وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الباعة المتجولون... كلمات جذابة لالتقاط الرزق

نشر بتاريخ: 01/11/2009 ( آخر تحديث: 01/11/2009 الساعة: 16:36 )
غزة- معا- "الحليب إلي وصى عليه الطبيب، اللبنية إلي بتخلي العجوز صبية، اللبن إلي بصح البدن، وزيت الزيتون إلي بغذي العيون، اشرب حليب وصلي على الحبيب".

بهذه الكلمات والعبارات الموزونة يبدأ رمضان أبو وردة (43 عاما) رحلته اليومية لالتقاط رزق أبنائه الثلاثة عشر في بيع الحليب والبيض مما جعل له بصمة مميزة بين الزبائن ويسهل عليه عملية البيع.

ويقول أبو وردة الذي يسكن مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة "الناس يحبون الكلمة الحلوة والطيبة وهذه الكلمات تجلب الزبائن وجعلتني معروف بين الناس".

ويعمل أبو وردة جميع أيام الأسبوع بلا كلل حتى يتمكن من إيفاء متطلبات أبنائه ويتجول في جميع أحياء مدينة غزة منذ ساعات الصباح الباكر.

ويوضح بالقول: "اخصص لكل منطقة يوم حسب أهمية المنطقة فمثلا يوم الجمعة اعمل أَمَام مسجد فلسطين ويوم السبت في ميدان فلسطين وهكذا".

ويعتمد أبو وردة في جلب الألبان والبيض على مزرعته الخاصة فهو يربي الأبقار وبعض الدواجن.

وعن اثر الحصار والإغلاق على عمله يقول أبو وردة: "الحصار والأوضاع الاقتصادية أثرت على جميع مناحي الحياة في السابق كان العمل أفضل أما الآن فهو اقل بكثير وخاصة بعد الحرب الأخيرة".

وينتشر في العديد من المناطق في قطاع غزة البائعون المتجولون على عربات الكارو وخاصة بائعي الخضار والفواكه وحلويات الأطفال ويتركز تواجدهم قرب الأسواق وعند مداخل المدارس والمستشفيات.

ويحاول هؤلاء البائعين الإبداع في جلب الزبائن لشراء بضاعتهم عن طريق سلك طرق معينه وبأوقات محددة لكي يتعود عليها زبائنهم ويحاولون الاستمرار في النداء بنفس العبارات التي تجعل لكل منهم بصمته الخاصة.

وما أن تمر بجانب جامعة الأزهر وسط مدينة غزة حتى يستقبلك بائع المكسرات محمد فورة ( 25 عاما) بكلمات الترحيب ويدعوك لتناول بعض المكسرات مستعملا كلمات "تفضل يا باشا يا أستاذ يا مهندس تفضلوا تسلو معنا فستق زي اللوز".

أيضا يحاول محمد كسب ود الأطفال وخاصة طلاب المدارس بالمزاح معهم وهم يمرون بجانب "بسطته" قائلا: "كيفك عمو كيف المدرسة اليوم احطلك تاكل فستق سخن"، وخلال تعبئة الفستق "وهاي الزيادة علشانك".

ولا يقتصر محمد الذي يسكن حي الزيتون شرق مدينة غزة على البيع أمام الجامعات، وإنما يتنقل بين المناطق لكي يتمكن من بيع الحد الأدنى الذي يكفيه لجلب طعام ومصروف اليوم له ولأسرته.

ويشتكي محمد من مطاردة البلدية له ورفاقه من البائعين المتجولين ويقول: "لا استطيع أن أبيع في مكان واحد فكلما اكتشفت البلدية مكاني لاحقتني ومنعتني من البيع في هذا المكان مما يطرني للبحث عن مكان أخر".

ويوضح محمد انه اقلم نفسه مع هذه المهنة منذ 4 سنوات لعدم توفر عمل أخر وقال: "لو صحلي شغل تاني أكيد راح اسيب هاي الشغلة لأنو يا دوب بتجيب أكل اليوم".

ويحاول بائع الكعك محمد الصوير ( 18 عاما) إقناع المارة من أمامه أن الكعك الذي يبيعه طازج وسخن وجديد مستخدما كلمات "الكعك يا حبايب جديد وسخن يا كعك".

ويقول الصوير الذي يسكن حي الدرج شرق المدينة "اخرج منذ الساعة الرابعة فجرا لكي اشتري الكعك من المخبز وبعدها أتوجه للبيع أمام المساجد عند خروج المصلين من صلاة الفجر وأبقى أتجول شوارع المدينة وبعد السابعة صباحا استقر أمام عيادة الرمال وأبقى هناك حتى انتهي من بيع جميع الكعك".

وأشار الصوير إلى انه يعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات هو وأخيه لان والده عاطل عن العمل وله ستة أخوه آخرين مما اضطرهم للخروج من المدرسة وممارسة هذه المهنة لكي يتمكنوا من توفير مصروفات العائلة وخاصة إخوتهم الآخرين الذين ما زالوا يذهبون إلى المدرسة.

ويضيف الصوير "هذه لا تعتبر مهنة فهي لا تكفي إلا لمصروف اليوم والجميع يعرف ظروف البلد السيئة وهي تحتاج تعب ومشقة كبيرة" لكنه يستدرك "ولكنها بضل أحسن من القعدة".