وثراء هذه الهوية. وكلي أمل في أن يشكل هذا المعلم الأكاديمي الفني الإبداعي الأول نقطة جذب وتفاعل بين كل فناني شعبنا في الداخل والخارج. وستجدون من سلطتكم الوطنية كل الدعم والمساندة من اجل تحقيق هذه المهمة النبيلة. القضية الأخرى التي تتصل بمشروعنا الثقافي الوطني تتمثل في ضعف عدالة توزيع الخدمات والبنية الثقافية، والتي تتركز غالبيتها في مدينة واحدة. إننا في هذا السياق وفي إطار وثيقة عمل الحكومة وخطة عمل وزارة الثقافة نعمل على إنشاء وتوسيع انتشار البنى التحتية للثقافة في كافة أنحاء الوطن ونتطلع إلى مساهماتكم المدروسة في تحديد أولوياتها. لكننا، وفي نفس الوقت، نأمل من مبدعينا نقل تجاربهم إلى المؤسسات الثقافية الأهلية والحكومية في المدن والقرى والمخيمات، ودعم المجموعات والفرق الصغيرة في التأهيل والتدريب وتعزيز البنى القائمة. فلديكم اليوم الخبرة والكفاءة التي اكتسبتموها على مدار السنين، والتي لا بد أن تكون عوناً لزملائكم في باقي أرجاء الوطن. لقد لمست في جولاتي الميدانية في القرى النائية والمناطق المهمشة حجم الكارثة التي خلفها الاحتلال والحصار والاستيطان والجدار. لكن أكثر ما يؤلم وفي نفس الوقت يحفز على العمل المتواصل هو الثقة بأن الخيرين من أبناء شعبنا لديهم القدرة على اجتراح المعجزات، وإعادة الروح والجمال والأمل إلى تلك المناطق . إنني أرى في القائمين على هذا المشروع الحضاري، وفي كل المبدعين الفلسطينيين الأمل في ضرورة إعادة الروح العظيمة للعمل والتطوع في تلك المناطق. فهذه المؤسسة لا تعني المباني والمعدات، وإنما الروح والرؤية التي يجب أن تنقل إلى الريف والمدينة والمخيم، من خلال ورش العمل والتعليم والتأهيل، وعرض وتقديم الابداعات والانتاج الفني المتنوع. إن أبواب وزارة الثقافة وكل الوزارات المعنية ستكون دائما مفتوحة من اجل الدعم والتعاون والعمل المشترك من اجل تحقيق أهدافنا على الصعيد الثقافي والتي أكدت عليها وثيقة عمل الحكومة، وبما يشمل انجاز توثيق وتوظيف الذاكرة الجماعية لحكاية شعبنا الكفاحية وموروثه الثقافي، وتوثيق البعد الوطني والثقافي للذاكرة ونقلها للأجيال القادمة، وتطوير وتعزيز الانفتاح والتبادل الثقافي مع المجتمعات العربية ودول العالم بأسره. إن هذا كله يتطلب منا أيضاً انشاء وتجهيز وتشغيل البنية التحتية للثقافة من مسارح، ودور عرض، ومتاحف، ومكتبات، والعمل على تمكين ودعم الصندوق الثقافي لدعم المشروعات والأنشطة الثقافية، واصدار القوانين الكفيلة بتفعيل الثقافة في كل مجالاتها بالتنسيق مع المؤسسات والهيئات المعنية. فبرنامج الحكومة لإنهاء الاحتلال وبناء الدولة ليس مشروعاً خيالياً بعيد المنال، وإنما هو فعل مقاوم عنيد، وهو ورشة حقيقية للعمل الجاد والمنظم يحتاج منا جميعاً الانخراط في ورشة عمل كبرى. ما نحتاجه هو تضافر الجهود والعقول والأيادي، فلا وقت لدينا لانتظار العالم حتى ينصفنا، ولا وقت لدينا حتى يفيق المحتل الإسرائيلي من غيبوبة غطرسة القوة. إننا أيها الأخوات والأخوة نثق بقدرات وتصميم شعبنا على بناء مستقبله وتمسكه بأهداف مشروعه الوطني، والتفافه حول منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية. كما نلمس، ومنذ إطلاق وثيقة برنامج عمل الحكومة، حجم التعاطف والدعم الدولي بما يعد بتوفير الدعم والمساندة الفعلية من اجل تحويل حلم الفلسطينيين في الدولة إلى واقع ملموس، والمساهمة في إقامة البنى التحتية الشاملة والمتكاملة، وفي الجوهر منها الإنسان المبدع والعامل. وفي نفس الوقت، فإننا ندرك حجم التحديات التي تواجه شعبنا، والمخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية. ولكننا نستخلص من ذلك كله مزيداً من الاصرار على توفير مقومات النجاح. إن انهاء حالة الانقسام واعادة الوحدة للوطن ومؤسساته تشكل شرطاً أساسياً لهذا النجاح وانهاء المعاناة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة من حصار واحباط. واسمحوا لي في هذه المناسبة الهامة أن أحيِّي كل المبادرات الوطنية والاجتماعية والفنية والمسرحية التي تنطلق بصرخاتها من شوارع وأزقة وحناجر رجال ونساء أهلنا في غزة، وأن أحيِّي في هذه المناسبة أيضاً صرخة الفنان سعيد البيطار وطاقم مسرحية "نساء غزة ... صبر أيوب"، وأن أؤكد لهم حرص السلطة الوطنية بكل مؤسساتها، واخلاصها بل واجبها في العمل الجاد لإستعادة وحدة الوطن، ورفع الحصار الظالم. فنساء غزة، ومحاميات غزة، وطالبات المدارس في غزة يستحقن غير ما يواجهن من ظلم وحصار وفرض الرأي والزي. وفي الختام أشكركم مرة أخرى على هذا الانجاز، كما أشكركم على إتاحة الفرصة لي لمشاركتكم هذه الفرحة، وإلى مزيد من الانجازات نحو بناء دولة المستقبل والحرية والازدهار والفرح لشعبنا، هذا هو عهدنا ووفاؤنا للشهداء ... هذا هو عهدنا لأسرى الحرية... هذا هو عهدنا لشعبنا. والسلام عليكم ورحمة الله،، |