وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لقاء موسع في الخليل يبحث احتياجات المحافظة وسبل تعزيز صمود المواطنين

نشر بتاريخ: 04/10/2009 ( آخر تحديث: 04/10/2009 الساعة: 19:33 )
الخليل- معا- أكد وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي أن الحكومة ماضية بعزم وتصميم وثبات في تنفيذ برنامجها الهادف إلى بناء وتوطيد أسس الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال أن هذه الخطة التي اعتمدتها الحكومة مؤخرا وصادق عليها الرئيس محمود عباس تشتمل على توسيع نطاق الخدمات التي تقدمها الحكومة في الميادين الاجتماعية والصحية والتعليمية كافة، وتحسين مرافق البنية التحتية من مياه وكهرباء وطرق وشبكات الاتصال، كما تهدف الخطة إلى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وتعميمها على المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية كافة.

وقال أبو مغلي خلال اللقاء الوطني الموسع الذي عقد في منطقة البقعة في ضواحي الخليل وحضره لفيف من المسؤولين وممثلي القطاعات الشعبية والقوى السياسية والمؤسسات الأهلية أن هذه الخطة تواجه عقبات ومصاعب عديدة أبرزها ما يفرضه الاحتلال وإجراءاته القمعية وسياساته التي تحاول ابتزاز شعبنا وقيادتنا وسلطتنا في أبسط المسائل الحياتية اليومية، كما في القضايا السياسية الكبرى التي يدور الصراع حولها.

ونفى أبو مغلي أن تكون لدى الحكومة أو أي من دوائرها وأجهزتها ومؤسساتها نزعات لتهميش أي منطقة أو محاباة منطقة أخرى، وأكد أن من شروط نجاح الحكومة الذي هو نجاح للمشروع الوطني الفلسطيني اتسام الخطط والبرامج بالشفافية والنزاهة والعدالة وهو ما يمكن اختباره ومتابعته من خلال أدوات الرقابة المختلفة بما فيها الرقابة الشعبية، ومن خلال المراجعة اليومية مع المسؤولين.

وكان اللقاء الموسع قد بدأ بكلمة ترحيبية من الدكتور راسم جابر احد شخصيات مدينة الخليل رحب فيها بالحضور باسم أهالي المنطقة وتحدث عن ضرورة بناء شراكة حقيقية بين السلطة والمواطنين وتحدث عن إنجازات وزارة الصحة كنموذج لداء المهني المرتبط بالرؤية الوطنية ومشروع بناء أسس الدولة الفلسطينية المستقلة.

البقعة: جنة فلسطينية يتهددها الاستيطان

ثم قدم الأسير المحرر بدران جابر شرحا موجزا عن منطقة البقعة شمال شرق مدينة الخليل أوضح فيه أن هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها أربعة آلاف وخمسمائة دونم مهددة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة عام 1967، وأوضح أن هذه المنطقة تعتبر لجودة اراضيها وموقعها المهم محط أطماع الاحتلال والمستوطنين لكونها مخزونا زراعيا استراتيجيا للمدينة والمحافظة، وأشار إلى أن منطقة البقعة تحد من خطط توسع المستوطنات الإسرائيلية في الخليل وتمنع التقاءها لتشكل كتلة استيطانية.

ودعا جابر السلطة ومؤسساتها إلى تعزيز صمود المواطنين عن طريق توفير الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية، وتوفير المياه اللازمة للشرب والزراعة فضلا عن دعم جهودهم وتحركاتهم القانونية والجماهيرية للوقوف في وجه خطط توسيع المستوطنات، وقال أن الصراع على الأرض في هذه المنطقة يجري على كل شجرة ونقطة مياه وعلى كل متر مربع مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تمنع المواطنين من دخول نحو الف دونم من أخصب الأراضي الزراعية في المنطقة.

قاضي القضاة
من جانبه أكد سماحة الدكتور الشيخ تيسير التميمي أن الصراع في الخليل يجري على هوية المدينة العربية والإسلامية، وقال أن الخليل حافظت على هويتها على امتداد القرون السالفة لكنها الآن تخوض معركة صعبة تحتاج من أبناء المدينة إلى كل جهودهم وطاقاتهم وإبداعاتهم ومبادراتهم لإنقاذ المدينة من التهويد والحفاظ على هويتها الإسلامية، وأضاف أن ثمة وسيلتين مهمتين للنجاح في هذا المسعى وهما حصر إقامة صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي الشريف لكونه المسجد الجامع الذي لا تجوز إقامة صلاة الجمعة إلا فيه، والوسيلة الثانية هي تشجيع وتنشيط الحركة التجارية في البلدة القديمة التي تعتبر قلب المدينة ومركز الصراع على هويتها.

