|
معاناة معبر رفح: عائلات محتجزة على الجانبين وعروس تأتي عبر الأنفاق
نشر بتاريخ: 03/10/2009 ( آخر تحديث: 03/10/2009 الساعة: 17:05 )
غزة- خاص معا- لأكثر من أعوام ثلاثة، بدأت هذه المعاناة ولم تجد حتى اليوم سبيلا للنهاية، ويعلق فيها آلاف المواطنين جلهم من النساء والأطفال والعائلات الراغبة في السفر والعودة من وإلى قطاع غزة المحاصر.
فأزمة معبر رفح البري لا تكاد تنتهي ومع كل يوم تتواصل المناشدات والاتصالات من مواطنين فلسطينيين بالداخل والخارج، يدعون وكالة "معا" للتأكيد على هذه الأزمة ونشر معاناتهم والتساؤل عن موعد الخلاص منها. آخر المتصلين هو المواطن غازي سالم قديح من المملكة العربية السعودية أكد لـ "معا" انه لم يقم بزيارة ذويه شرقي محافظة خان يونس منذ سبع سنوات خوفا من احتجازه على معبر رفح أو عدم التمكن من العودة لعمله وبيته في الأراضي السعودية، ولكن زوجته المواطنة نادية أحمد قديح اشتاقت لذويها وهي بالقطاع من ثلاثة اشهر برفقة ابنها وابنتها التي تبلغ من العمر ( 12 عاماً) ومنذ ذلك اليوم تحاول العودة إلى الأراضي السعودية ولكن دون جدوى. قديح متخوف من ان تفقد ابنته سنتها الدراسية، كما انه قلق بشأن مستقبل ابنه الأكبر فيما اذا كان سيتمكن من العودة او البقاء بالقطاع وحيدا. وكعائلة قديح هناك مئات العائلات التي تتجه لغزة في محاولة للزيارة والتواصل مع الأقارب، إلا أنهم لا يتمكنون من العودة إلى البلدان التي قدموا منها وبعضهم يبذل قصارى جهده إلا ان محاولاته تبوء بالفشل. تنسيقات لناس وناس وأصبح دارجا في القطاع أن تحاول إجراء تنسيق لك على الجانب الآخر من المعبر كي تتمكن من السفر أو العودة للقطاع، إما بالاتصال بالمخابرات المصرية او حتى خارجيتها أو أحد من المعارف بالحكومة كي يمكنك من دخول القطاع او الخروج منه لأنك بمفردك لن تستطيع. عائلات ثرية من القطاع يملك أكثر أبنائها جوازات سفر أجنبية ولديهم جنسيات مختلفة يمكنهم العودة والسفر بتنسيق خاص، بعضهم بالطبع يدفع مقابل ذلك ما لا يقل عن ألف دولار، ولكن عائلات أخرى قد تكون بحاجة ماسة للسفر لا تستطيع لأن "حبل فيتامين واو قصير". الأنفاق حلا. وتكاد الأنفاق تحل بعض المشكلة عندما يقوم احدهم بدفع مبلغ مشابه للتنسيق المصري- ليس في كل الحالات- وذلك لمن يملك القدرة البدنية والنفسية على مواجهة الرمال والبقاء تحت الأرض 20 مترا أو لمن يعرف صاحب نفق ويسهل له المعارف طريقة لدخول غزة أو الخروج منها. ومؤخرا فقد استطاعت عروس فلسطينية من الضفة الغربية إتمام زفافها على عريسها من القطاع عبر مسيرة طويلة بدأت من عمان مروراً بالقاهرة وانتهت بغزة في محاولة للتغلب على الحصار القائم على أهالي القطاع. معبر ايرز ليس حلا ولا يخفى ان معبر بيت حانون "ايرز" الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي لا يمكن ان يكون حلال للقطاع المحاصر، لا سيما امام المرضى الذين يواجهون خطر الابتزاز الاسرائيلي، وعلمت "معا" ان العشرات من حملة الجنسيات الفلسطينية من أبناء القطاع يخشون أو يعزفون عن القدوم للقطاع عبر "تل ابيب- ايرز". وفي غزة فقد المئات من حملة الإقامات إقاماتهم بالخارج لأنهم لم يتمكنوا من العودة بالموعد المطلوب وكذلك فقد مئات الطلبة فرص قبولهم بالجامعات العربية والغربية والعشرات ممن كانوا يؤدون أداء مناسك العمرة بالأراضي الحجازية، ويخشى قرابة ألفي حاج عدم تمكنهم من اداء مناسك الحج للعام الثاني على التوالي نتيجة الانقسام والحصار وإغلاق معبر رفح امامهم. ويبقى السؤال فيما اذا كانت المصالحة الوطنية المزمع التوصل لها بالقاهرة في الشهر الجاري ستضمن فتح متواصل ودائم لمعبر رفح أم أنه قضية تستعصي على الحل؟. |