|
تضامن دولي لمبادرة الخليل ارث حضاري إنساني
نشر بتاريخ: 26/10/2009 ( آخر تحديث: 26/10/2009 الساعة: 16:01 )
الخليل-معا- أعرب خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل بعد عودته من العاصمة الفرنسية باريس عن سعادته لما حققه مشروع إعلان مبادرة تسجيل الخليل ضمن قائمة المدن التاريخية في اليونسكو من تعاطف ودعم دولي من شخصيات رسمية دولية وقطاعات فرنسية مختلفة.
وأكد العسيلي أن صدى كبير حققه المؤتمر الصحفي الذي أعلن من خلال اللجنة التحضيرية للمبادرة والتي تشكلت من العسيلي ورئيس بلدية مدينة أركاي الفرنسية دانيال برييه ورئيس بلدية مدينة بلفور الفرنسية إتيان بوتسباغ وسفير فلسطين لدى اليونسكو إلياس صنبر وسفيرة فلسطين لدى فرنسا هند خوري ورئيس جمعية التعاون الثقافي الخليل فرنسا أنور ابوعيشة والذي حضره عدد كبير من السياسيين والصحفيين والفنانين وممثلين عن القطاعات الفرنسية و الدولية المختلفة . وأوضح المتحدثون في المؤتمر الذي عقد في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن المبادرة الدولية تهدف إلى صيانة المعالم الأثرية في مدينة الخليل القديمة التي ترزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967. وأضافوا أن لجنة متخصصة شكلت لدعم المبادرة وتضم في عضويتها شخصيات دولية مرموقة مثل الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، والأمين العام السابق لليونسكو الإسباني فريديركو مايور، ووزير الداخلية الفرنسي السابق جان بيار شوفينمان، إضافة لعشرات المنتخبين ورجال الفكر والصحفيين من مختلف أنحاء العالم. وقال بوتسباغ أن هذه اللجنة ستعمل على التعريف دوليا بالمخاطر الجمة الناجمة عن استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي لمدينة الخليل القديمة، مشددا على أن اللجنة ستسعى إلى إقناع اليونسكو بإدراج المدينة في قائمة المواقع التي تصنفها المنظمة تراثا إنسانيا عالميا، لأن من شأن ذلك الإجراء أن يشكل "حماية دولية للخليل القديمة ويمكن من الحفاظ عليها وتنميتها". وأضاف بوتسباغ أن القائمين على المبادرة وزعوا منشورا وأطلقوا موقعا إلكترونيا للتعريف بها، كما أنهم ينوون إقامة تظاهرات ثقافية وفنية لهذا الغرض في فرنسا والأراضي الفلسطينية، إضافة إلى إجراء اتصالات مع المديرة الجديدة لليونسكو إيرينا بوكوفا، ومع مسؤولي الاتحاد الأوروبي ومختلف الفاعلين الدوليين بغية إقناعهم بدعم أهداف المبادرة. من جانبه فقد شجب العسيلي بقوة الممارسات الإسرائيلية في المدينة، مشيرا إلى أن المدينة مقسمة منذ 1997 إلى قسمين، أحدهما خاضع لمراقبة السلطة الفلسطينية والآخر يقبع تحت نير الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح العسيلي أن بلدة الخليل القديمة تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي الذي قسم الحرم الإبراهيمي، الذي يعود بناؤه إلى نحو 4000 سنة، إلى قسمين وسمح للمستوطنين بإقامة كنيس يهودي على أحد شطريه". ورأى العسيلي أن طرد الفلسطينيين من منازلهم أدى إلى إهمال مبان ذات قيمة تاريخية كبيرة، فيما قام الإسرائيليون ببناء عمارة للمستوطنين على موقع تل الرميدة الذي توجد فيه آثار رومانية ومملوكية وعثمانية. وأشار العسيلي إلى أن بلدية الخليل عهدت إلى فريق من المهندسين المعماريين والخبراء المحليين والدوليين بإعداد ملف ترشحها للانضمام لقائمة المواقع المصنفة تراثا إنسانيا عالميا من اليونسكو. وأقر سفير فلسطين لدى اليونسكو إلياس صنبر بأن الأمر لن يكون سهل المنال "باعتبار أن اليونسكو لا تقبل إلا الترشيحات التي تقدمها الدول وفلسطين لم تحظ بعد بالاعتراف الكامل كدولة". وكشف صنبر خلال المؤتمر عن وجود 500 موقع فلسطيني جدير بالانضمام إلى قائمة المواقع التراثية العالمية، مشيرا إلى أن القدس الشرقية تعد المدينة الفلسطينية الوحيدة التي صنفتها اليونسكو تراثا عالميا "بناء على طلب قدمه الأردن باتفاق مع الفلسطينيين". كما تحدثت خوري عن الواقع في الأراضي الفلسطينية و رؤية القيادة الفلسطينية نحو تحقيق السلام و اعتماده خيارا استراتيجي نحو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ودعت العالم الحر للوقوف إلى جانب الفلسطينيين في الحفاظ على تراثهم وتاريخيهم و حمايتهم من الهجمة الإسرائيلية اتجاه المدن الفلسطينية التي تزخر بالمواقع الأثرية و التاريخية. من جانبه أكد أبو عيشة على خطورة سياسة الترحيل التي انتهجتها إسرائيل في المنطقة، مشيرا إلى أن "بلدة الخليل القديمة كان يسكنها في العام 1967 حوالي 37 ألف فلسطيني لم يبق منهم إلا عدد قليل لا يتجاوز 4000". وكان قد سبق المؤتمر أمسية فلسطينية فرنسية شارك فيها سياسيون و أكاديميون وفنانون عرض خلالها فلما وثائقيا يحكي قصة البلدة القديمة من المدينة. وعلى هامش المؤتمر التقى العسيلي يرافقه مستشاره جواد السيد الحرباوي بنائب رئيس بلدية باريس و عضو البرلمان الأوروبي " بيرا شبيرا " في دار بلدية باريس على غداء عمل بهدف بحث سبل التعاون بين البلديتين وبحث سبل دعم مبادرة تسجيل الخليل ضمن قائمة المدن التاريخية لدى اليونسكو . وابدي شبيرا اهتماما كبيرا في المبادرة وأعرب عن دعم بلدية باريس الكامل للمبادرة ودعم تسجيل مدينة الخليل لدى اليونسكو . كما تطرق الطرفان خلال الاجتماع إلى التعاون المشترك في قطاعات المياه والتعليم والثقافة و البيئة. |