وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال مؤتمر تربوي للمعلم الفلسطيني: مجموعة من الخبراء التربويين يناقشون قضايا تخص المعلم الفلسطيني

نشر بتاريخ: 11/04/2006 ( آخر تحديث: 11/04/2006 الساعة: 02:36 )
غزة -معا- نظم مجموعة من الخبراء التربويون المؤتمر التربوي الثاني في مركز العلم والثقافة في النصيرات والذي كان بعنوان" مكانه المعلم بين الواقع والطموح ".

وقد أوصى الخبراء بضرورة توفير الجو المناسب للمعلم والبيئة التعليمية الملائمة لهم لتثير الدافعية لديهم لمزيد من العطاء لخدمة الشعب الفلسطيني ،والحرص على إيجاد وسائل تربوية مختلفة لتفعيل دور الأسرة ومساعدة المعلم من أجل تحسين العلاقة بينه وبين أولياء الأمور.

وعقد هذا المؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية وبحضور وزير الإعلام الفلسطيني الدكتور يوسف رزقه وعدد من النواب بالمجلس التشريعي إلى جانب حشد كبير من الأدباء والمثقفين والمعلمين والمعلمات.

كما اكدا التربويون على ضرورة توفير الحوافز المادية والمعنوية للمعلم والتركيز على رسالتهم السامية ، بالإضافة لسن القوانين التي تعمل على حماية المعلم من الاعتداءات الخارجية علية حفاظاً على العملية التربوية بالإضافة لرسم الخطط التربوية التي تكفل إشراك المعلمين في وضع المناهج وتطوير العملية التربوية.

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد وزير الإعلام الفلسطيني يوسف رزقه في كلمة نيابة عن رئيس الوزراء إسماعيل هنية على ضرورة توفير سبل الراحة وتحسين الراتب للمعلم وتخفيض عدد الحصص الأسبوعية ، وإيجاد لوازم تثقفية وترفيهية للمعلمين وأسرهم والأخذ بنظام الأقدمية والترقيات، مؤكداً أنه سيقوم برفع هذه التوصيات لوزارة التربية التعليم .

وتطرق رزقه للحديث عن التضييق الذي فرضته الدول الأوربية في تقديمها المساعدات للشعب الفلسطيني بالإضافة للموقف الإسرائيلي معتبراً أنها زادت المشكلة تعقيداً في الساحة الفلسطينية داعياً الحكومة الفلسطينية وأتباعها والنظام العربي والشعوب العربية للتكاثف من أجل الخروج من المآزق المالي التي تعاني منه الخزينة .

واستهجن رزقه الصمت الدولي من التصعيد الإسرائيلي على المدن والقرى الفلسطينية في الأيام الماضية .

وكشف أن العلاقة بين الحكومة والرئيس الفلسطيني محمود عباس تقوم على أساس توزيع الصلاحيات التي كفلها القانون الأساسي ، كما وأن العلاقة تقوم على توافقات أخذة في عين الاعتبار الظروف والضغوطات التي نعيشها .

في السياق ذاته أعتبر رئيس المؤتمر عبد الرحمن الجمل أن المعلم هو الركن الذي لا غنى عنه مهما تقدمت التقنيات وتنوعت الوسائل والاختراعات.

معتبراً المعلم قائد المستقبل وسر التقدم والازدهار، مستنكراً ضعف مكانه المعلم اليوم على الرغم من عدم اختلافه عن السابق.

وقال الجمل أن المشكلة تستدعي من كل المخلصين والحريصين تشخيصها والبحث عن علاجها .

من ناحيته رحب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر يوسف فرحات بالحضور وقال" أن الواقع الذي يعيشه المعلم اليوم يختلف عن المعهود قديماً."

مؤكداً أن الإنسان هو شريف لأجله وليس لعظمته أو لشجاعته ، وأعتبر فرحات أن نفوذ المعلم وسلطته أخذت في التراجع في الآونة الأخيرة على الرغم من أن سلطته يستمدها من العلم .

وأشار فرحات أن المركز قام بإعداد إستبانة لهذا الغرض وزعت على عينة عشوائية من مدرسي ومدرسات المنطقة الوسطى، وكانت النتيجة أن 100% من الذين شملتهم الإستبانة يوافقون على أن هيبة المعلم الآن ليست كما كانت في السابق.

