وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير صحي دولي: مخاطر كارثية لأنفلونزا الطيور في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 06/04/2006 ( آخر تحديث: 06/04/2006 الساعة: 12:36 )
رام الله -معا- افاد تقرير صحي دولي صادر عن مؤسسة "ستارتفور" للتنبؤات الإستراتيجية أنه وبسبب الإهمال، وعدم تحويل المساعدات اللازمة إلى الأراضي الفلسطينية، وقطاع غزة بالتحديد قد تتطور في القطاع طفرة جينية في فيروس "إتش5 إن1"، المسبب لمرض أنفلونزا الطيور، بحيث ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، ما يشكل كارثة صحية للجنس البشري عامة" .

وذكرت وزارة الصحة اليوم ان منظمة الصحة العالمية اعلنت في بيان لها قبل أيام عن قلقها حول انتشار مرض أنفلونزا الطيور في قطاع غزة، خاصة مع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وعدم إتباع السلطات المحلية الإجراءات السليمة في السيطرة على الوباء، ما من شأنه أن يترك آثاراً سلبية على صحة المواطنين، وتغذيتهم، وعلى البيئة بشكل عام في غزة.

وقال محمود ظاهر مدير البرنامج الوطني في منظمة الصحة العالمية:"إذا لم يتم السيطرة على المرض بالشكل المطلوب، ستكون ثمة فرص للتحول الجيني باتجاه انتقال المرض من الإنسان إلى الإنسان، وهذا ما حذرنا ونحذر منه باستمرار، خاصة مع الكثافة السكانية العالية في القطاع، والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، لاسيما في مخيمات اللاجئين، يضاف إلى ذلك أن الإجراءات الصحية في مشافي القطاع ليست بالمستوى المطلوب".

وترى منظمة الصحة العالمية أن ثمة عوامل عدة تدعو للقلق بشأن انتشار مرض أنفلونزا الطيور في غزة، منها "الكثافة السكانية التي قد تحول دون إيجاد مدافن آمنة للطيور المصابة، وعدم صرف التعويضات لمربي الدواجن، ما نجم عنه تعرض الفرق الفلسطينية الخاصة بالسيطرة على المرض إلى العديد من الإشكالات مع مالكي المزارع، حالت دون قيامهم بواجباتهم على أكمل وجه، علاوة على إغلاق المعابر، ولاسيما معبر المنطار (كارني)، والذي يحول دون استيراد بدائل غذائية تزود مواطني غزة بالبروتينات الحيوانية اللازمة لصحة الإنسان، حيث تشكل الدواجن المصدر الرئيسي لهذه البروتينات في القطاع، يضاف إلى ذلك أن الطيور المنزلية في القطاع لا تربى في ظروف صحية جيدة، وهو ما قد يؤدي إلى انتقال المرض بشكل كبير إلى مخالطي هذه الطيور".

واضاف ظاهر ان السلطة الفلسطينية بدأت متأخرة بعض الشيء في حملتها ضد المرض، إلا أن تصويباً للأوضاع المتردية بدأنا نلمسه في الأيام الأخيرة، بعد سلسلة من الاجتماعات بين الوزارات والمؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة، وبين منظمات ومؤسسات دولية، أقر فيها تعويض المزارعين ومالكي الطيور النافقة، وتفعيل دور اللجان المحلية الخاصة بمكافحة أنفلونزا الطيور في المحافظات، مشيراً إلى أنه تم في اليومين الأخيرين إعدام آلاف الطيور في البؤر الخمس المصابة في القطاع، مشيراً إلى أن الإعدام لم يطل بعد جميع الطيور في دائرة نصف قطرها 3 كم حول البؤر المصابة.

وناشد ظاهر المواطنين وجهات الاختصاص في السلطة الفلسطينية العمل بفاعلية أكبر في مكافحة المرض، مشدداً على إدراك منظمة الصحة العالمية للإمكانات الضئيلة التي تعمل وفقها الطواقم الفلسطينية المتخصصة، ما دعاها لتوجيه رسائل إلى إسرائيل والمجتمع الدولي تتعلق بضرورة توفير الدعم اللازم للسلطة لتتمكن من السيطرة على "أنفلونزا الطيور".

ووصف د. أسعد الرملاوي مدير الصحة الأولية في وزارة الصحة تقرير ستارتفور بـ"غير العلمي، وغير المسؤول وقال": لا أحد ينكر إمكانية تحول فيروس "إتش 5 إن1" لينتقل بين البشر، لكن لا يمكن الحديث عن مكان أو منطقة بعينها، والغريب أن الحديث هنا عن غزة، التي لا تتجاوز البؤر المصابة فيها أصابع اليد الواحدة، في حين يتم تجاهل دول تجاوزت فيها الإصابات الـ50 بؤرة، ودول يتواصل فيها المرض منذ سنوات".

واضاف الرملاوي: "الحديث عن إلاهمال ليس دقيقاً على الإطلاق، فثمة قرار رئاسي بتعويض مزارعي الدواجن عن الطيور النافقة، ونكاد نكون الدولة الوحيدة في العالم التي يتدخل رئيسها بنفسه لتعويض المتضررين، كما ان وزارة الزراعة تقوم بجهود كبيرة لبقاء الأمور تحت السيطرة" .