|
مهرجان "شاشات" الخامس يركز على القدس وتاريخ السينما في فلسطين
نشر بتاريخ: 02/11/2009 ( آخر تحديث: 02/11/2009 الساعة: 18:46 )
رام الله -معا- تتواصل في الفترة ما بين الأول تشرين الثاني الجاري والخامس من كانون الأول المقبل، فعاليات مهرجان "شاشات الخامس لسينما المرأة في فلسطين"، والذي يشتمل على عرض 34 فيلماً، ويستضيف 12 ضيفة، في 84 عرضاً في 27 منطقة، بمشاركة 26 مؤسسة وجامعة فلسطينية، كما يشتمل على طاولة مستديرة مع عدد من المخرجات، علماً بأن الانطلاق الرسمي للمهرجان سيكون في الخامس من الشهر الجاري، في قصر رام الله الثقافي، بينما تستضيف شاشات في مقرها برام الله، مؤتمراً صحافياً حول فعاليات المهرجان، قبل انطلاقه الرسمي بيوم.
وتنقسم أفلام المهرجان على ثلاثة محاور، أولها يتعلق بالقدس، كون أن المهرجان يأتي في إطار احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، والثاني حول “تاريخ السينما الفلسطينية"، في حين أن الثالث يتمحور حول "المرأة والسينما والحرب"، ويتشمل على أفلام نادرة من الأرشيفات السينمائية العالمية. أفلام عن القدس يركز مهرجان شاشات في دورته الحالية على القدس نظراً لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، ويعرض في هذا الإطار مجموعة من الأفلام العالمية والمحلية المتعلقة بالقدس. المجموعة الأولى من الأفلام عبارة عن أفلام نادرة تعرض لأول مرة في فلسطين، حصلت مؤسسة "شاشات" على حقوق عشرة عروض لها وسيتم عرضها في الجامعات الفلسطينية، وتشكل أول أفلام صورت في فلسطين بعد إختراع السينما بعامين، إذ يعتبر المؤرخون السينمائيون فيلم الأخوين أغسط ولوي لوميير "مغادرة العمال من مصنع لوميير"، والذي عرض في 28 كانون الأول 1895 في باريس، بأنه الولادة الحقيقية للسينما.. بعدها بعام أرسل "الأخوان لوميير" في 1896 طاقم من المصورين إلى مدن مختلفة من العالم من ضمنهم جان ألكسندر بروميو، الذي جاء بكاميرا "السينماتوغراف" إلى فلسطين، وصور 10 أفلام قصيرة في القدس في الفترة ما بين 3 نيسان و25 نيسان 1897، تتراوح مدّة كل منها بين 45 و55 ثانية، وكانت هذه نقطة الانطلاق لحكاية السينما في فلسطين، بما يعني أن السينما في فلسطين هي بعمر هذا الإختراع. كما حصلت مؤسسة "شاشات" على حقوق عرض، وقامت بوضع الترجمة الإنكليزية للفيلم الكلاسيكي العالمي "الإنجيل وفقاً للقديس متّى"، للمخرج الإيطالي الشهير بيير باولو بازوليني ( 133 دقيقة)، وهو من إنتاج العام 1964. ولمكانة هذا الفيلم العالمية، وأهميته التي تعبر عن مكانة القدس في المخيلة العالمية المرتبطة بالسيد المسيح، فقد قامت "شاشات"، وعلى غير عادتها في مهرجاناتها الخاصة بسينما المرأة، بعرض فيلم من إخراج رجل. ويعتبر نقاد السينما هذا الفيلم من أكثر الأفلام تأثيراً وروحانية، حيث جمع فيه بازوليني ما بين الكاثوليكية والماركسية والحس الجمالي السينمائي المميز، فلمسيح بازوليني حساسية عالية، واتقادُ ثوريًّ وروحي غير مسبوق على الشاشة، في سياق رؤية بازوليني الاجتماعية والفكرية للسيد المسيح كداعية ترتبط دعوته بقيم روحية جديدة بالدعوة الاجتماعية إلى تغيير أوضاع الفقراء والبؤساء وسعيه إلى خلق مجتمع جديد. أما مكانة القدس كمعطى مكاني وثقافي وتاريخي