وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المالكي يلتقي أعضاء السلك الدبلوماسي ويطالب بدعم دولهم لتقرير جولدستون

نشر بتاريخ: 12/10/2009 ( آخر تحديث: 12/10/2009 الساعة: 19:07 )
رام الله-معا- أطلع وزير الشؤون الخارجية د.رياض المالكي أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في القدس ورام الله على آخر التطورات السياسية والميدانية الجارية على الساحة الفلسطينية.

وقد تناول د. المالكي خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة واللقاء الثلاثي الذي جمع بينه وبين الرئيس أوباما ورئيس وزراء إسرائيل، ومحاولات الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مبعوثها السيناتور جورج ميتشيل إيجاد الأسس لإطلاق مفاوضات جادة تفضي الى الحل القائم على أساس الدولتين، مبيناً أن إفشال محاولاتها يقع على عاتق إسرائيل وقيادتها، ورفضها وقف الإستيطان كبادرة حسن نية لبدء مفاوضات سلمية جادة بين الطرفين، بل وممارساتها الإستيطانية والإحتلالية المتصاعدة في القدس بشكل خاص وبقية الضفة الغربية بشكل عام.

كما وضع المالكي الدبلوماسيين بصورة تقرير جولدستون والتداعيات المتلاحقة، حيث تناول خطاب الرئيس ليلة أمس مبيناً أن الخطاب كان صريحاً وشجاعاً يدل على الإحساس العالي بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، موضحاً أن سيادة الرئيس كلف لجنة للتحقيق في تداعيات وأسباب إتخاذ قرار بتأجيل التصويت عليه، وضرورة حشد أكبر قدر ممكن من الدعم له في مجلس حقوق الإنسان والتعليمات التي صدرت لسفيرنا هناك من أجل تجنيد أكبر عدد ممكن من الدول لدعم هذا القرار وإعادة مناقشته مرةً أخرى. وبين المالكي أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي من طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية وضرورة أن لا يفلت القاتل من العقاب، وأوضح أن أول من رفض قرار تعيين القاضي جولدستون للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة هي حماس على إعتبار أنه صهيوني، وبعد صدور القرار أول من رفضه كانت حماس وإسرائيل، وبعد تأجيل التصويت عليه أول من تحرك ضد السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن هما حماس وإسرائيل، ولهذا ستبقى القيادة الفلسطينية وفيّة لشعبها تلامس همومه وجروحه تعمل على التخفيف بكل ما أوتيت من أجل التخفيف من معاناته، تصرُ على تحقيق طموحاته بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبيّن أن كل ما تقوم به حركة حماس وما تقدمه من أكاذيب وأراجيف هي محاولات يائسة من أجل التنصل من إستحقاقات المصالحة والإبتعاد بالشعب عن تحقيق وحدته، وابقاء قطاع غزة وأهله رهائن بأيديهم خدمةً لمشاريع ومصالح فئوية وإقليمية.

وأشار المالكي الى جولته التي قادته الى نيويورك للمشاركة بجلسة مجلس الأمن التي دعت له ليبيا، واليونسكو في فرنسا و إجتماع لجنة التعاون العربية الأفريقية في طرابلس الغرب، وأوضح أنه سيغادر فلسطين الى نيويورك يوم غدٍ للمشاركة بجلسة مجلس الأمن يوم الرابع عشر من هذا الشهر والخاصة بمناقشة الوضع في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين، وأنه سيكون له كلمة في هذه الجلسة تتركز على تقرير غولدستون والإجراءات الإسرائيلية الأخبرة في القدس والمسجد الأقصى، وطالب بأن يقدم الأعضاء جميعهم كلمات بهذا الشأن، دعماً لقضية فلسطين ونصرةً للحق. مبيناً أن تقرير جولدستون سيناقش على عدة مستويات في مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وقدم المالكي شرحاً تفصيلياً حول الممارسات الإسرائيلية في القدس ومحاصرتها للمسجد الأقصى، مبيناً أن الفلسطينيين فهموا الرسالة الإسرائيلية، حيث أوضح أن إسرائيل هدفت فيما هدفت اليه دفع الفلسطينيين دفعاً للقيام بإنتفاضةٍ ثالثة، وأن كل هذا التصعيد هو لإستفزاز مشاعر الفلسطينيين ودفعهم دفعاً ليهبوا لحماية وطنهم ومقدساتهم وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وما يعنيه المسجد الأقصى للعالمين العربي والإسلامي، هادفةً من وراء ذلك الى إتهام الفلسطينيين بأنهم يمارسون العنف و إتهامهم بأنه لا يوجد هناك شريك في الجانب الفلسطيني، ولكن على العالم أن يفهم أنه في هذا الوقت لا يوجد شريك للسلام في الجانب الإسرائيلي. وشكر المالكي الجهود التي قامت بها المملكة الأردنية الشقيقة للحيولة دون إقتحام قوات الإحتلال للمسجد الأقصى المبارك، موضحاً أن ليس من حق إسرائيل أن تمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى.

وفي نهاية اللقاء طالب المالكي ممثلي الدول المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بنقل الصورة الحقيقية التي يعيشها الفلسطينيين، وحث حكوماتهم على التصويت لصالح تقرير جولدسون، والذي يعبر بكل أمانة عما جرى من جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة. كما قدم شكر وتقدير القيادة الفلسطينية لكل من يدعم تقرير جولدستون والعدالة وتحقيقها، والذهاب الى أبعد حد لإلقاء القبض على كل من تسبب في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير ممتلكاته، وتقديمهم للعدالة.

ويذكر أن الإجتماع عقد في مقر وزارة الشؤون الخارجية في رام الله بحضور عدد من السفراء الفلسطينيين في المقر وعدد آخر من المستشارين والمسؤولين.