وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل نحتاج الى ( 1100 ) دقيقة تصوير لشاليط حتى يتم تحرير 11 الف اسير؟!

نشر بتاريخ: 02/10/2009 ( آخر تحديث: 03/10/2009 الساعة: 08:53 )
رام الله – معا - "دقيقتان واثنتان وأربعون ثانية" هي مدة الشريط المسجل الذي جرى تصويره للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بزيه العسكري قبل تسليمه للوسيط الألماني الذي يشرف على إدارة المفاوضات غير المباشرة في صفقة تبادل الأسرى الذي نقله إلى الجانب الإسرائيلي، ليتم على أساسه أطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية من سجون الاحتلال، أمس، الأمر الذي يقود إلى التساؤل هل نحتاج إلى (1100) دقيقة تصوير للجندي شاليط لكي يتم الإفراج عن (11) ألف أسير وأسيرة مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال؟!.

ورغم الفرحة الفلسطينية بالإفراج عن الأسيرات المحررات، الا أن فرحة إسرائيل بكل تأكيد كانت اكبر حينما حققت من وراء مثل هذه الخطوة مجموعة من الأهداف المركبة، فهي نجحت أولا في الحصول على تأكيد غير مشكوك فيه بان شاليط على قيد الحياة، كما تأكدت بان صحته بخير ومازال قادرا على التحدث باللغة العبرية بعد أربع سنوات من أسره، كما تأكدت بأنه لا يعاني من أية جراح جسدية وان نظره تحسن بعكس الصور التي كانت تبث له سابقا وهي يرتدي "نظارة"، إضافة إلى أنها تأكدت من قدرته على السير على إقدامه.

والأمر الأخر الذي نجحت فيه إسرائيل، تمثل في الجانب الإعلامي حيث إعادة قضية الجندي شاليط الى الأجندة الإعلامية العربية والأجنبية والإسرائيلية، وغطت بذلك على معاناة الأسيرات اللواتي جرى الإفراج عنهن مقابل الحصول على هذا الشريط، خاصة وان الأسيرات المحررات أنفسهن اكدن بالامس ، ان هناك أسيرات أحق بالإفراج من الأسيرات اللواتي جرى الافراج عنهن مقابل هذا الشريط، سيما ان أغلبية الاسيرات لم يتبق على انتهاء محكوميتهن سوى فترة قليلة لا تتعدى في اغلبها العام والنصف.

وقالت الاسيرة المحررة ، نيفين خليل عبد الله دقة، التي لم يتبق على انتهاء محكوميتها سوى 38 يوما ، " لا يمكن الشعور بالفرحة ونحن تركنا خلفنا اسيرات يمضين احكاما بالمؤبدات وهن احق منا ان تشملهن صفقة تبادل الأسرى".

وفي المقابل فان مسؤولين فلسطينيين اكدوا لـ (معا)، ترحيبهم بالإفراج عن الأسيرات ورأوا في هذه الصفقة بانها نجحت في كسر المعايير والشروط الاسرائيلية، ونجحت في تحرير أسيرات كانت إسرائيل ترفض الإفراج عنهن في وقت سابق.

وينظر غالبية من المواطنين على الافراج عن الاسيرات مقابل دقيقتين من التسجيل المصور للجندي شاليط بأنه انجاز حقيقي تمكنت المقاومة والفصائل الآسرة للجندي من تحقيقه على طريق تحقيق انجازات اكبر في الافراج عن المزيد من الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ويرى اخرون بان الترويج للانجاز الذي تحقق يقع على عاتق الجهات الرسمية والفصائل والأحزاب وحتى الاسيرات انفسهم في الحديث عن معاناتهن داخل سجون الاحتلال، إضافة الى بلورة خطاب اعلامي موحد يجعل من قضية الاسرى في مقدمة القضايا الرئيسية.

وتعلق على ذلك وزيرة الشؤون الاجتماعية، ماجدة المصري، قائلة " منذ اللحظة الاولى لاسر الجندي شاليط عمدت إسرائيل الى ربط كل القضايا السياسية بقضية جنديها فعملت على فرض الحصار على غزة وربطت رفعه بالإفراج عنه، كما حرمت قطاع غزة من المواد الأساسية من اجله وعملت على اكثر من صعيد لكي تبقى قضيته مثارة في كافة المحافل واللقاءات والاجتماعات ".

وأضافت المصري " لدينا 400 اسير من الاحكام العالية ولدينا اسيرات يمضين احكاما مؤبدة واسري اطفال ، لذلك يجب العمل والتنسيق بين مختلف المستويات لابقاء قضيتهم موجودة على كافة المستويات والمحافل الدولية ومطالبة المجتمع الدولي بالعمل من اجل تطبيق الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة".

وأكدت ترحيب السلطة الوطنية بالافراج عن أي اسير او اسيرة من سجون الاحتلال وقدمت التهنئة بتحريرهن، مؤكدة ان اهمية مواصلة العمل من اجل كسر الشروط والمعايير الاسرائيلية الرامية الى استثناء اسرى القدس والأحكام المؤبدة من اية صفقات لتبادل الأسرى.

واتفق النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي ، د.حسن خريشة، مع أهمية الانجاز الذي تحقق بالافراج عن الأسيرات الـ 20 من سجون الاحتلال مقابل اعطاء معلومات عن حياة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، موضحا ان هذه الخطوات تتطلب توافر الجهود وتوحيدها من اجل ابقاء قضية الأسرى حياة في جميع المحافل الدولية والعربية والمحلية.