|
لقاح فيروس نقص المناعة البشري يثير المزيد من التساؤلات
نشر بتاريخ: 28/10/2009 ( آخر تحديث: 28/10/2009 الساعة: 16:58 )
الخليل- معا- أحدثت الأنباء الأخيرة، التي أعلنت ولأول مرة عن توفر لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشري له بعض التأثير الوقائي، الكثير من الإثارة إلى أن اتضح أن النتائج المعلنة كانت تستند إلى أكثر تحليل واعد من بين ثلاثة تحاليل مختلفة لنتائج التجارب.
وكان فريق التجارب في بانكوك، عاصمة تايلاند، قد أعلن يوم 24 سبتمبر أن مزيجاً من لقاحين قد قلل من معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري بنسبة 31 في المائة لدى قرابة الـ 8,200 متطوع، مقارنة بنفس العدد تقريباً من الأشخاص الذين حصلوا على العلاج المموه. وبعد أسابيع قليلة، أخبر الباحثون الذين اطلعوا على البيانات الكاملة للتجارب "مجلة ساينس" أنه لم يظهر للقاح أثر وقائي مهم من الناحية الإحصائية في أحد التحاليل الذي ارتكز فقط على المشتركين الذين تلقوا الجرعات الست من اللقاح في الأوقات الصحيحة. وكانت الآمال معقودة على الإعلان عن المزيد من تفاصيل هذه التجربة ليتزامن مع مؤتمر لقاح الإيدز 2009 الذي انعقد في باريس مؤخراً وذلك لتسوية مسألة ما إذا كانت نتائج اللقاح حقاً ذات مغزى، كما أشار الإعلان الأول، أو أنها مجرد صدفة. وبدلاً من ذلك، أثارت النتائج الكاملة للدراسة، التي نشرت مؤخراً على شبكة الإنترنت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" New England Journal of Medicine أسئلة أكثر من الإجابات التي قدمتها. وكانت نسبة الفعالية البالغة 31 في المائة التي وردت في الإعلان المبدئي مبنية على التحليل المعروف "بإحصاء قصد العلاجIntention-to-treat الذي شمل 16,402 مشاركاً في التجارب، باستثناء السبعة الذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشري قبل الحصول على أي لقاح. وهناك تحليل آخر شمل هؤلاء السبعة، بينما وجد تحليل ثالث "سابق لبروتوكول العلاج" شمل 12,452 مشاركاً -- وهو ما ورد في مجلة ساينس -- أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 26 في المائة فقط. وتعتبر هذه نسبة غير كافية لتصبح ذات دلالة إحصائية، بمعنى أن الفارق بين اللقاح والعلاج المموه خلال التجارب كان صغيراً جداً بحيث يمكن اعتباره مجرد صدفة. تفسيرات مختلفة وقال دكتور جيروم كيم من برنامج أبحاث فيروس نقص المناعة البشري العسكري الأمريكي الذي ساعد في إجراء التجارب، للصحفيين أثناء مؤتمر اللقاح في باريس أن تحليل "قصد العلاج" المعدل كان الأكثر دقة، ولكن آخرين اختلفوا معه. وقد ركز أحد خبراء الاحصاء الذي تحدث لصحيفة نيويورك تايمز على التحليل الذي شمل سبعة مشاركين مصابين بفيروس نقص المناعة البشري، بينما لا يعتقد خبير أخر أن أي من التحاليل قد قدم أدلة كافية على نجاح اللقاح. وفي افتتاحية مرافقة للمقال، قال رافائيل دولين محرر "نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين" أنه "على الرغم من إمكانية مناقشة مزايا كل نوع من التحاليل، فقد قدمت الثلاثة نتائج محتملة، وإن كانت متواضعة، عن تأثير اللقاح في منع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري". وقال مؤلفو الدراسة أيضاً أن نظرة شاملة للتحاليل الثلاثة المختلفة للنتائج "تبين أن اللقاح له تأثير وقائي متواضع"، ولكنهم لم تستطيعوا تفسير سبب إشارة نتائج أخرى للتجارب إلى أن فعالية اللقاح على ما يبدو تقل مع مرور الوقت، أو لماذا كان اللقاح أقل فعالية لدى المشاركين الأكثر عرضة لخطر العدوى. كما أنهم لم يكونوا متأكدين ما إذا كان أحد اللقاحين ذا تأثير وقائي محتمل، أو أنه مزيج من الاثنين معاً حيث أشار دولين إلى أن النتائج أثارت "عدداً من الأسئلة ذات انعكاسات هامة على التوجهات المستقبلية في مجال بحوث اللقاح، وأوصى بدراسة مدة تأثير اللقاح عن طريق متابعة المشاركين في التجارب، فضلاً عن إجراء تجارب مستقبلية. وفقاً لتقرير صادر عن خدمة إخبارية في جنوب إفريقيا تسمى Health-e، قال الكولونيل مايكل نيلسون من برنامج أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية العسكري الأمريكي، وهو باحث رئيسي في التجارب التايلاندية، أثناء مؤتمر صحفي في باريس أن دراسة مستقبلية لهذا اللقاح ستجرى في جنوب إفريقيا، التي تعاني من انتشار أعلى لفيروس نقص المناعة البشري من تايلاند. وسيتعين تعديل اللقاح لاحتواء سلالة من فيروس نقص المناعة البشري هي الأكثر شيوعاً في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. نقلاً عن: شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" |