وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تفوق الكفيفة "الأولى على صفها" في مدرسة المبصرين

نشر بتاريخ: 20/10/2009 ( آخر تحديث: 20/10/2009 الساعة: 21:59 )
بيت لحم - معا- ذكرت وكالة " بترا" الاردنية ان طفلة كفيفة اصبحت الاولى في مدرسة للمبصرين .

وقالت الوكالة في تقريرها : لم يتوقع والد تقوى ان خطأ طبيا حدث اثناء عملية ولادتها في احدى المستشفيات عام 1999 سيفقدها نعمة البصر.

وبعد ان توالت الأيام والأشهر اكتشف المواطن احمد صايل من بلدة ملكا في اقصى شمال المملكة ان علامات الاعاقة بدأت تظهر على طفلته البريئة التي اطلق عليها اسم (تقوى)، فسارع بها الى مراكز تشخيص الاعاقة المبكرة في عمان لتظهر الفحوصات انها كفيفة.

وعلى الرغم من هول المفاجأة لم يستسلم والدا (تقوى) لليأس لايمانهما بقضاء الله وقدره، فعقدا العزم على ان يخرجا ابنتهما من ظلمة المنزل الى فضاء الحياة الرحب، فارسلاها عندما اكملت الرابعة الى البستان في المدرسة الاسقفية العربية في اربد التي تدمج الأطفال الكفيفين مع المبصرين في صفوف موحدة.

وهناك بدأت تقوى بتعلم القراءة والكتابة بلغة بريل، حيث تكفل والدها بنقلها كل يوم من ملكا الى المدرسة في اربد، في حين يقلها باص المدرسة بعد نهاية الدوام الى مجمع لواء بني كنانة لتستقل الحافلة عائدة الى ملكا، حيث يكون احد افراد عائلتها في انتظارها.

وتأييدا لما يقوله العلماء والمتخصصون من ان الأشخاص الذين يولدون كفيفين تكون ذاكرتهم اقوى من اقرانهم المبصرين لان الله يعوضهم عن البصر بقوة البصيرة، تقول مديرة المدرسة الاسقفية صباح زريقات انها درست تقوى في البستان ولاحظت عليها بوادر التميز وحب التعلم ما جعلها تتفوق على اقرانها المبصرين في الصف وتحصل على الدرجة الاولى في معظم الأعوام الدراسية.

وأضافت ان تقوى ترفع شعار التحدي للتغلب على اعاقتها وتتفاعل مع الحياة المدرسية بكل جوانبها، فتراها تشارك في الاذاعة المدرسية وتقوم احيانا بتقديم البرنامج الاذاعي الصباحي منفردة وتساعد معلماتها باعداد اوراق العمل الخاصة بزميلاتها وزملائها الكفيفين في الصف وتساعدهم في حل الأسئلة والاجابة عليها، مشيرة الى ان اسمها على لوحة الشرف.

وتقول تقوى ببراءة الأطفال "احب المدرسة كثيرا لانني لولاها لما تعلمت القراءة والكتابة".

وتضيف "اشعر بانني مثل المبصرين حيث انني اجلس معهم جنبا الى جنب في الصف ذاته واتعلم المواد ذاتها، اللغة العربية والانجليزية والدين والرياضيات والعلوم والاجتماعيات والحاسوب والمهني والفن والرياضة، واجد معاملة على قدم المساواة من قبل زملائي وزميلاتي المبصرين ومن ادارة المدرسة والمعلمات".

وتسير تقوى في المدرسة دون عكاز او اي مساعد وتجد طريقها بسهولة الى داخل المدرسة وبين الغرف الصفية والمكتبة ومختبر الحاسوب وادارة المدرسة والى الساحة الخارجية وغيرها، مشيرة الى انها تملك في البيت طابعة بلغة بريل وفرها لها المجلس الأعلى لرعاية الاشخاص المعوقين ونسخة من القرآن الكريم بلغة بريل احضرها لها والدها من السعودية وتحفظ منه سبعة اجزاء وشاركت بمسابقتين في حفظ القرآن الكريم وفازت في احداهما بالمركز الأول وبالمركز الثاني في المسابقة الثانية.

ولا تخلو احلام الطفلة تقوى من امنية كبيرة تسعى بكل جد لتحقيقها الا وهي اكمال تعليمها المدرسي والجامعي لكي تصبح في المستقبل معلمة في مدرستها.