|
هيئة اللاجئين تنظم ورشة حول الديمقراطية بين النظرية والتطبيق في غزة
نشر بتاريخ: 17/10/2009 ( آخر تحديث: 17/10/2009 الساعة: 14:42 )
غزة- معا- نظمت الهيئة الفلسطينية للاجئين اليوم ورشة عمل حول "الديمقراطية بين النظرية والتطبيق" في مقر جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي بمدينة غزة، بحضور عدد من الشباب والمهتمين بقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ورحب أ. أحمد طافش الناشط بمجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في بداية الورشة بالمشاركين، وتطرق الى مفهوم الديمقراطية، مبينا ان الديمقراطية على مستوى الاستخدام الاصطلاحي والسياسي لها عشرات التعاريف المختلفة الأمر الذي ساعد العديد من الأنظمة السياسية بالإعلان عن نفسها بأنها أنظمه ديمقراطية. وأضاف طافش بأن المدقق بواقع المشهد الديمقراطي في المجتمعات العربية سيجد أن الجانب المؤسساتي الشكلاني للسلطة والخطاب السياسي المفعم بشعارات الديمقراطية كان لهما الغلبة في توصيف المشهد بالديمقراطي، مشددا ان ما يجري من سلوكيات وأنماط تفكير وتطبيقات للديمقراطية يتطلب إعادة النظر سواء بمفهوم الحرية كشرط ضروري لأي ممارسة ديمقراطية أو بالنسبة للديمقراطية كثقافة. وأكد طافش إن ضعف تطبيق الديمقراطية في المجتمع العربي مرده إلى العوامل المعرفية والثقافية المسيطرة على الوعي الاجتماعي، قائلا إن "التحدي الكبير الذي يواجه الدول والشعوب يكمن في كيفية تحويل الديمقراطية من النظرية إلى التطبيق، من الدولة ودستورها الدائم الذي أقر الديمقراطية وتبناها سلوكاً عاماً من خلال الانتخابات والممارسة الديمقراطية إلى تطبيقها كسلوك اجتماعي وثقافي يمتلك الرسوخ والبقاء". وأوضح طافش أن انتقال الديمقراطية من حيز النظرية إلى حيز التمثيل الاجتماعي يحتاج إلى معرفة كافية بماهية المجتمع الذي يراد له أن يكون ديمقراطياً، موضحا أن التعددية الثقافية والاثنية السياسية في المجتمع لا تشكل أمراً سلبيا أو تحديا خطيرا على البناء الديمقراطي من حيث التعدد والتنوع، ولكن الخطر يكمن في تغليب الانتماءات الضيقة على حساب مفهوم الوطن والمواطنة التي هي جزء حيوي من مفاهيم الديمقراطية. وأشار طافش إلى أن عملية نقد الحاضر الاجتماعي والسياسي ضرورة أساسية من اجل بناء النظام الديمقراطي، الذي لا ينحصر فقط في تنظيم الانتخابات الدورية النزيهة، ولكن هو نسق من القيم يقوم على أساس سيادة القانون، واحترام الشرعية، والاعتراف بالآخر. وأكد طافش أن المشهد الديمقراطي في العالم العربي لا يتسق مع المفهوم الصحيح للديمقراطية ولا يتوافق مع التطلعات الأولى للديمقراطيين الذين ناضلوا من أجل الديمقراطية والحرية، حتى بات هؤلاء يعيشون حالة من الاغتراب السياسي في بلدانهم التي تدعي تطبيق الديمقراطية. |