وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العاهل الأردني لـ"هآرتس":طلبت من نتنياهو الامتناع عن الاستيطان بالقدس

نشر بتاريخ: 08/10/2009 ( آخر تحديث: 10/10/2009 الساعة: 09:23 )
بيت لحم - معا - اجرت صحيفة هآرتس الاسرائيلي لقاء مطولا مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، نشرت الصحيفة مقتطفات منها اليوم، وستنشر اللقاء كاملا يوم غد الجمعة.

فقد استقبل العاهل الأردني الملك عبد الثاني، موفد صحيفة "هآرتس" في قصره في العاصمة عمّان، أكد له أن القدس هي بمثابة برميل مفخخ يمكنه تفجير وتصعيد الأوضاع في العالم الإسلامي بأسره.

وكشف الملك في اللقاء أنه أوضح لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما كان أوضحه لرؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين حول ما يتعلّق بقدسيّة ومكانة القدس وأهميتها بالنسبة للعالمين الإسلامي والعربي، وأنه كان قد حذّر رئيس الوزراء الاسرائيلي من أن أي محاولة لتغيير واقع المدينة من شأنها أن تؤثر سلبا على نسيج العلاقات السائدة بين الأردن واسرائيل وتمس بالجهود الرامية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

وحذر العاهل الأردني أيضا من احتمال انزلاق المنطقة الى فترة من الظلام في حال استمرت حالة الجمود التي تكتنف مسيرة السلام.

وأضاف أنه طلب من الإدارة الأمريكيّة ممارسة نفوذها لدى اسرائيل لكي لا تتخذ أي خطوات من شأنها تعميق الحضور اليهودي في البلدة القديمة من القدس والحوض المقدّس.

وحول سؤال طرحه مراسل الصحيفة على الملك بشأن كونه يؤيّد أو يعارض إعادة الجدار الذي كان جزّأ المدينة الى شطرين حتّى تموز من عام 67 ؟ قال العاهل الأردني : " إنني أعارض إقامة أية جدران داخل المدن إذ إن مصيرها في نهاية المطاف السقوط وهي لا تسهم أبدا في تقدم المجتمع الإنساني".

القدس وفق ما يقوله عاهل الأردن يجب أن تكون رمزا للتعايش بين الديانات الثلاث.

وفي كلمة وجهها الى الاسرائيليين، أشار الملك الأردني الى أنه على كل اسرائيلي أن يتخلّى عن فكرة تمجيد الوضع القائم الخياليّة إذ إنه في أعقاب الجمود الذي يكتنف عملية السلام نحن ننزلق كما قال من جديد الى فترة من الظُلمة.

وطلب عاهل الأردن توجيه سؤال الى الجمهور الإسرائيلي : " هل ترغبون في تحوُل دولتكم الى قلعة ؟ أو تفضلون أن تمتزج في شؤون المنطقة ؟
إذا تعذّر التوصل الى حل الدولتين قال عاهل الأردن فأي مستقبل ينتظرنا ؟ وكيف ترى اسرائيل كل ما يتعلق بعلاقاتها مع الأردن وبقية الدول العربيّة في المنطقة ؟ أعي جيدا أنكم تطمحون للعيش هنا والآن ولكن في حال عمّ السلام والاستقرار المنطقة عندها المستقبل سيبدو مغايرا تماما.

ملك الأردن ابن ال48 عاما أشاد بالعلاقات الطيبة التي سادت بين الجارتين الأردن واسرائيل في مرحلة مشرقة من ذي مضى، وأعاد الى الأذهان مشاعر المودة والثقة التي كان يكنها والده المرحوم الملك حسين للراحل يتسحاق رابين وأضاف بكل أسى أن العلاقات الثنائيّة يعتريها حاليا شيء من الجمود والبرود.

وتطرق لعاهل الأردني أيضا الى قراره بتزويد الأردن بالطاقة النوويّة للأغراض السلميّة وتعهد بأن يتم ذلك بواسطة أسلم الطرق التكنولوجيّة الموجودة بهدف الحفاظ على المنشآت، وقال سنتصرف بكل شفافيّة ونأمل ان يكون ذلك أيضا النهج الذي تتبعه جميع دول المنطقة بكل ما يتعلق بالطاقة النوويّة بما فيها اسرائيل.