وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لهذه الاسباب شارك فياض في جد الزيتون في عابود

نشر بتاريخ: 11/10/2009 ( آخر تحديث: 12/10/2009 الساعة: 08:33 )
رام الله- معا - يحق للمواطنين ان يسألوا لماذا اختار ، رئيس الوزراء د.سلام فياض ، بلدة عابود لمشاركتهم في قطف ثمار الزيتون والاعلان من هناك عن اعتبار يوم 11-10 من كل عام يوما لقطف ثمار الزيتون؟

كما يحق لهم ايضا ان يعلموا كم من الوقت امضاه فياض في "جد الزيتون" مع المزارعين؟! وما هي الرسالة التي اراد ان يرسلها من وراء هذه الخطوات التي لم تكن الاولى على صعيد تحركاته الميدانية الى أحد المسؤولين المقربين من فياض يقولون انه بات يمضي وقتا مع المواطنين اكثر مما يمضيه في مكتبه في مقر رئاسة الحكومة.

المعلومات التي جمعتها "معا" في اطار محاولة الاجابة على هذه التساؤلات تؤشر الى ان رئيس الوزراء د. سلام فياض شخصية عملية ويلتزم بتنفيذ ما يقوله وترجمة ذلك على الارض.

أما بخصوص اختيار بلدة عابود بالذات، فان رئيس المجلس القروي في عابود، الياس عيزر يعطي مؤشرات واضحة للاسباب التي دفعت فياض لاختيار هذه البلدة التي تقع الى الشمال الغربي من مدينة رام الله، حيث يؤكد عيزر لـ "معا"، ان هذه البلدة تعتبر من اكثر القرى تضررا من حيث حجم الاضرار بسبب ممارسات الاحتلال فيما يخص استهداف اشجار الزيتون، حيث قامت قوات الاحتلال منذ بداية الانتفاضة عام 2000 باقتلاع 3500 شجرة زيتون واقتلاع 1500 شجرة زيتون اخرى لصالح اقامة الجدار ومصادرة 5300 دونما من اراضي القرية، كما تحيط بها مستوطنات يهودية تهدد وجود البلدة القريبة من جدار الفصل.

ويضاف الى ما ذكره عيزر ان بلدة عابود تعتبر من القرى التي تمتاز بالتعايش والاخاء والتسامح الاسلامي- المسيحي، كما انها تضم اثارا إسلامية ومسيحية تعود لعهود سابقة، ويعتمد سكانها على زيت الزيتون في تدبر شؤون حياتهم المختلفة باعتباره احد روافد الاقتصاد الزراعي، الامر الذي يجعل فياض لا يتردد في زيارة هذه البلدة ومشاركة مزارعيها في قطف ثمار الزيتون برفقة العشرات من الشخصيات السياسية الرسمية والشعبية من دول مختلفة والذين وصل عددهم الى قرابة 500 شخصية ومتضامن اجنبي والعديد من المسؤولين الرسميين في السلطة الفلسطينية.

ورغم المراسيم الرسمية التي اقيمت لاستقبال رئيس الوزراء د. سلام فياض والمتضامنين الاجانب، الا ان فياض فضل انهاء المراسيم الرسمية للاستقبال والتوجه على الفور الى الاراضي والحقول الزراعية واعتلاء السلم على شجرة الزيتون والمباشرة بقطف ثمارها، وسط اعجاب وترحيب الاهالي والمتضامنين الاجانب الذين توفرت لهم فرصة مشاهدة المسؤول وهو يساند المواطن ويدعم صموده فوق ارضه، حيث امضى فياض قرابة ساعة والنصف ساعة مع المزارعين في قطف ثمار الزيتون، خاصة ان هذا الموسم يشهد على مدار السنوات الماضية سلسلة اعتداءات وجرائم متعددة ينفذها المستوطنون المسلحون بحق المزارعين الفلسطينيين العزل، والتاكيد لهم بانهم لن يكونوا وحدهم في مواجهة ما يتعرضون له من استهداف وملاحقة وتضييق من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين الذي يستهدف البشر والحجر والشجر.

ويقول عيزر إن مشاركة رئيس الوزراء المواطنين في جد الزيتون اعطاهم دفعة قوية لتعزيز صمودهم، مشيرا الى ان من اهم رسائل فياض في هذه المشاركة كانت تعزيز تلاحم القيادة مع الشعب فوق الاراضي المهددة.

ومن الواضح ان رسالة فياض تجاوزت حد الدعم للمزارعين الذي يوليه اهمية خاصة من خلال عمل الحكومة بمختلف اذرعها، الى ارسال رسالة واضحة للاسرائيليين والجهات الدولية المختلفة لتؤكد ان السلطة الوطنية لن تتخلى عن المناطق المهمشة والتي ما زالت تحت السيطرة الاسرائيلية وفق تصنيف منطقة (c) التي تتعرض لمحاولات اسرائيلية لاظهارها في الوعي الدولي بانها مناطق متنازل عليها وليست جزءا اصيلا من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتحديدا في منطقة الاغوار والمناطق القريبة من المستوطنات والجدار.

وشكلت زيارة فياض ومشاركة الاهالي في قطف ثمار الزيتون، فرصة لوزير الزراعة، اسماعيل دعيق، للاعلان عن عزم الحكومة التأسيس لصندوق تأمين المزارعين والذي يخصص لدعم وتعويض المزارعين في حال تعرضهم لخسائر واضرار مالية ومادية، الامر الذي يساهم في طمأنة العديد من المزارعين بوجود رافد مالي مستقر وثابت يساهم في تغطية اية خسائر قد تلحق بهم، حيث اكد دعيق في وقت سابق ان الحكومة زادت من موازنتها المالية الى اربعة اضعاف تقريبا وانها قدمت مشاريع بملايين الدولارات الاميركية لدعم قطاع الزراعة والمزارعين.

ورغم ان زيارة فياض جاءت في اطار سلسلة التحركات الميدانية التي ينفذها على مدار الاشهر الماضية في العديد من المدن والقرى في الضفة الغربية، فانه من الواضح ان الحكومة تساهم عبر هذا المنهج في ازالة الحواجز الوهمية بين المسؤولين والمواطنين نحو مأسسة العلاقة بما يضمن التكامل والتكافل ما بين المؤسسات الرسمية والاهلية والشعبية ويتحقق بذلك ما قاله فياض "ان مفهوم السلطة الوطنية يتجاوز عمل المؤسسات الرسمية ليصل الى كافة مؤسسات المجتمع باكملها في سبيل خدمة المواطنين ودعم صمودهم على طريق بناء مؤسسات الدولة ".