ودعا التميمي أبناء مدينة الخليل إلى التضامن والتكاتف لإنقاذ مدينتهم وحمايتها مشيرا إلى أن الصراع على الخليل لا يقل ضراوة عن الصراع على مستقبل القدس وهو ما يتطلب دعما وطنيا وعربيا وإسلاميا لنضال أبناء الخليل وجهادهم، كما يتطلب وضع الخطط والبرامج التنموية والتوعوية والإعلامية لهذه المعركة.

محافظ الخليل
وأكد الدكتور حسين الأعرج محافظ محافظة الخليل أنه وبمتابعة حثيثة من الرئيس محمود عباس وقيادة السلطة والحكومة، فقد قطعت أشواط مهمة وتم تحقيق العديد من الإنجازات على صعيد توفير الأمن والاستقرار، وبناء دولة القانون والمؤسسات، وحل مشكلات المواطنين وتعزيز دور الهيئات المحلية، وبناء وتعزيز أسس الشراكة بين المواطن والسلطة، واضاف أن تحقيق المزيد من الإنجازات بحاجة إلى تعاون المواطنين وتفهمهم لقدرات السلطة وإمكانياتها ولا سيما في ظل المصاعب والعراقيل التي يفرضها الاحتلال.

وأشار إلى أن السلطة تنظر باهتمام وجدية كبيرة إلى حاجات المواطنين التنموية، وعملها وواجبها يتلخص في سعيها لتلبية احتياجات المواطنين التي هي في الأساس حقوق طبيعية لأبناء شعبنا، ولكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا وفق أولويات تراعي الإمكانيات المتاحة، ورأى المحافظ أن بعض المناطق المستهدفة بالجدار والاستيطان والتهويد يجب أن تحظى باهتمام خاص، وهذا يمكن أن ينجز من خلال التعاون الوثيق بين السلطة وأجهزتها والهيئات واللجان الشعبية التي تمثل المواطنين.

من جانبه قال الدكتور حسين الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية أن تعزيز صمود المواطنين مرتبط بالتنمية وتطوير الخدمات وإيجاد فرص عمل للشباب، ودعم وتشجيع إنشاء المشاريع الاستثمارية. وأضاف أن محافظة الخليل تتميز بدورها في المسيرة الوطنية الفلسطينية على امتداد تاريخ الشعب والقضية والثورة، كما تتميز بمكانتها الدينية والثقافية والاقتصادية والتاريخية وباتساع مساحتها وعدد سكانها الكبير وشدة ارتباط أبنائها بها بالإضافة إلى الخبرات التي جمعوها وراكموها في ميادين الصناعة والتجارة والمهن والحرف والتعليم وكل ذلك جعلها هدفا لمشاريع الاحتلال، وخططه التوسعية والاستيطانية، ولكنه في المقابل يشير إلى توافر الأسس المتينة للنهوض بالخطط التنموية التي تحتاج إلى تنسيق بين الجهات الرسمية والأهلية، وتجنيد أوسع دعم عربي وإسلامي ووطني ممكن لنصرة المدينة ومواطنيها.

قضية المياه
وعرض الدكتور شداد العتيلي رئيس سلطة المياه الصعوبات والمشكلات التي تواجهها السلطة في سعيها لتوفير احتياجات الكواطنين سواء لغايات الشرب والاستخدام المنزلي أو لأغراض الزراعة والصناعة، وركز على أن الشعب الفلسطيني لا يحصل إلا على جزء يسير من حقوقه المائية التي تشكل أحد أهم قضايا الحل النهائي، وذلك بسبب القيود الواردة في الاتفاقيات وإصرار إسرائيل على نهب المياه الفلسطينية واستخدام سلطات الاحتلال هذا الموضوع الحيوي كأداة لابتزاز الشعب الفلسطيني، واضاف أن السلطة استثمرت عشرات ملايين الدولارات في تحسين البنية التحتية للمياه كإصلاح الشبكات وتشغيل الابار وافتتاح الجديد منها مشيرا إلى أن افتتاح بئر واحدة يتطلب معركة سياسية وقانونية وفنية مع الجانب الإسرائيلي، ووعد العتيلي بدراسة احتياجات منطقة البقعة وهموم محافظة الخليل على قاعدة تأمين الحقوق الأساسية للمواطنين وتمكينهم من الصمود مواجهة الزحف الاستيطاني.

كما شهد اللقاء الموسع مداخلات لعدد من الشخصيات والفعاليات والمسؤولين من الحضور ومن بينهم أحمد سعيد التميمين والوزير السابق سليمان أبو سنينة، والوزير علي غزال القواسمي رئيس لجنة إعمار الخليل، والنائب سحر القواسمي، والعميد عبد الهادي جابر والعميد أبو نضال الجعبري، وبركة التكروري، والعميد عبد الرحيم جابر، والخبير الزراعي الدكتور سفيان سلطان، وعبد العليم دعنا، ومدير عام صحة الخليل، ومدير مشفى الأميرة عالية وممثلي القوى والفصائل السياسية والمؤسسات الأهلية في المحافظة.