وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سبعة أيام على لقاء الأردن وفلسطين النسوي

نشر بتاريخ: 18/10/2009 ( آخر تحديث: 18/10/2009 الساعة: 17:39 )
بيت لحم - معا - اللجنة الاعلامية - عنان شحاده – تتوالى الأيام ولم يبقى على العرس الرياضي الفلسطيني النسوي المتمثل بلقاء منتخبنا النسوي الكروي مع نظيره الأردني ، سوى سبعة أيام وسط حراك رياضي كبير من قبل اتحاد كرة القدم الذي يربط الليل بالنهار من اجل وضع اللمسات الأخيرة لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني.

تفاعل كبير يشهده الشارع الفلسطيني مع هذا الحدث الكروي الأول من نوعه على ملاعب كرة القدم الفلسطينية ، والذي يحمل معه رسالة مدوية للعالم أن المرأة التي شاركت الرجل في نضالاتها على مر السنين ها هي إلى جانب الرجل في المجال الرياضي.

ولا يختلف اثنان في الوطن أن اتحاد كرة القدم الفلسطيني برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، اخذ بيد الرياضة النسوية وجعلها في الصفوف المتقدمة ليس محليا وإنما على مستوى الوطن العربي والإقليمي ،من خلال الدعم الكبير لها سواء المادية والمعنوية وهو ما عكس جليا على نفسيات اللاعبات ولا سيما تنظيم أول دوري نسوي ضاهى بعض الأقطار العربية .

وقال البرفسور في علم الاجتماع ذياب عيوش، رئيس جامعة فلسطين الأهلية ، انه في الواقع تعتبر هذه المباراة خاصة والرياضة النسوية نقلة نوعية في الحركة الاجتماعية النسوية ، لان مشاركة المرأة في مثل هذا المجال فريد في التاريخ الفلسطيني.

وأضاف عيوش ، أن المباراة لها دلاله واضحة على أن المرأة إذا أرادت أن تشارك في أي نشاط من النشاطات فانه يعتمد عليها وعلى مبادراتها هذا انطلاقا من تفهم المجتمع المحلي لها وتقديم التشجيع الكبير ولا يعيقها لي عائق كما كان في السابق .

وأشار عيوش ، أن الحراك الرياضي النسوي وهذه المباراة ، لها رسالة قوية للعالم الذي لا يعرف إلا أننا مظلمون ودائما الشكوى ، بأننا حضاريين ونستحق الحياة وان المرأة تشارك في كافة جوانب الحياة ولديها إرادة وعزيمة قويتين لافتا انه لا يوجد لدينا قوانين ولا عرف اجتماعي وحتى ثقافتنا في منع الجنس اللطيف من المشاركة الرياضية .

وثمن مشاركة الأردن في هذه المباراة التي تعتبر الأولى من نوعها انطلاقا من التوأمة بين الشقيقين.

من جانبها قالت هني ثلجية كابتن المنتخب النسوي الفلسطيني ، أخيرا تحقق حلمي بان العب مباراة دولية من المنتخب على ارض فلسطين وهي أمنية كانت بالنسبة لي أولا من ناحية شخصية وثانيا انطلاقا من الدور المميز للمرأة في مجتمعنا الفلسطيني .

وأشارت أن الكرة النسائية بهذا العمل البطولي من إنسان ضحى الكثير الكثير من اجل وطنه وشعبه وهو اللواء جبريل الرجوب ، استطاع أن يحول الآن أنظار العالم إلى فلسطين لمتابعة أخبار الكرة النسائية من جانب ، والتأكيد على أهمية إعطاء المرأة دورها الفعال وإنصافها إلى جانب الرجل كيف لا وقد ضحت بالكثير وكانت علامة مميزة في نضالات الشعب الفلسطيني على مر سنوات الكفاح .

وتابعت ثلجية حديثها قائلة : هذه المباراة تعتبر دفعة معنوية للمرأة الفلسطينية لتحقيق المزيد من الانتصارات واثبات الذات والوجود لها في المحافل الخارجية وإعطاء الانطباع الحسن عن دورها وكذلك محط اهتمام في مواصلة مسيرتها النضالية التي بدأتها منذ سنوات الكفاح لان الرياضة تعتبر شكلا من أشكال نضالات الشعب الفلسطيني.

واضافت أن الحدث مهم بالنسبة لنا جميعا في فلسطين باعتباره يأتي كرسالة تحد للاحتلال من خلال الإرادة والعزيمة الصلبتين والتأكيد على أننا قادرون على إثبات الذات في المجال الرياضي رغم كل المعوقات على ارض الواقع من قبل الاحتلال .

وقالت ثلجية أن المنتخب الأردني من أفضل المنتخبات في منطقة غرب آسيا والدول العربية ، حيث كان لنا معه لقاء في ماليزيا هذا العام وخسرنا 5-0 ، لافتا إلى وجود عدد مميز من اللاعبات منهن ستيفاني النبر، ميساء جبارة ، وفرح الأعزب وأخريات غابت عني الأسماء ناهيك عن لقاء آخر في العام2005 والخسارة 9-0.