وديني وذاتي في قلوب الفلسطينيين فقد عبرت عنها ثماني مخرجات شابات في المجموعة السينمائية: "القدس... قريبة وبعيدة"، وعلى مدار 43 دقيقة، وهي ثمانية أفلام من إنتاج "شاشات" تتحدث عن القدس. ولكل فيلم رؤية وحكاية، ومشاعر، وأفكار، وهي: " ابنة عمي" لليالي الكيلاني، "رقم حظي 13" لدارا خضر؛ " القدس بالألوان" لنجاح مسلم، "على أرض الواقع" لأميمة حموري، "بنعيش بفان" لزينب الطيبي، "حكاية ستي" لرغدة عتمة، "القدس على المسنجر" لأماني السراحنة، و"القدس... حلم لم يتحقق بعد" لسلام كنعان. كما كان لتلك الشابات رؤية خاصة لمدن فلسطين الأخرى بما فيها القدس في "يوم في فلسطين"، ثاني مجموعة أفلام لهن وتتكون من ثمانية أفلام قصيرة (29 دقيقة)، وتتحدث عن مظاهر الحياة الفلسطينية اليومية في مدنهن.. فمن "خبز" رغدة عتمة في نابلس، إلى "من غنماتي" في جنين لدارا خضر، فـ"القدس تستيقظ" لأميمة حموري، و"حسبة بلدنا" في رام الله لنجاح مسلم، و"الخليل والصلصال" لأماني السراحنة، إلى "عسل يا خروب" في نابلس لليالي الكيلاني، و"تراث فلسطين" لزينب الطيبي، لتنتهي الرحلة في "نعلين في القلب" لسلام كنعان. تاريخ فلسطين وتاريخ السينما بالإضافة إلى أفلام لوميير التاريخية، تعرض "شاشات" في مهرجانها هذا العام، فيلم تاريخي نادر آخر من حقبة "سينما الثورة في لبنان" عن منعطف وأحداث فقد الكثير منها بفقدان الأرشيف السينمائي الفلسطيني.. ففي فيلم "لأن الجذور لا تموت - قصة ما حصل في تلّ الزعتر"، للمخرجة نبيهة لطفي (55 دقيقة)، وصور ما بين العامين 1975و1977، تحكي لطفي قصة مخيم تل الزعتر. كان تل الزعتر مخيماً عند شمال شرق بيروت وسط منطقة صناعية إحتوت على 29% من مصانع لبنان، يسكنه الفلسطنيون واللبنانيون الفقراء، حوالي 17 ألف فلسطيني و13 ألف لبناني، قبل أن يمحى من الوجود بعد حصار دام 53 يوم. الفيلم هو صورة للمخيم قبل الحرب، ثم بعد انتقال ما تبقى من الأحياء إلي الدامور، حيث ندخل في شهادات النساء والأطفال عما حصل. الفيلم شهادة حية وحزينة. ولكن الأمل يبقى. كما تسرد لنا المخرجة الفلسطينية المقيمة في فرنسا، ماريز غرغور، "في الأرض بتتكلم عربي" (61 دقيقة)، الذي يثير ضجة أينما يعرض، كيف أن أرض فلسطين كانت تتكلم عربي، وكيف أنه وفي نهاية القرن التاسع عشر، بدأت الصهيونية بالظهور على الساحة العالمية، بهدف إقامة دولة يهودية في مكان ما في العالم، وبالأخص في فلسطين. يسلط الفيلم الضوء على الحقيقة المرّة، وهي حقيقة تطهير الصهاينة لأرض فلسطين، ولتجسيد تلك الحقيقة استخدمت المخرجة مواد سينمائية من الأرشيف السينمائي العالمي، يعرفنا بزخم ما هو موجود عالمياً في الأرشيفات السينمائية الدولية عن فلسطين، بالإضافة إلى الإعلام المتواجد في ذلك الوقت، ووثائق رسمية، وشهادات من فلسطيني ما قبل العام 1948. أما في فيلمها الآخر، "وطن بلانش" ( 28 دقيقة)، وأنتج في العام 2002، فهو أيضاً يوثق تاريخ فلسطين سينمائياً من خلال بلانش، السيدة الفلسطينية التي جاوزت التسعين والمقيمة بين فرنسا وأميركا. وتقول ماريز، التي ستحل ضيفة على المهرجان أن "بلانش تنتمي إلى الناس الاوائل الذين عاشوا تجربة النكبة لذلك يجب ان يكونوا الاوائل الذين نوثق تجربتهم، ونحفظ ذاكرتهم لأنها بمثابة التاريخ الحقيقي...