وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض يفتتح مبنى الجمعية الأهلية للمعاقين بصريا في بيت جالا

نشر بتاريخ: 15/10/2009 ( آخر تحديث: 15/10/2009 الساعة: 18:48 )
بيت لحم -معا- افتتح رئيس الوزراء د.سلام فياض في مدينة بيت جالا صباح اليوم، المبنى الجديد للجمعية الأهلية للمعاقين بصريا .

وأعرب فياض في كلمته، عن بالغ أسفه وحزنه للكارثة التي أودت بحياة الأم وأبنائها الخمسة من عائلة دعنا، والذين قضوا ضحية حريق شب في منزلهم صباح اليوم، واصفاً إياه بالحادث المأساوي.

وقال رئيس الوزراء: يبقى علينا ما كان أساساً الا هو الاستمرار في حمل الراية والمضي في المسيرة نحو الاستمرار ببذل كل جهد ممكن لتقديم وتوفير كل الخدمات للمواطنين في مختلف المواقع".

وأضاف: أننا نحتفل بانجاز هذه الجمعية، التي ما كان يتحقق لولا الأيادي البيضاء من المتطوعين المؤمنين بخدمة المجتمع والمصلحة العامة، والتي لها الدور الأساسي لإخراج الجمعية ودورها إلى النور في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولتنا، والتي نستمد منهم كل العزم والإصرار من خلال رسالتهم المقدسة معبرين من خلالها عن أصالة الشعب الفلسطيني على هذه الأرض منذ البدايات .

وأشار فياض الى "أن ما نشاهده في وطننا الحبيب من انجازات وطنية، يدل على عزيمة وإصرار الإنسان الفلسطيني للبقاء حتى النهاية"، وتابع حديثه قائلا: أن هذه الجمعية تذكرنا من خلال مسيرتها الرائدة ورعاية المكفوفين خاصة التأهيلية والتعليمية والاجتماعية وكذلك مدرسة الشروق والمكتبة التابعتين لها، إصرارها المتمثل بجهدها الكبير في دمج هذه الفئة من المكفوفين بالمجتمع والحياة بشكل عام".

وأضاف: أن هذا الجهد يقع ضمن منظومة مجتمعية تدل بشكل واضح وصريح على أهمية العمل المجتمعي التطوعي ورمزيته التي تدل على أصالة غريزية لازمت الشعب الفلسطيني منذ القدم في مجال العمل التطوعي .

وأشار الى أن جمعية المعاقين بصريا نجحت على ارض الواقع من خلال الاهتمام الكبير بفئة المكفوفين وهو ما جعلها تستحوذ على اهتمام ودعم الجهات الداعمة بهذا الشأن الاجتماعي ،التربوي، التعليمي ،والتأهيلي.

وركز فياض خلال كلمته على الدور المنوط بالسلطة الوطنية في الوقوف إلى جانب المؤسسات الأهلية، وشدد باسم السلطة الوطنية على دعم المؤسسات الأهلية التي عملت على تمكين شعبنا على مدار سنوات الاحتلال والتشرد، وأضاف: سنواصل الوقوف إلى جانب العمل الاجتماعي التطوعي، ونتطلع إلى دور اكبر في هذا المجال ليتمكن المجتمع ومؤسساته من القيام بدوره، وبما يقلل من الاعتماد على المساعدات الخارجية خاصة في الناحية الاجتماعية وفق عمل ممنهج ومنظم ووفق رؤية أساسها العمل الدؤوب نحو انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، لترتقى بمستويات طموحات شعبنا، ولتكون قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين من خلال عملية ممنهجة لتعزيز قدراتنا الذاتية.

وأكد رئيس الوزراء على أهمية وضرورة تفعيل القانون الذي يحمي حقوق المعاقين وتنفيذ كل ما ورد فيه من استحقاقات وتوفير احتياجاتهم، والتركيز على التعليم والتأهيل، وتقديم الخدمات والإمكانيات الأفضل من اجل دكجهم في المجتمع باعتباره عملاً وطنياً .

وقدم فياض شكره لكل من قدم المساعدة في استكمال هذا البناء خاصاً بالذكر بنك التنمية الألماني على مساهمته في الطابقين العلويين، وكذلك برنامج الأمم المتحدة. كما شكر الكنائس المختلفة في بريطانيا والبعثة البابوية، والقائمين على الجمعية الذين بذلوا قصارى جهدهم في النهوض بواقعها إلى الأفضل.

