وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مسيرات غاضبة للدفاع عن الأقصى والمقدسات تعم مخيمات لبنان

نشر بتاريخ: 10/10/2009 ( آخر تحديث: 10/10/2009 الساعة: 16:40 )
لبنان- معا- إحتشد الآلاف من أبناء مخيمات صور جنوب لبنان للمشاركة في المسيرة الجماهيرية التي دعت إليها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح استنكاراً للهجمة الاسرائيلية "الشرسة" على مدينة القدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، بعد صلاة الجمعة أمس.

وجابت المسيرة شوارع مخيم البص وفي مقدمها قيادة حركة فتح والفصائل الفلسطينية في منطقة صور وممثلو القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية ورجال دين والمؤسسات الأهلية وفعاليات فلسطينية ولبنانية.

وقبل الإنطلاق القى عضو قيادة إقليم جبل عامل في حركة أمل صدر الدين داوود كلمة قال فيها: "تجمعنا اليوم فلسطين على النضال، يجمعنا اليوم الأقصى وهو يئن من تدنيس الغزاة والمستوطنين لحرماته غير آبهين لأحد في هذا العالم، القدس اليوم تستصرخنا لنكون إلى جانبها ولنقطع الأيدي التي تمتد إليها"، مطالبا بدعم المقدسيين ومشيرا الى أن لا معنى للعروبة من دون فلسطين ولا انتماء للإسلام دون الإنتماء للقدس والأقصى.

واستشهد عضو قيادة الجنوب في حزب الله حسين خليل بكلمات الرئيس الشهيد ياسر عرفات حين قال "سيرفع شبل من أشبالنا أوزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق القدس الشريف"، مشيرا الى ان هذه الكلمات قالها الراحل قبل أن يختم عمره بالشهادة قضى عمره في طلبها ورفض ان يموت إلا شهيداً شهيداً شهيدا. وأضاف "مقتضى الوفاء أن نوجه التحية إلى ابو فلسطين وابن فلسطين الف تحية لك ابا عمار من حـــزب الله ومقاوميه".

وأكد خليل التزام حزب الله تجاه القضية الفلسطينية، "نحن في حزب الله أخذنا على عاتقنا تحرير فلسطين وسنبقى على هذا العهد وهذا النهج وستبقى فلسطين قضيتنا المركزية"، داعيا الفلسطينيين إلى التمسك بوحدتهم لأنها السبيل الوحيد لحماية منجزات الشهيد ياسر عرفات وكل الشهداء وهي الكفيل بتحقيق الإنجازات المطلوبة..

وتوجه عضو المؤتمر الحركي وقيادة حركة فتح في لبنان محمد زيداني بالتحية إلى المقدسيين قائلاً :"من جنوب العزة والكرامة من مخيمات الشتات نقول ايها المقدسيين الثابتين الصامدين في ارض الرباط، يا من تصنعون اليوم ملحمة التحدي والمواجهة... أقوالكم وأفعالكم اليوم تحتل اروقة اذهاننا، وتبشر بميلاد فجر جديد لتزف لنا بشائر النصر بتكبيرات الله اكبر، وأجراس تقرع في غير موعدها. بورك صمودكم وبوركت مقاومتكم ودماؤكم ترسم حدود الوطن المنشود مزيناً بقدس الأقداس عاصمتنا الأبدية".

وحول ما يدور على الساحة الفلسطينية، أشار زيداني أنه من موقع الوفاء لدماء الشهداء والثبات على مسلماتنا وحرصنا الكامل على إنجاز مثلث الحقوق الوطنية غير القابلة للجدل والتأويل، وأمام ما يجري من تجاذبات حول تقرير لجنة غولدستون الدولية وما جاء فيه من انتهاكات وجرائم ارتكبتها اسرائيل أثناء عدوانها على غزة، أصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح بياناً في 3-10-2009 ثمنت فيه عمل اللجنة وأعلنت تمسكها بالتقرير لأنه يشكل منطلقاً قانونياُ وموضوعياً منصفاً للتعامل مع "السلوك" الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "إننا ومن موقع الحرص على مشروعنا الوطني ندعو الجميع لوقفة جادة ولوحدة موقف يحتاجه الأقصى، ولإعتماد لغة هادئة بعيدة عن التوتر تسهم في خلق أجواء إيجابية تؤدي لوحدة الموقف".

وعلّق زيداني على ما اسماه معزوفة التوطين مؤكداً أن الفلسطينيين لن يكونوا إلا أوفياء لهذا البلد وشعبه وقيادته ومقدرين لحسن ضيافته مثمنين دوره الريادي في الدفاع عن حقهم قولاً وفعلاً.

مسيرات جماهيرية تلبي نداء الاقصى في الشمال

وبدعوة من فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية في منطقة الشمال واستنكاراً لما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الاقصى انطلقت مسيرات منددة في مخيمات الشمال.

وكانت انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة في مخيم نهر البارد بعد صلاة الجمعة من امام مسجد القدس يتقدمها حملة الرايات والاعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بالاعتداءات على مدينة القدس والمسجد الاقصى الشريف والتي تطالب العرب والمسلمين بالنفير دفاعاً عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في هذه المدينة.

