|
اسرائيل تعترف بفشل عملية السهم الجنوبي ضد شمال غزة وموفاز يأمر بنصب بطاريات مدفعية جديدة
نشر بتاريخ: 06/04/2006 ( آخر تحديث: 06/04/2006 الساعة: 22:39 )
بيت لحم - معا- قبل ان يدخل شارون في غيبوبته ، نقل عنه صحافيون اسرائيليون انه افاق يسأل عن اصوات الانفجارات التي سمعها ، فقال له مستشاروه ان صواريخ غزة اصبحت تسقط في عسقلان اي على بعد 7 كم من مزرعته .
وبعد ثلاثة اشهر من تلك الواقعة لا تزال الصواريخ الفلسطينية التي وصفها مدير مكتب شارون ذات يوم بانها العاب نارية تشعر جنرالات الجيش الاسرائيلي بالعجز . الصواريخ التي اطلقها نشطاء فتح والجهاد الاسلامي باتجاه عسقلان والكيبوتسات الاسرائيلية في النقب الغربي تواصلت على الرغم من عملية " السهم الجنوبي " التي اطلقها الجيش الاسرائيلي . وتتألف عملية السهم الجنوبي من عدة مكونات يتظافر بعضها مع بعض لتشكل الية ضغط هائلة على الفلسطينيين بغية اجبارهم على وقف اطلاق الصواريخ ، واهما قصف سلاح الجو لمحاور الطرق الرئيسية اضافة الى اطلاق قذائف المدفعية باتجاه شمال القطاع وادخال سلاح البحرية الى دائرة الفعل العسكري بغية خلق دائرة مركبة من العنف العسكري ضد مطلقي الصواريخ وتكثيف الاغتيالات . خلال الاسبوع الماضي قصف سلاح الجو الاسرائيلي مبني بالقرب من بيت حانون يستخدم وفقا للمصادر الاسرائيلية لاطلاق الصواريخ اضافة الى المهبط الرئاسي الواقع في نطاق مقر الرئيس ابو مازن . ورغم التصعيد العسكري الاسرائيلي استمر اطلاق الصواريخ ، يعترف الاسرائيليون بارتفاع منسوب اطلاق الصواريخ بشكل ملموس حيث سجلت الفترة القريبة الماضية اعلى نسبة لاطلاق الصواريخ الفلسطينية . ويبلغ المتوسط الاسبوعي لعدد الصواريخ الفلسطينية حسب احصائية يديعوت احرونوت من 20 -25 صاروخا في حين اطلق من يوم الاحد الماضي وحتى يوم الخميس اكثر من 40 صاروخا اضافة الى عدد اخر سقط في البحر او داخل المناطق الفلسطينية مما يجعل الارقام تتحدث عن نفسها . والملاحظ ان عددا كبيرا من هذه الصواريخ اطلق من منطقة بعينها مما يطرح التساؤل حول جدوى وفعالية عملية " السهم الجنوبي " . الجيش الاسرائيلي يبرّر الزيادة الملحوظة في اطلاق الصواريح بالاجواء الشتوية التي سادت المنطقة خلال الاسبوع المنصرم التي شوشت عمليات الجيش متوعدا بان يصعد من عملياته الموجه ضد الفلسطينيين . وقضية اطلاق الصواريخ كانت محور الجلسة التقييمية الاسبوعية الي يقيمها وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز في مكتبه بمشاركة رئيس الاركان وقيادة الجيش ورؤساء الاجهزة الامنية . وذكرت وسائل اعلام عبرية انه جاء في تقرير استخباري قدمته الاجهزة الامنية الاسرائيلية اثناء الجلسة وتناول الربع الاول لعام 2006 ان دافعية المنظمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات عسكرية بكافة انواعها ضد اهداف اسرائيلية ازدادت عما كانت عليه عام 2005 معللين ذلك بالاموال التي تدفق على المنظمات الفلسطينية من ايران ودمشق وبيروت . وزير الدفاع الاسرائيلي طالب القوات العسكرية بتصعيد عملياتها ضد الفلسطينين واضاف " يتوجب علينا بذل كل جهد ممكن