وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزير الشؤون الخارجية يلتقي مع نظيره البولندي

نشر بتاريخ: 19/10/2009 ( آخر تحديث: 19/10/2009 الساعة: 10:20 )
رام الله- معا- استقبل د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية بمقر وزارة الشؤون الخارجية صباح هذا اليوم نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي بحضور عدد من المسؤولين من كلا الجانبين.

وقد وضع د.المالكي نظيره البولندي بصورة الأوضاع السياسية والميدانية على الساحة الفلسطينية، ومحاولات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عبّاس وحكومته في تلبية إحتياجات الوطن والمواطن في الأمن والأمان و تنمية الوضع الإقتصادي، وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والمحافظة على كامل حقوقه كما أرتها كل المواثيق والقوانين الدولية.

وتناول المالكي الممارسات الإسرائيلية وعلى رأسها الإستيطان خاصةً في القدس و ما حولها، وبقية أرجاء الضفة الغربية، وتشديد الإجراءات على الحواجز العسكرية ومحاولات إذلال المواطن الفلسطيني، وإعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وأراضيهم وحرقهم للمزروعات والمحاصيل الزراعية وقطعهم لأشجار الزيتون، ومحاولاتهم منع الفلسطينيين من الوصول الى حقولهم لقطف أشجارهم.

كما تطرق للأضرار التي يلحقها جدار التوسع والضم العنصري للمواطنين ومحاصيلهم، حيث يفصل في مناطق عدة ما بين الأرض وأصحابها، إضافة الى بوابات التفتيش المهينة والتي يحتاج المواطن لإجتيازها ساعات من الزمن.

وأشار المالكي لتقرير جولدستون وإعتبر تبني مجلس حقوق الإنسان لهذا التقرير نصراً للإنسانية، ونصراً لمجلس حقوق الإنسان على العدوان والظلم والقتل ومرتكبيها، حيث شكر كل من صوت لصالح هذا التقرير، آملاً أن يتحرك المجتمع الدولي لتنفيذ ما جاء في هذا التقرير، مبيناً أن القيادة الفلسطينية ستتابع هذا التقرير وتطوراته الى أن يتم تطبيقه منعاً لإرتكاب مزيداً من الجرائم والقتل ضد الشعب الفلسطيني، وغيره من شعوب العالم.

كما تناول د.المالكي المصالحة الفلسطينية الداخلية، معبراً عن شكره للجهود المصرية وصبر حكومة جمهورية مصر العربية وإصرارها على تحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه القضية الوطنية والقومية الفلسطينية والعربية، راجياً أن تتكلل جهودها بالنجاح، مبيناً أن حركة فتح قبلت الوثيقة الأخيرة التي قدمتها مصر ووقعتها، على أمل أن توقعها بقية الفصائل الفلسطينية منفردةً وتقوم بتسليمها للوسيط المصري بغية تحديد موعد للإحتفال بتوقيع شامل للمصالحة الشاملة.

كما قدم د. المالكي شرحاً مفصلاً حول خطة الحكومة الفلسطينية:" إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة " والدور الذي يمكن ان تلعبه بولندا لإنجاح هذه الخطة، والضغط الذي يمكن ان تمارسه من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة من هذه الخطة والتي تتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وخصوصا خلال فترة رئاستها للاتحاد الاوروبي القادمة.

وبيّن المالكي أن الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ستعقد طبقاً لاستحقاقها الدستوري وأن الرئيس بصدد إصدار مرسوم رئاسي يحدد فيه الموعد المحدد لها ويجري التحضير لها حسب موعدها الدستوري والقانوني المحدد، متطرقا للوضع في غزة والحصار المفروض عليها والمطالبة بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار وإعطاء الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية وإعادة اعمار قطاع غزة.