بلانش بالنسبة لي نموذج ليس موجوداً في الافلام الفلسطينية كونها تنتمي إلى طبقة بورجوازية...لا فرق بين بورجوازية وبين لاجئ في مخيم لأنهما يحملان التاريخ نفسه". السينما والمرأة والحرب بالإضافة إلى الأفلام اعلاه التي تتناول المرأة الفلسطينية والحرب من أفلام نبيهة لطفي وماريس غرغور والمخرجات الشابات فهناك فيلم "ثلج"، للمخرجة البوسنية الشابة عايدة بيجيك، 2008، ويعتبر من أهم أفلام "المرأة والحرب"، لأنه مع أن الحرب هي الشخصية الرئيسية في الفيلم إلا أن الحرب لا تظهر في الفيلم. ويحكي الفيلم قصة أربع نساء، عجوزتين، أربع فتيات، مسن وولد، هذا كل ما تبقى في قرية سلافنو المعزولة في وسط البوسنة، فقد قتلت كل العائلات ولكن لم يتم العثور على الجثث. فجأة يأتي إلى القرية رجلا أعمال يطلبو شراء القرية. عاصفة ثلجية تضطرهم للبقاء في القرية، حيث تنقشع حقائق عن علاقتهما مع مجموعات القتل المحلية وإختفاء الرجال. وستكون الممثلة زانا مارجانوفيك ضيفة المهرجان. أما فيلم "الراكد"، للمخرجة المغربية المقيمة في بلجيكا، ياسمين قصاري، 95 دقيقة، 2004، الحائز على ما يفوق عن 32 جائزة دولية، فيتعرض لحرب من نوع آخر، مثل فيلم "الإنجيل"، حرب الفقر والعوز والشدة والحرمان، إذ يهاجر زوج زينب في اليوم الثاني لزواجهما بحثاً عن العمل في أوروبا، هجرة سرية وغير شرعية، مجهولة العواقب. تستحضر ياسمين قصاري أسطورة (الراكد) في التراث والملاحم الفلكلورية والحكايات الشعبية المغربية حول تنويم الجنين في رحم أمه إلى حين عودة الأب أو رغبة الأم، لتعبر عن حياة النساء، بمختلف أجيالهن، المليئة بالإنتظار والحرمان في فيلمها ذات الجمالية العالية. وستكون ياسمين ضيفة على المهرجان. طاولة مستديرة وتنظم "شاشات" بمناسبة المهرجان في المركز الثقافي الفرنسي في رام الله، في 14 من تشرين الثاني من الساعة 11 – 1 ظهراً، طاولة مستديرة تضم كل من الضيفات المخرجات ماريز غرغور، ياسمين قصاري، والممثلة زانا مارجانوفيك، والمخرجات كارلا بغانو، ليالي كيلاني، وديمة أبو غوش، وتديرها الشاعرة داليا طه. أفلام من مهرجان العام الماضي يجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الأفلام أعلاه التي ستكون في جولة الجامعات والمؤسسات الثقافية، فقد أضيف الفلمين التالين من المهرجان الرابع لأن ترجمتهم جاءت متأخرة مما لم يسمح بجولتهن العام السابق، من أجل إتاحة الفرصة للجمهور في المحافظات أن يراهم، وهما "عائلة"، ل في أمبو وسامي سيف، حيث يبحث المخرجان عن والد سامي الذي هجر عائلته الدنمركية عندما كان سامي صغيراً. قبل ابتداء مشروع هذا الفيلم الطموح، انتحر أخ سامي، ومن ثم توفيت والدته، تاركان سامي يقاسي مرارة الوحدة. فتأخذهما رحلتهما إلى اليمن. هذا الفيلم عبارة عن دراما شخصيّة مؤثرة فيها أيضاً الكثير من الفكاهة والعواطف الجيّاشة. بالإضافة إلى الفيلم التاريخي المميز"الحياة البائسة لخوانيتا ناربوني"، للمخرجة المغربية فريدة بن اليزيد، المقتبس عن رواية أنجيل ?اسكيز الشهيرة التي تروي فيها "خوانيتا"، بطلة الرواية (من أب إنكليزي وأم إسبانية)، روعة وتفسّخ مدينة طنجة الأسطورية، من خلال حياة بعض النساء من محيطها مثل أختها، وخادمتها، وصديقتها. |