|
نادي سلوان ... وحيداً !!* بقلم : خالد الغول
نشر بتاريخ: 02/11/2009 ( آخر تحديث: 04/11/2009 الساعة: 11:07 )
في محاولة منهم لتجديد الأمل وزرعه في النفوس، ورداً على حالة من الإحباط الناجم عن غياب الناس وتقصيرهم، وخلو الميدان من المحاربين في بعض المؤسسات الرياضية المحلية، يحضر على ألسنة العاملين في هذه المؤسسات من داخلها المثل الشعبي القائل " إن خليت بليت".
هذا المثل الشعبي يتضمن ثقة لا تهتز بالناس وبالنفس، وأمل لا ينقطع بأن يكون الغد أفضل من اليوم، وقناعة إيمانية بأن الأزمات مهما اشتدت ستفرج يوماً ما، وان الخير سيبقى في هذه الأمة إلى يوم القيامة. ونادي سلوان العريق الذي يعرف أمجاده القاصي والداني، يستحضر في هذه الأيام هذا المثل الشعبي وبقوة، في إشارة إلى حجم الأسى والحسرة الغائرة في نفسه وهو يواجه أصعب واعقد الظروف منذ تأسيسه، والذي ما زال وحيدا ومهجورا ومتروكا تجتاحه ريح الاقتلاع التدريجي المبرمج. ربما تكون المفارقة عجيبة عندما يقرأ الكثيرون مقالات ينشرها على الصفحات الرياضية أصدقاء وعشاق لنادي سلوان من مختلف المدن الفلسطينية يمدحون ويمجدون نادي سلوان، ولكنهم يفاجأون بصرخة ينفثها النادي من أعماقه تشبه صرخة الشاعر الراحل نحيب سرور في مسرحيته "منين أجيب ناس؟؟" مناشدا أصحاب الضمائر الحية من اجل مؤازرته والوقوف إلى جانبه، لأنه لا يمكنه أن يواجه هجمة شرسة تهدد مصيره، وأزمة مالية طاحنة ترهقه وتثقل كاهله، بحفنة من أعضاء الهيئة الإدارية، واللاعبين، وعدد قليل من النشطاء والفعالين في لجانه ودوائره. إن نادي سلوان الرياضي في هذه الأيام يمر بظروف صعبة ومعقدة تحتاج إلى سنوات من اجل فكفكة هذه التعقيدات، وإزاحة العقبات، وتخطي العراقيل. فرغم المحاولات الطيبة والجهود المستميتة التي تبذلها الهيئة الإدارية الحالية بكل ما لديها من طاقات وإمكانيات، إلا أن يد الهيئة الإدارية وحدها لن تصفق. فالأندية لا تقوم على أعضاء هيئة إدارية يتفاوتون في الإمكانيات والقدرات وحسب، بل تقوم على لجان ودوائر ونشطاء وهيئة عامة وأهل بلد ومجتمع محلي وأصدقاء ومؤازرين ومتحفزين صادقين من الجهات الرسمية لمعالجة المشكلات والأزمات التي تتعرض لها المؤسسات الرائدة وذات الحضور التاريخي الراسخ عندما تتعرض لوعكة أو ينال منها الوجع. لكن نادي سلوان في حقيقة الأمر ما زال يواجه مصيره عاريا ووحيدا بلا سند أو سياج، ويغرق في صقيع من الاهتمام الأهلي والرسمي. نادي سلوان .. أول من رفع راية الوطن، وما زال يتشبث بها مثل جعفر الطيار. رفض كل محاولات الاسرلة وظل وحيدا في وجه محاولات الاستهداف، وها هو يدفع ثمن هذا الموقف المبدئي غاليا وما بدل تيدبلا. يتحمل كل ضغوط المرحلة واستحقاقاتها دون أن يقبل بأي ابتزاز أو ارتهان أو محددات أخرى غير محدداته التي صاغها لنفسه بصفته نادي الجميع ويعمل من اجل الجميع ويرتقي فوق كل برامج الاستصغار والميل مع ريح غير ريح المجتمع والأهل والناس. إن هذا النادي العربي العريق لا يستوعب أن يكون جزاؤه وهو يخوض هذه المعركة الجليلة هذا الإهمال والتهميش وعدم الاكتراث. إنه يحتاج إلى دعم حقيقي ملموس على أرض الواقع. إلى دعم بمعنى الكلمة، يتجاوز المجاملات ودروع الزيارات، وعبارات التضامن الكلامي، ووعود السراب في عز الظهيرة. إنه يحتاج إلى مواقف دعم ومساندة شاملة وصادقة وفاعلة وحقيقية من كل من يعنيهم أمر نادي سلوان. إن مصير نادي سلوان معلق في أعناق الجميع، فالنادي ما زال محشورا في الأزمة ولم يخرج بعد من عنق الزجاجة، ويحتاج إلى جهود أكثر وأكثر من اجل ترميمه وإعادة بنائه واستعادة صورته البهية، ولا مجال للتنصل من المسؤولية من أي طرف كان، فليتحمل كل طرف وفي أي موقع مسؤولياته، وإلا فان التاريخ لن يرحم كل من كان مرشحاً للقيام بواجبه ولم يقم بهذا الواجب. هذه صرخة سلوانية حارة من الأعماق تخاطب كل الضمائر والقلوب والعقول، فهل من مجيب...؟؟ نعود ونكرر "إن خليت بليت". |