من جانبه تطرق د.سري نسيبة رئيس الجمعية الأهلية للمعاقين بصرياً إلى تأسيسها منذ العام 1962 في القدس، كجمعية فلسطينية غير حكومية، حيث كان الهدف منها إصدار كتب بريل بالعربية والانجليزية، وبذلك تأسست أول مكتبة لطباعة ذلك في الشرق الأوسط مشيرا انه نتيجة حرب عام 1967، أصبح تقديم خدماتها إلى البلدان العربية مستحيلا.

وأشار إلى انه في العام 1981 تأسست مدرسة الشروق للأطفال المكفوفين ، بهدف تزيدهم بالتعليم، موضحا انه في العام 1995، انتقلت مدرسة الشروق من مقرها في القدس إلى بيت جالا ، حيث تسنى لأطفال عدة من الاستفادة منها بعد أن كانوا يمنعون من دخول القدس. وطالب من رئيس الوزراء ايلاء الدعم للجمعية وباقي المؤسسات الفلسطينية متمنيا نجاح برنامجه السياسي .

بدوره اثنى المهندس راجي زيدان رئيس بلدية بيت جالا على مساهمة الجمعية العامة في توفير خدماتها لذوي الاحتياجات البصرية الخاصة .

وقال أن المساعدة الألمانية للجمعية يمثل نجاحا حقيقيا للمؤازرة الالمانية المستمرة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن شعبنا سيبقى يعمل من اجل تمتين علاقات الصداقة والتعاون وتبادل الثقافة والخبرات مع الشعب الالماني الصديق ومع شعوب العالم الأخرى لما يحققه ذلك من خير للجميع ولسلام العالم .

وأشارت "أنا واغنز ميتشل" مندوبه عن الممثلية الألمانية الى ان تمويل المدرسة من خلال البنك التنموي الألماني ، يأتي من خلال مشروع لخلق فرص العمل الذي يشكل الية فورية لمساعدة الاقتصاد للشعب الفلسطيني، مبينة انه خلال السنوات الثمانية الماضية تم تنفيذ 530 مشروعا في الضفة الغربية وقطاع غزة

وأوضحت انه خلال بناء مدرسة الشروق التابعة للجمعية تم توفير 5 آلاف يوم عمل وهذا المبنى لن يخدم المكفوفين في محافظة بيت لحم فحسب وإنما أصحاب الشأن في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقدمت شكرها لكل من ساهم في تشغيل الجمعية ومد يد العون لان ترى النور.

كما تقدم " جنز تايبيرغ فراندزين " ممثل برنامج الامم المتحدة الإنمائي تعازيه للحادث المؤلم الذي وقع صباح اليوم، في بيت لحم لعائلة دعنا .

وقال أنا على اطلاع أن المدرسة تقدم خدماتها للمكفوفين لحوالي 100 طفل من الضفة الغربية وغزة ، مشيرا الى أن هذا جزء من جهودهم إلى احتضان مثل هذه الفئة التي تم التغاضي عن حقها كثيرا .

وأشاد بدور المعاقين في بناء المجتمع من حيث إسهاماتهم في مجالات عدة أدبية موسيقى وسياسية وهذا يقدونا إلى حقيقة أن فقدان النظر لا يعني فقدان الرؤية وبالتالي العمل يجب أن ينصب حول خلق ألطريقه المثلى لإدماجهم في المجتمع .

وأشار الى أن الجمعية ستتولى الاهتمام بالمكفوفين من مرحلة الحضانة وحتى الصف الخامس ثم دمجهم مع أقرانهم في المجتمع لافتا أن من أهم مشاريعهم المساهمة في إنشاء أو توسيع لأكثر من 360 منشاة تعليمية.

في الختام قدم د.سري نسيبه وهيلين شحاده مديرة الجمعية دروعاً تقديرية لكل من رئيس الوزراء والبنك الألماني للتنمية وبرنامج المم المتحدة الإنمائي .

وقام د.فياض بعد ذلك برفقة ممثلا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومندوبة الممثلية الألمانية بقص شريط الافتتاح لمبنى الجمعية، ثم تجولوا في أقسام المبنى.

يذكر أن المبنى قد تم بناؤه بدعم من بنك التنمية الألماني من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

واستهل الحفل الذي تولت عرافته نورا كارني بالوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء وخاصة الأطفال الذين راحوا ضحية الحريق صباح اليوم من عائلة دعنا.