|
عبد الله محمود خريس : بالإرادة والتصميم انتصر على الاعاقة
نشر بتاريخ: 10/05/2005 ( آخر تحديث: 10/05/2005 الساعة: 13:01 )
كاد عبد الله ان يدفع حياته ثمناً لاستهتار جيش الاحتلال الاسرائيلي وعدم احترامه لإنسانية الأنسان الفلسطيني. ففي فترة الانتفاضة الأولى عام 1990 كان عبد الله محمود خريس ابن التاسعة طالباً في المدرسة . ومع نهاية الفصل الدراسي الأول من ذلك العام ذهب مع أترابه بعد انتهاء الامتحان ليلهو في حديقة العاب احد المتنزهات غرب مدينة نابلس . شاهد الأطفال جسماً غريباً جميل الشكل على هيئة لعبة فبدأوا يلهون بها وبعد فترة وجيزة بينما كانوا يلعبون على المراجيح انفجر هذا الجسم الغريب بين يدي عبد الله واصيب اصابات خطرة في وجهه وفي كلتا يديه
أدت الى بترهما من تحت المرفق في حين اصيب احد زملائه . لقد كان هذا الجسم الغريب احدى مخلفات جيش الاحتلال التي تركها حيث كان يتمركز في تلك المنطقة. توقف عبد الله الذي ولد في مدينة نابلس في العام 1981 لمدة عام عن الذهاب الى المدرسة للمعالجة وللتغلب على الحالة التي وصل اليها . ولمدة خمس سنوات كان يذهب الى المدرسة على هذه الحالة دون أطراف صناعية وكان طالباً متميزاً في مدرستي الكندي وظافر المصري ويحاول الكتابة بشتى الوسائل وكان ذو خط جميل ومارس الخط والرسم . بعد خمس سنوات على اصابته وبتر يديه، جاء ستيف سوسبي المواطن الاميركي المتزوج من فلسطينية والذي يشرف ويدير جمعية اغاثة اطفال فلسطين الى نابلس ليساعد الأطفال الذين يعانون من جرائم جيش الاحتلال ورتب موضوع سفر عبد الله الى الولايات المتحدة لتركيب أطراف صناعية له في مستشفى في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا حيث أمضى اربعة أشهر زار خلالها نيويورك ونيوجيرسي . تعرف في اميركا على " الكونغرس الفلسطيني " في مدينة فيلادلفيا الذين احتفوا واهتموا به وعملوا له دورة كمبيوتر خلال الفترة التي اقام فيها. ويقول عبد الله بكل ثقة وفخر انه يدين لـ ستيف سوسبي وجمعية اغاثة اطفال فلسطين بكل الفضل والأمتنان حيث انه ومؤسسته الإنسانية فتحا له الباب واسعاً للانخراط والاندماج في المجتمع والحياة اليومية بغض النظر عن الاعاقة . ويضيف ، لقد رتب لي اثناء وجودي في اميركا مقابلات مع محطات تلفزيونية اميركية محلية لإبراز المشاكل التي يعانيها الجرحى الفلسطينيون بعامةً والأطفال منهم بخاصة اضافة الى توضيح للمعاناة التي يعيشها الناس في الاراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة الاحتلال الاسرائيلي . وبعد تركيب أطراف صناعية له في الولايات المتحدة عاد الى نابلس وبدأ ينتظم في متابعة دروسه في المدرسة ، ويتابع دورات في الكمبيوتر أيضاً. ونتيجة لذلك بدأ يتطور ويتحسن أداؤه في تحصيل العلم وبدأ التطور في جميع مجالات الحياة يأخذ مجراه بقوة وارادة وعزيمة لا تلين . وعندما يتحدث هذا الشاب عن طموحه واصراره على مواصلة العمل والانخراط في مجالات الحياة كافة ، ترى في عينيه الأمل والاصرار على التميز متحدياً كل العراقيل وينظر الى المستقبل بكل تفاؤل رغم ما يحتاج اليه من اعادة تركيب وتأهيل لأطرافه الصناعية . نال العام الماضي شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، الفرع الادبي وحصل على معدل 72% . ويقول أنه ينوي دراسة اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة النجاح الوطنية . لقد عمل في احدى محطات التلفزة المحلية في المدينة في مجال التصوير والمونتاج ويعمل في تصميم مواقع على الانترنت لمن يطلبها من الزبائن . وله موقع باللغة الانكليزية يتحدث فيه عن الاوضاع العامة في نابلس، وله صفحة ألكترونية على شبكة الانترنت . |