|
غولدستون: فوجئت بحجم دمار غزة واسرائيل ضيعت فرصة ذهبية لعدم تعاونها
نشر بتاريخ: 21/10/2009 ( آخر تحديث: 21/10/2009 الساعة: 17:55 )
بيت لحم- معا- تحت وطأة الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهتها الأوساط السياسية والشعبية الإسرائيلية لتقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون اليهودي من جنوب إفريقيا، وجد الأخير نفسه مجبرا على الدفاع عن نفسه وتبيان دوافعه لقبول المهمة.
جاء رد غولدستون في مقالة له نشرتها صحيفة "الجيروسالم بوست" الإسرائيلية وتناقلتها الصحافة العالمية تحت عنوان "إسرائيل فوتت الفرصة". يقول غولدستون: " خمسة أسابيع قد مرت منذ صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث غزة، ولم يحاول أي من منتقديه أن يفهم فحوى التقرير. وقد لاقى التقرير تأييدا مطلقا ممن يعتقدون أنه يخدم مصالحهم، وفي المقابل لاقى رفضا ممن يتعارض مع وجهات نظرهم. ويعبر المعارضون عن رفضهم للتقرير بتوجيه انتقادات لاذعة لشخص مؤلف التقرير ودوافعه، أما المؤيدون فيمتدحون المؤلف ويشيدون بسمعته الطيبة. الناطقون باسم الحكومة الإسرائيلية ومؤيدوهم وجهوا انتقادات لاذعة ومسيئة جدا للتقرير ولمشاركتي في اللجنة. وقد حان الوقت للتأمل في فحوى التقرير وردود الفعل الإسرائيلية تجاهه". ويضيف غولدستون: "سأتحدث بداية عن دوافعي لقبول المهمة كيهودي طالما ساندت دولة إسرائيل وشعبها طيلة حياتي. على مدى عشرين سنة مضت، حققت في انتهاكات القانون الدولي في بلادي جنوب أفريقيا، وفي يوغسلافيا السابقة، وفي رواندا، وكذلك في الاختلاسات المزعومة من قبل حكومات وقادة سياسيين في عدة بلدان في موضوع النفط مقابل الغذاء في العراق. تلك المزاعم طالت المستوى السياسي الأول في بعض الدول." ويستطرد قائلا: "لو أنني لم أقبل بطلب الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب التي تتهم بها إسرائيل وحماس أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية "الرصاص المصبوب"، لكان ذلك مناقضا لمبادئي وقناعاتي. كوني يهودي، جعلني أشعر بضرورة القيام بالمهمة أكثر من غير وليس أقل. وتثبت الوثائق أنني اشترطت لقاء تولي المهمة تفويضا بأن أجري تحقيقا نزيها مع الطرفين وقد سعيت للقيام بذلك." ثم يصل غولدستون في مقالته إلى القول بأن "إسرائيل فوتت فرصة ذهبية لتستمع إليها اللجنة الدولية بإنصاف. بالطبع كنت مدركا للمعاملة غير المنصفة من قبل الأمم المتحدة تجاه إسرائيل وخصوصا مجلس حقوق الإنسان." ويضيف: " كما قلت في الأسبوع المنصرم، كان باستطاعة إسرائيل أن تستغل الفرصة التي قدمتها لجنتنا النزيهة وأن تستخدمها كمقدمة لتغيير سياسة الأمم المتحدة في الشرق الأوسط. وبدل أن تفعل ذلك، رفضت إسرائيل التعاون معنا." ويشير القاضي غولدستون إلى رسالة بعث بها مؤخرا إلى رئيس بلدية سديروت الإسرائيلية ردا على رسالة سبقتها، ويقول فيها إنه كان على قناعة تامة أن لجنته كان يجب أن يسمح لها بزيارة سديروت وغيرها من البلدات جنوبي إسرائيل والتي- على حد قول غولدستون- تعرضت ظلما لهجمات بآلاف الصواريخ وقذائف الهاون التي كانت تطلقها مجموعات مسلحة تابعة لحركة حماس وغيرها على أهداف مدنية. ويؤكد القاضي الدولي أن لجنته منعت من تلك الزيارة وهو ما يعتبره قرارا "مضللا" اتخذته الحكومة الإسرائيلية. وبخصوص ما شاهد في غزة، يقول غولدستون إنه صدم لهول ما رأى من دمار وبؤس لم يكن بتوقعه أبدا. يقول: "لم يخطر لي أن الجيش الإسرائيلي سيستهدف المدنيين والمنشآت المدنية. لم أتوقع أن أشاهد هذا الدمار الهائل للاقتصاد والبنى التحتية في غزة بما في ذلك الأراضي الزراعية، والمصانع، وموارد المياه، وشبكات الصرف الصحي. ومع هذا لم أسمع أو أقرأ أي تبرير لذلك الدمار من قبل الحكومة الاسرائيلية." ويختتم القاضي غولدستون مقالته بالقول إن إسرائيل لديها تاريخ حافل بالتحقيقات مع كبار المسؤولين لم يسلم منها الصف الأول من القيادة السياسية الإسرائيلية، كما حدث في التحقيق بحرب أكتوبر، ومذابح صبرا وشاتيلا، وحادثة حافلة 300، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. |