كما وأوصى مدير التربية والتعليم بغزة أ. على أبو سمك بتوفير حماية من الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمدارس مطالباً عدم تدخل أولياء الأمور في نظام وعمل الهيئة التدريسية .

وطالب أبو سمك بضرورة دفع علاوة خاصة لكل معلم له أبن بالجامعة ومنح المعلم قرض بدون فائدة بعد عشرين عام من العمل ،مفتخراً بالمنهج الفلسطيني باعتباره أول منهج يدرس في جميع محافظات الوطن.

ونوه أن هذه المدارس بنيت على نفقة الخيرين من أبناء الشعب الفلسطيني وتمويل ذاتي بينما قامت الدول المانحة على مدار الأعوام الماضية ببناء (48 مدرسة).

و أوصى محمد عسلية في دراسة أعدها بعنوان "معوقات التوافق النفسي لذي المعلمين بمحافظة شمال غزة "، بضرورة إجراء دراسات حول العلاقة بين مستوي الدخل والتوافق النفسي لدي المعلم و عمل دراسات حول ضغط بيئة العمل وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي للمعلم، وإجراء دراسات حول الرضا الوظيفي والتوافق النفسي والاجتماعي للمعلم.

كما وقدم د. على خليفة دراسة تحليلية للعوامل الثقافية والظروف الاجتماعية والسياسية التي أدت إلى تدهور مهنة التعليم وتدني مكانة المعلمين في المجتمع حيت خلصت الدراسة إلي نتائج منها أن الحوافز التي تقدم للمعلمين عن العمل أو التدريب أثناء الخدمة لا تكفي لإغرائهم وجذبهم للاستمرار في المهنة .

وأوصت الدراسة بضرورة أعطاء مهنة التعليم مزايا مماثلة للمهن الأخرى كالطب والمحاماة حتى يزيد إقبال العناصر المختارة منهم على المهنة ،وكذلك تشجيع المعلمين على الإطلاع والبحث لحفزهم المهني .

بدورة قدم سعد نبهان دراسة حول واقع رضا معلم المرحلة الأساسية عن مكانته القيادية والاجتماعية والمهنية بمدارس قطاع غزة حيت أوصت الدراسة ذوي القرار أن يهتموا بالمعلم لتعزيز رضاه عن مكانته القيادية والاجتماعية والمهنية عن طريق تلبية حاجاتهم وتوفير الأجواء العملية المناسبة ورفع رواتبهم وتحسين العلاوات لهم.

كما وقدم هشام غراب دراسة المكانة الاجتماعية للمعلمين وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي في المدارس الإعدادية حيث هدفت الدراسة للتعرف على هذه المكانة وعلاقتها بالتوافق النفسي .

أما الجلسة الثانية للمؤتمر والتي بعنوان "العوامل المؤثرة في مكانه المعلم وخصائصه"، فقد اوصى سهيل دياب في دراسته التي كانت بعنوان "المعلم -الذي نريد - مكانته وخصائصه"، ضرورة إطلاع العاملين في مهنه التدريس على الخصائص التي ينبغي توافرها في المعلم وضرورة توعية المجتمع وتحسين نظراته تجاه من يعمل بمهنه التدريس .

وطالب سليمان المزين في دراسته والتي كانت بعنوان" العوامل المؤثرة على المعلم "،بإعداد المعلم وتحسين أداؤه والاستجابة لحقوقه النقابية وضرورة وجود علاقة إيجابية بين مكانته ورقي الأمم .

وقدم أنور نصار دراسة حول " المشكلات التي تواجه معلمي التربية الإسلامية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم " وأوصي فيها ضرورة إسناد مادة التربية الإسلامية لمعلم متخصص والاهتمام بعقد دورات متخصصة على فترات متقاربة .

وتطرق فؤاد العاجز على ضرورة توفير الجو المناسب للمعلم والبيئة التعليمية الملائمة لتثير الدافعية لدية مزيداً من العطاء جاءت التوصيات في ضوء دراسة قدمها بعنوان " المعلم الفلسطيني بين الحقوق والواجبات ".

هذا وسلم مركز العلم والثقافة رئيس الوزراء إسماعيل هنية درع تكريماً لجهوده برعاية المؤتمر تسلمه نيابة عنه وزير الإعلام، بالإضافة إلى تسليم شادي عويضة مدير البنك الإسلامي الفلسطيني فرع النصيرات درع آخر تقديراً لجهودهم بتمويل المؤتمر، كما تم تكريم جميع الباحثين المشاركين في المؤتمر