من اجل ان الاسرائيليين الاحتفال بعيد الفصح بهدوء ودون صواريخ " . ووجّه موفاز تعليماته لصنوف القوات المختلفة بان تكون على اهبة الاستعداد لرفع وتيرة عملياتها ضد مطلقي الصواريخ اضافة الى تعزيز الطوق الامني المفروض على الضفة الغربية والاستمرار بعمليات الاغتيال والتصفية وضرورة تنفيذ عملية مشتركة مع الشرطة ضد المتواجدين داخل اسرائيل بشكل غير قانوني . الجيش الاسرائيلي على معرفة كافية بالاحصائيات التي تشير الى ارتفاع وتيرة اطلاق الصواريخ ويحاول ان يوضح السبب حيث يقول " عندما شرعنا في عمليتنا العسكرية المبنية على التدرج لم نكن نتوقع انخفاضا سريعا في عدد عمليات الاطلاق وحتى نحقق خفضا حقيقيا بعدد الصواريخ التي تسقط في اسرائيل علينا التحلي بالصبر وان نعطي الطرف الاخر الفرصة لفهم ما يمكن ان يخسر فيا اذا استمر في اطلاق الصواريخ ". وفي محاولة الجيش التبريرية يعلمنا الجيش بان قرار خفض عدد الصواريخ لا يزال في يد المنظمات الفلسطينية وفقط اذا قررت هذه المنظمات التراجع عن اطلاق الصواريخ او خفض وتيرتها نسمع صوت صافرات الانذار اقل في مدن وقرى النقب الغربي . وحسب تبرير الجيش تشكل العمليات العسكرية التي يقوم بها رافعة لاقناع المنظمات الفلسطينية بضرورة وقف اطلاق الصواريخ لكن احداث الاسبوع الاخير تشير الى عكس ذلك . يبدو ان الطرف الاخر من اللعبة لا يقيم وزنا لتهديدات الجيش الاسرائيلي حيث قال قائد كتائب شهداء الاقصى في شمال قطاع غزة المدعو ابو احمد " منذ بداية الانتفاضة حاول الجيش الاسرائيلي وقف الصواريخ واستخدم كافة الاساليب التي فشلت واحدا تلو الاخر ولا توجد اي فرصه لنجاحها في وقف صواريخ المقاومة ". واضاف ابو احمد " اننا نطلق صواريخنا في الوقت الذي نريد ومن المكان الذي نحدده سواء من داخل البيوت او البيارات وحتى السيارات والجيش لا يستطيع السيطرة على كل المنطقة طوال الوقت ومن الافضل للجيش بدل الدخول في معركة خاسرة لوقف الصواريخ ان يوقف تصعيده العسكري وحينها سنتوقف لوحدنا ". وقال ابو احمد : ان كل عملية للجيش الاسرائيلي تعزز من دافعية رجاله للمقاومة واطلاق الصواريخ وانا اؤكد لكم ان جيشكم يبيعكم الاكاذيب والشيئ الوحيد الذي يسيطر على تفكيرنا فيما يتعلق بالصواريخ هو الاستمرار في اطلاقها وتحسين قدرة التصويب لديها وزيادة مداها ولن يستطيع احد وقفنا ". رئيس بلدية سيدروت وكعادته دعا الى القيام بعملية برية واسعة ضد مطلقي الصواريخ الذين يستهدفون منشأت الطاقة في عسقلان واضاف " ان قذائف المدفعية التي يطلقها الجيش تذهب هدرا ولا بد من تنفيذ عملية برية وتدمير مطلقي الصواريخ ". سكان مستوطنة نتيف هعسراه من جهتهم طالبوا الجيش بالتوقف عن اطلاق قذائف المدفعية التي حسب قولهم ترعبهم اكثر من صواريخ القسام والعمل بطريقة اكثر نجاعة لوقف اطلاق الصواريخ . وبين السهم الجنوبي الذي ارتد على موفاز وبين شكاوى المستوطنين من دوي صوت المدافع التي ترهبهم اكثر من صواريخ الانتفاضة ، يأتي سهم مفاجئ ليرشق موفاز وهو سهم مطالبة زعيم حزب العمل ان يتولى منصب وزير الدفاع بدلا عنه ، ويبدو انه السهم الاكثر وجعا في جسم موفاز . |