وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"ايها المجرمون والقتلة اسرائيل افضل مكان لكم"

نشر بتاريخ: 03/11/2009 ( آخر تحديث: 03/11/2009 الساعة: 20:13 )
ييت لحم-معا-نجح دميان كريكل الذي ذبح قبل اسبوع افراد اسرة اوشرنكو الستة داخل منزلهم بمدينة ريشون ليتسيون في تضليل منظمة " نتيف" المسؤولة عن منح ادوات الهجرة لاسرائيل لليهود في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وكذلك فعل الارهابي اليهودي " تيتل" الذي اعلنت الشرطة يوم الاحد الماضي عن اعتقاله واعترافه بقتل فلسطينيين وتنفيذ سلسلة طويلة من الاعمال الارهابية ضد يهود وفلسطينيين على حد السواء .

المجرم كريكل اخفى عن منظمة " نتيف " حقيقة خضوعه لتحقيق جنائي للاشتباه بقيامه بعملية سطو مسلح في روسيا ادت فيما ادت الى اصابة شخص بجراح خطيرة وكذلك الارهابي يعقوب تيتل حصل على الجنسية الاسرائيلية وفق قانون " العودة" رغم تورطه في عملية قتل اضافة الى عدم استيفائه للعديد من البنود الواجب توفرها بكل طالب هجرة والمتعلقة بالماضي الجنائي .

واضافت هأرتس بان الحادثتين تشيران بوضوح الى خلل كبير في اختيار المهاجرين ونظام الهجرة والمؤسسات القائمة عليها والتي تستطيع التحقق من يهودية المهاجر وفقا للشريعه اليهودية وتبذل جهودا كبيرة في هذا المجال ولكنها تفتقر بشكل كامل للوسائل التي تمكنها من فحص خلفية المهاجر الجنائية ومعرفة فيما اذا تورط او متورط باعمال جنائية والاجابة على السؤال : هل يشكل خطرا على سلامة وامن الجمهور ام لا ؟.

في حالة كريكل الذي هاجر عام 2004 من روسيا الى اسرائيل ونال جنسيتها فور وصوله ارض المطار الجهة المسؤولة عن التحقق من خلفيته الجنائية كانت منظمة " نتيف" وهي منظمة تعمل ضمن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي وتشكل حلقة اتصال بيهود دول الاتحاد السوفيتي السابق وتقضي القواعد المفترضة ان يحقق ممثلو المنظمة الذين يقابلون المرشحين للهجرة في تاريخهم الجنائي والتأكد من عدم تورطهم جنائيا قبل ان يوقعوا المرشحين على تصريح بخلو ماضيهم من اية قضايا او تحقيقات جنائية ورغم ان كريكل كان متورطا بعملية سطو استخدم فيها بندقية بلاستيكية انتهت باصابات بالغه للخص الذي تعرض للسطو فان مثل هذه المعلومة الهامة لم تظهر في سجل المقابلة التي اجراها مع ممثلي " نتيف " قبل ان تمنحه اذن الهجرة وبالتالي حصل على موافقة تحولت فور وصوله ارض المطار الى جنسية اسرائيلية كاملة .

اما في الحالة الثانية فتشير المعطيات بان " يعقوب " تيتل " ارتكب جريمة قتل فلسطينيين عام 2007 وكان حينها يحمل الجنسية الامريكية وبعد ثلاث سنوات حين عاد الى البلاد بتأشيرة سياحية اعتقل على يد رجال الشاباك الذين حققوا معه على خلفية الاشتباه بتورطة بعملية القتل الا انهم اطلقوا سراحه لعدم كفاية الادلة ولكن هذه الشبه لم تمنع وزارة الداخلية الاسرائيلية وبعد عدة اشهر فقط من التحقيق معه من منحه الجنسية الاسرائيلية بعد ان قدم طلبا لتغيير وضعه من سائح الى مهاجر وبعد فترة قصيرة جدا حصل على الجنسية الكاملة .

وفي ذات السياق قال الكاتب بني تسيفر في مقال نشره موقع هأرتس الالكتروني وحمل عنوان " قتلة العالم اسرائيل هي المكان المناسب لكم " : ان النتيجة الوحيدة الممكن استخلاصها من جريمة مذبحة العائلة في ريشون ليتسيون واعتقال " يعقوب تيتل" الذي يطلقون عليه الان وصف " الارهابي" ولكن مع تغيير الاجواء الحالية سيتحول الى بطل قومي هي ان قانون العودة الصهيوني هو قانون عنصري حيث يمنح كل يهودي في العالم حق القدوم فورا واتوماتيكيا الى اسرائيل والحصول على جنسيتها ويمكن القول بان هذا القانون قد افلس نهائيا .

وتساءل الكاتب " كم من المجرمين المطلوبين في ورسيا على خلفية جرائم قتل سيهاجرون الى اسرائيل ويعملون كحراس في خدمة جهاز " الشاباك" لينفذوا هنا جرائم ومأسي ؟ وكم ملياردير مجرم ينظر الى اسرائيل كبلد مريح وملجأ امن سيأتي هنا ليشتري قلوب الشعب المسكين بما يوزعه عليهم حتى نفهم بان قانون العودة قد افلس ؟ .

ومن ناحية ثانية يوجد لدينا شريحة واسعه من مهاجري العمل الذين لا يحق لهم الحصول على جنسية اسرائيلية فقط لانهم ليسوا يهود من ناحية الدم ولكنهن يحبون البلاد ويريدون المساهمة في بنائها ولكننا نريد طردهم واعادتهم ، بكل خجل اقول انهم ايضا ضحايا قانون قديم وضعيف اسمه قانون العودة فيما نشكل " نحن " من نعيش هنا الاسرائيليون الراغبون في عيش طبيعي الضحايا الاخرين لهذا القانون , فباي حق يمنح تاجر مخدرات من امريكا الجنوبية الجنسية الاسرائيلية ويصبح مثلي متساوي الحقوق فقط لان دما يهوديا يسري في عروقه ولانه يدخل مثل الناموسه للرأس يوسواس طيلة الوقت بضرورة قتل عددا من العرب على وجبة الافطار وعددا من الوطنيين على وجبة الغداء وعددا اخر من اليساريين للعشاء .

واختتم الكاتب مقاله غير المسبوق بالدعوة للمقارنة بين الارهابي " تيتل" وعامل افريقي من ساحل العاج يعرفة وقال " تعالوا نقارن بين القاتل تيتل وعامل من ساحل العاج جلس بجانبي في الحافلة ودخلت معه في محادثة باللغه الفرنسية ، انه مثقف لدرجة قلت في نفسي لو كانت هنا دولة طبيعية لكان معلما ثانويا بدلا من تضيع وقته في اعمال التنظيف ، انه يشكر الرب على كل عمل يناله دون ان يشتكي وانه مواطن " محتمل " لا يوجد في رأسه اية اوهام دينية ولا يشكل اي خطر على المجتمع مقابله يوجد لدينا مجرم مثل " تيتل" او مثل كريكل يتمتعان بالجنسية الاسرائيلية فقط لانهم يهود ولا احد كلف نفسه عناء فحص ملائمتهما للعيش ضمن مجتمع انساني او ضمن المجتمع الاسرائيلي .