وتطرق د.المالكي لقضية الأسرى موضحاً أنها قضية سياسية وإنسانية، ويعتبر استمرار احتجازهم مخالفاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية. آملاً أن تولي أوروبا اهتماماً أكبر بموضوع الأسرى وأن يكون لها موقفاً مؤثراً أكبر في هذا الموضوع.

وتهدف زيارة رادوسلاف والتي تعتبر الاولى له للمنطقة، للاستماع والتعرف الى وجهات النظر من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والاطلاع عن قرب على حقيقة المواقف الرسمية والعوائق التي تحول دون تحقيق السلام، والنتائج المترتبة على تقرير جولدستون بعد زيارة باراك الاخيرة الى وارسو.

يذكر أن بدأت العلاقة الفلسطينية البولندية تعود لعام 1974، كما واعترفت بولندا بدولة فلسطين عقب اعلان الاستقلال عام 1988في الجزائر ورفعت درجة التمثيل الفلسطيني الى مستوى سفارة.

من جانبه عبر رادوسلاف عن موقف بلاده الثابت والداعم للحل السلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحل الدولتين وترحيب بلاده ودعمها للمبادرة العربية للسلام ، ومعارضتها للإجراءات احادية الجانب وتشجيعها للانسحاب الاسرائيلي من المدن الفلسطينية، كما عبر عن رفض بولندا للاستيطان معتبراً ذلك عقبةً أمام السلام.

من الجدير بالذكر أن بولندا ترفض بيع السلع المنتجة داخل المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية في أراضيها أو في أيٍ من دول اوروبا. وفي نفس الوقت فإن بولندا تؤيد رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل و تدعم رفع مستوى العلاقات مع فلسطين ايضاً.

وقدمت الحكومة البولندية في اطار التعاون التنموي دعما ماليا بقيمة نصف مليون يورو (1.5 مليون زلوتي) لعام 2009 عن طريق تمويل عدة مشاريع منها دورات تدريب للشرطة والاجهزة الامنية وضباط الخدمة الحكومية ودعم مشاريع صغيرة. كما قدمت مبلغ 250 الف يورو كمساعدات لضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة عن طريق الانوروا. كما وفرت الحكومة البولندية عدة منح دراسية للطلبة الفلسطينين( 3 منح طب) (3منح هندسة) و مقعدين اقتصاد.

ومن الجدير بالذكر أن تم توقيع عدد من الإتفاقيات والمشاريع بين في فلسطين وبولندا وتم دعم عدد من المشاريع، كما وقعت وزارات بولندية عدد من اتفاقيات التعاون مع وزارات فلسطينية مختلفة منها برتوكول تعاون بين وزارتي الزراعة الفلسطينية والبولندية عقب زيارة وزير الزراعة الى بولندا (9/2008)، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي السياحة في البلدين للتعاون عقب زيارة وزيرة السياحة الفلسطينية الى بولندا (9/2008) ويعتبر السياح البولندين الاكبر من حيث ألعدد ومن حيث طول ليالي المبيت في الفنادق الفلسطينية، وتتم توقيع اتفاقية توأمة بين مدينة بيت لحم وشنستوخوفا ونابلس و بوزنان. كما تم اقتراح توأمة بين مدينة كراكوف ومدينة اريحا وهناك متابعة لهذا الموضوع.

وناقش الطرفان العلاقات الثنائية والطرق الكفيلة بتطويرها، حيث وقع الجانبان في نهاية اللقاء برتوكول المشاورات السياسية بين الجانبين تمهيداً لبدء المشاورات السياسية في احدى البلدين.

وقيّم الجانبان إمكانية التطبيق الفعلي لاتفاقية التعاون التنموي الموقعة بين الطرفين والتي يتوقع ان يتم تنفيذ كافة بنودها بنهاية العام الجاري، والاتفاق على مرحلة جديدة للعام القادم. واتفق الجانبان على استمرارية البعثات الدبلوماسية التدريبية وتجديدها للعام القادم وتطوير جزء منها لتمنح فيه درجة الماجستير للمتدربين الفلسطينيين.