وأضافت أننا لا انظر إلى نتيجة المباراة بحد ذاتها وإنما إلى المشاركة الأردنية المشرفة في كسر الحصار عن أشقائهم في فلسطين هذا من جانب ، وثانيا أن الحلم باللعب أمام الأردن على ارض فلسطين سيتحقق وأخيرا الحلم هو تحقيق الفوز ورد الاعتبار على الخسارتين السابقتين وهذا ليس بالمستحيل لأنه لدينا عناصر جيدة استفادت من المشاركات السابقة وطورت من فنياتها وأدائها ،حيث أن المطلوب من كل لاعبه أن تعمل بنفسها لزيادة اللياقة والفنيات.

وقال صايل سعيد مدرب المنتخب النسوي السابق ورياضي مخضرم : ان المباراة خطوة اولى باتجاه المرأة لتأخذ دورها المميز في المجتمع الفلسطيني من خلال المجال الرياضي بعد دخولها معترك السياسة مشيرا ان اتحاد اللعبة برئاسة الرجوب حقق لها رغبتها رغم ان المجتمع في فترات كان لا يحبذ ذلك لكن الصورة تغيرت وأصبح هناك مشجعون ومتابعون للرياضة النسوية وهذا تحول كبير .

وأضاف أن المباراة جاءت في التوقيت المناسب لكي يقف العالم ويتطلع الى حقيقة وجود المرأة إلى جانب الرجل تعمل بكد وجهد وتنافسه في المجال الرياضي .

وقال :اعتبر المباراة خطوة جريئة في أن تكون لولى لقاءات الدولية على الأراضي الفلسطينية مع الأشقاء الأردنيين وهذا يتطلب منا كمجتمع فلسطيني إلى مساعدة الاتحاد في هذا العرس الوطني الرياضي من خلال حشد اكبر عدد ممكن من الجنس اللطيف على مدرجات إستاد فيصل الحسيني إضافة إلى أن يقدم منتخبنا عرضا مميزا يليق بالاستعدادات الجارية له.

من الناحية الفنية هناك فارق بين المنتخبين ، حيث أن المنتخب الأردني مستمر في تدريباته دون انقطاع هذا من خلال الفرق الأردنية أو على صعيد المنتخب ، ويصنف من أقوى المنتخبات الآسيوية حيث تأهل إلى بطولة غرب آسيا برفقة المنتخب الاوزبكستاني القوي .

أما منتخبنا فهو حديث التكوين لكن هذا لا يقلل من شانه الذي هو تطور ملحوظ من حيث الأداء والفنيات وقادر على مجاراة المنتخب الأردني رغم فترة إعداده القصيرة .

وتطرق سعيد إلى نقاط القوة في المنتخب الأردني فقال انه يلعب بشكل جماعي ولدي اللاعبات عنصر القوة والسرعة وهذا دليل على اكتمال اللياقة البدنية ، كذلك يستطيع أن ينهي المباراة بدون تعب.

أما من الناحية المهارية فيمتلك لاعبات على أعلى مستويات سواء بالمهارات الفردية أو الجماعية ويستطيع أن يسجل في أي لحظة .

وترى الصحفية في راديو بيت لحم 2000 مها يوسف أن إقامة مباراة للمنتخب النسوي، على ارض فلسطين هو انجاز آخر يسجل في صفحات الاتحاد الناصعة البياض ورسالة قوية للجنس اللطيف بضرورة الاهتمام الأكبر بالرياضة .

وقالت يوسف أنا سعيدة جدا وإذا لم أتمكن من الوصول إلى ملعب الشهيد فيصل الحسيني ، لن ادخر وقتا في متابعتها عبر شاشة التلفاز مع الحرص على أن تكون بناتي إلى جانبي .

وقال رائد الهريمي المدير الفني لنادي دار الكلمة احد فرق دوري الكرة النسوية : أن يوم السادس والعشرين يعتبر يوم تاريخي من أيام الرياضة الفلسطينية والفضل يعود إلى البوصلة الرياضية اللواء جبريل الرجوب الذي استطاع أن يضع الرياضة النسوية على الخارطة الرياضية العربية والعالمية لأول مرة في تاريخ فلسطين .

وأكد ان المباراة سيكون مردوها ايجابي على اللاعبات كخبرة يستفدن منها وحافز معنوي لهن وهو ما سيلقي بظلاله الايجابية على الفتاه الفلسطينية إلى ممارسة الرياضة .

وأشاد بالدور الأردني المميز في دعم الرياضة الفلسطينية لا سيما عندما اخترقوا الحصار وشاركوا أشقائهم في افتتاح إستاد فيصل الحسيني وهو ما ترك صورة مشرفة في داخل كل إنسان فلسطيني .

ودعا الجميع إلى التوجه لإستاد الحسيني والمشاركة في العرس الوطني تحديدا الجنس اللطيف ليشكلن اللاعب رقم 12 بالنسبة للمنتخب .