وشارك في المسيرة ممثلو الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية وفعاليات من اهالي المخيم حيث جابت المسيرة شوارع مخيم نهر البارد الرئيسة وصولاً الى مقبرة خالد بن الوليد، وقرأت الحشود سورة الفاتحة على ارواح الشهداء.

وألقى كلمة فصائل المقاومة عضو قيادة حركة فتح في الشمال المسؤول الاعلامي مصطفى ابو حرب رأى فيها "ان مدينة القدس تتعرض لأبشع هجمة صهيونية عرفها التاريخ استكمالاً لحلقات الحقد البربرية التي طالما حلم بها قادة العدو الصهيوني"، داعيا الشعب الفلسطيني الى عدم القاء السلاح طالما المسجد الاقصى يرزح تحت الاحتلال.

واكد ابو حرب بأن ما يجري في القدس اليوم من مواجهات يقوم بها ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل انما هي انتفاضة ثالثة لن تهدأ حتى يتم جلاء المحتلين عن ثرى القدس الشريف مهما بلغت التضحيات، لافتا الى ان الدفاع عن المسجد الاقصى هو امانة شرعية في اعناق كل المسلمين وواجب اخلاقي على كل مسيحيي العالم.

وناشد الفصائل الفلسطينية الى تحقيق المصالحة الوطنية في القاهرة من اجل اعادة اللحمة الى الوطن الفلسطيني والاسراع في اعادة اعمار غزة وفك عزلتها وفتح المعابر لحماية المشروع الوطني الفلسطيني.

من جهة أخرى دعا الحكومة اللبنانية الى الاسراع في اعمار مخيم نهر البارد، وطالب الجيش اللبناني بتخفيف الاجراءات الامنية دخولاً وخروجاً الى المخيم والغاء التصاريح وفتح المخيم امام الجوار اللبناني.

وفي السياق ذاته، انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة في مخيم البداوي من امام مسجد الخليفة عمر بن الخطاب يتقدمها ممثلو الفصائل الفلسطينية وفعاليات من ابناء مخيمي البداوي والبارد ومدينة طرابلس.

وجابت المسيرة شوارع المخيم، وألقى خلالها مسؤول حركة حماس في الشمال أبو ربيع كلمة فصائل المقاومة اعتبر فيها انه لا بد من استنهاض الهمم وتحفيز المجتمعات الاسلامية من اجل الدفاع عن الاقصى وحرمته لان الله قد جمع بين قدسية المسجد الحرام ومسرى محمد من المسجد الاقصى في فلسطين، مشيرا الى أن الدفاع عن الاقصى واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة في كل ارجاء المعمورة.

وختم موجهاً التحية الى المرابطين المدافعين في الخندق الامامي عن المقدسات الاسلامية في مدينة القدس الشريف.

ندوة للأقصى والقدس في البقاع- بعلبك

بتوجيهات مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور محمد رشيد قباني، اقام مفتي البقاع الشمالي الشيخ خالد صلح ندوة حول المسجد الأقصى والقدس يوم الجمعة 9-10-2009، حضرها العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والهيئات المدنية ورجال دين ووفد بلدية بعلبك، ومخاتير ووجهاء، وفصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية وعدد من النواب السابقين ورجال الفكر والأدب، وامين سر منطقة البقاع ابو احمد نايف وحشد جماهيري من أهالي مخيم الجليل.

وقدم خلالها عريف الندوة فضيلة الشيخ إبراهيم ابو شقرة نبذة تاريخية عن القدس والحروب التي شهدتها.

بدوره، شكر المطران الياس رحال كل من قام بإنجاز الندوة، قائلا "يجب أن نتكلم عن المسجد الأقصى الذي يقع في وسط القدس وعن مشاهدته بأم العين لما يقوم به الصهاينة في فلسطين، جئت اليوم اليكم اقول بسم الله حيث العدل والسلام السلام عليكم".

وأشار لما يذكره الانجيل باننا جميعا بأعين اليهود فئة واحدة هي أننا عرب، وانهم يريدون القدس يهودية متجاهلين كل الحقوق والقوانين العادلة مدعين أنها أرض الأجداد منذ أيام سيدنا إبراهيم خليل الله وهم لا يترددون في قتل الآخرين من أجل مصالحهم الشخصية، مستشهدا بقول يوحنا المعمدان الذي هيأ المجيء للسيد المسيح كان يقول لليهود "يا أيها الأفاعي من أرسلكم إلى هنا". وأكد أن الأقصى هو عنوان السلام والقدس هي التدافع حتى يتحد الانسان مع ربه.

وقال مفتي البقاع خالد صلح في كلمته، "كلنا امة تجاهد من أجل السلام والأقصى فأصبحنا كلنا عربا مجاهدين، والأقصى بالنسبة لنا هو ثلث مقدساتنا، قضيته قضية الجميع وعلى أهل العلم ان يذكروا بأن القدس مهبط الرسالات والأنبياء والنبي محمد ( عليه الصلاة والسلام) الذي صلى إماما بالأنبياء في المسجد الأقصى، ولذلك تشد الرحال للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، لذلك اليوم القضية ليست قضية سياسية إنما قضية عقائدية ووجب الرد على الأعداء بالعقيدة حتى لا تضيع القضية، والسبب هو أن القدس والأقصى مكان عظيم في قلوب وعقول الأمة".