معسكراتنا التدريبية ** بقلم : وصفي شهوان

الامارات - معا - المعسكرات التدريبية الخارجية التي يقيمها منتخبنا الوطني الفلسطيني، بمختلف مراحله السنية وفي كافة الرياضات المتاحة، وما يتخللها من لقاءات ودية أو ما يعقبها من لقاءات رسمية خلال العام قد لا تتجاوز مراتها عدد أصابع اليد الواحدة.

وسواء كان ذلك حصاد طبيعي للظروف الصعبة التي تمر بها رياضتنا الوطنية محلياً، مثل قلة الإمكانيات وغياب التخطيط والانتفاع الشخصي، أو لعدم مشاركة منتخبنا في بطولات ودية أو رسمية باستمرار، فإن ذلك يكشف لنا بجلاء مدى حاجتنا لما نفتقده وأن يكون لنا في هذا الجانب مبدأ نعتنقه.

لذا لابد أن يرسخ في ذهن كل فرد من أفرد المنتخب، إدراياً كان أم لاعباً أم مرافقاً، أن تلك المعسكرات والمسابقات "ليست مجرد رحلة" للتنفيس عما يعتمل في دواخلنا من قهر ولا للتسوق وصرف مرتبات الشهر، بل هي فرص ليست ذهبية، بل ماسية، نظراً لندرتها ويجب استغلالها أحسن استغلال حتى تتحقق الفائدة الوحيدة المرجوة من تلك المعسكرات والدورات الودية وهي تطوير قدرات لاعبينا والارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية.

ليس هذا فحسب، بل يجب على من يرون أنفسهم في عداد المدربين أن يحتكوا بأصحاب الخبرة في هذا المضمار لأن علم التدريب لا يقتصر على الصراخ خلف الخطوط أثناء المباريات وإلا لكان أفضل مدربي العالم أغلظهم صوتاً، ويجب على إداريينا ومدربينا أيضاً عدم إهدار أوقاتهم في المجاملات والتقاط الصور لتخليد الذكريات على عكس ما يجب أن يحرصوا على أن يكونوا عليه في تلك السفريات من جد واجتهاد وتركيز في التدريبات وسلب المعلومات من خير الكفاءات في الدول التي يزورونها خلال المعسكرات.

الإشكالية فيما نقرؤه بين السطور هو أن معظم التدريبات في المعسكرات الخارجية تتألف من عبارة واحدة نادراً ما تختلف على الرغم من اختلاف البلاد التي نزورها وتعدد المدارس الكروية فيها، ففي كل معسكر يركز المدرب في وجباته التدريبية العجاف على اللياقة البدنية من أجل رفع المستوى البدني للاعبين, كما يؤدي لاعبو المنتخب بعض التمرينات الخاصة بالخطط داخل الملعب، فأي تدريبات وأي خطط وأي تكتيكات تلك التي يتدرب عليها لاعبو منتخبنا الوطني في معسكر لمدة أربعة أيام في العاصمة الأردنية دون أي يتخللها أي مباراة، حتى لو مع فرق مدارس الابتدائية هناك - لكي يطبقوا الخطط التي تدربوا عليها صباح مساء.