وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا زلنا نجلس على الارض ....

نشر بتاريخ: 08/10/2009 ( آخر تحديث: 09/10/2009 الساعة: 13:32 )
بيت لحم - معا - المحرر الرياضي - قبل أكثر من عشر سنوات كنت أعمل مقدما للبرامج الرياضية في تلفزيون بيت لحم وهو محطة تلفزيون محلية كما المحطات المنتشرة في العديد من محافظات الوطن ، كان لنا نشاط اعلامي واسع في مجال الرياضة ، ذات يوم حضر فريق الوحدات الى القدس لملاقاة فريق الهلال بناء على الدعوة التي وجهت للوحدات من ابناء العاصمة لإقامة مباراة احتفالية على ملعب المطران بمناسبة اعتزال نجم الهلال والوطن انذاك اللاعب عماد الزعتري .

شقينا طريقنا الى الملعب نحمل معداتنا التلفزيونية لنسجل المباراة على امل ان نبثها فيما بعد ، فلم يكن عندنا في تلك الوقت إمكانية البث الفضائي ، وصلنا الى القدس أوقفنا سيارتنا أمام جمعية الشبان المسيحية وترجلنا مثقلين بالعديد من المعدات والكوابل الكهربائية ، بحثنا عن مكان نجلس فيه بعيدا عن اصوات المشجعين فوجدنا ان أفضل مكان هو الجلوس على الارض داخل الملعب الترابي في الجهة الغربية من الملعب .

جهزنا كميراتنا وأمسكت بالميكروفون وبدأت التعليق ،فمر من أمامنا الزميل الصحفي " محمد قدري حسن " الذي كان ضمن البعثة الاعلامية للوحدات ويعمل في طاقم صحيفة الوحدات وهو يعمل في هذه الايام مع " راديو وتلفزيون العرب ART " والعديد من وسائل الاعلام ، إبتسم إبتسامة عريضة ، وقام بإلتقاط العديد من الصور لنا ونحن نجلس على الارض الترابية منهمكين في عملنا .
وبعد أيام فوجئت ان زميلنا الوحداتي قام بنشر صورنا على صدر صحيفة " الوحدات الرياضية "والتي يصدرها نادي الوحدات في مقال جاء تحت عنوان " واقع الاعلام الرياضي في فلسطين " .

في الشهر الماضي افتتح ملعب الحسين بن علي بالخليل وتجمع الزملاء الصحفيين الرياضيين وكنت واحدا منهم ، جلسنا على الارض انا والزميل ناصر العباسي ومحمود عليان ووجدي الجعفري وهيثم صبيح ومنتصر ادكيدك من اجل نقل الحدث في بث مباشر عبر وكالة معا من خلال الاجهزة التي كنا نحملها وقام الزملاء ايضا بهذه المهمة كل لوسيلة الاعلام التي يعمل فيها ، مر علينا الزميل خالد القواسمي وقام بإلتقاط العديد من الصور لنا ونحن نجلس على الارض .

قلت في نفسي ما اشبه اليوم بالبارحة فقبل 10 سنوات ويزيد جلسنا على الارض الترابية في ملعب المطران بالقدس ، واليوم جلسنا ايضا على الارض المعشبة بالعشب الصناعي في ملعب الحسين في الخليل ، ويبقى السؤال المهم هل تغير واقع اعلامنا الرياضي ما بين جلستنا في ملعب المطران على التراب وجلستنا في ملعب الحسين على العشب الصناعي ...؟؟؟؟؟ .

وكان الجواب انه صحيح ان الارض اختلفت ما بين ترابية ومعشبة صناعيا ولكننا في الحالتين جلسنا كإعلاميين رياضيين على الارض ولم نجد لنا مكانا نجلس فيه الا على الارض .