وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخليل- صحفيون يجولون في زنازين الوقائي ويستمعون الى المعتقلين

نشر بتاريخ: 07/11/2009 ( آخر تحديث: 08/11/2009 الساعة: 10:11 )
الخليل- تقرير معا - لم يكن ممثلو وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والعربية- يتوقعون ان يقودهم اجتماع عادي تمت دعوتهم اليه لمناقشة ترتيبات تغطية زيارة الرئيس محمود عباس لمدينة الخليل، يوم غد الأحد، في مقر قيادة جهاز الأمن الوقائي في الخليل، الى جولة غير مبرمجة في دهاليز وزنازين الجهاز والحديث وجهاً لوجه مع الموقفين لدى الأمن الوقائي.

كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، وحمل الصحفيون قادة جهاز الامن الوقائي رسالة لحرس الرئيس عباس، بتسهيل عملهم يوم غد، والابتعاد قدر الإمكان عن احتكاك أي طرف بالآخر.

وأخذ الحديث منحى آخر حينما سأل قائد جهاز الأمن الوقائي، العقيد إياد الأقرع، عن راي الصحفيين في عمل الأجهزة الأمنية في الخليل خلال الفترة الأخيرة، ومدى تقبل المواطن لعمل الأجهزة، وأخذ كل واحد منا يدلي برأيه في الموضوع، ويتحدث بلسان المواطنين، وخاصة عن" عمليات التعذيب التي يتعرض لها الموقوفون لدى الأمن الوقائي، ومنها، كما يدعي بعض المواطنين، قيام المحقق برسم سلم على حائط غرفة التحقيق والطلب من الموقوف صعود السلم، وتكسير الأيدي والأرجل والشبح المتواصل، وأشياء أخرى كثيرة.".

حينما بدأ الحديث الصعب يخرج في الموقف الصعب، أصيب بالتوتر عدد من الزملاء وحاول عدد آخر تجميل الحديث أمام قيادة الأمن الوقائي وفي عرينهم، وامتلأت الغرفة برائحة الدخان وساد التوتر..

وبدون سابق إنذار، طلب العقيد إياد الأقرع، من جميع الصحفيين مرافقته، وترك معدات التصوير وأجهزة الاتصالات في القاعة التي كانوا يجلسون فيها، لرؤية أماكن التعذيب.

غادرنا القاعة وهبطنا السلالم للزنازين، وقبل الدخول للزنازين توقفنا أمام غرفة العيادة الطبية، وقيل لنا بأن طاقم التمريض الذي يعمل في العيادة على مدار الساعة مكون من 6 أطباء وممرضين، يعملون على تقديم الخدمة الطبية للموقوفين، وقال العقيد الأقرع " إذا كان أي موقوف بحاجة لدخول المستشفى لن نتردد في إرساله بناء على تعليمات الطبيب..

بعد العيادة الطبية وصلنا للزنازين، فتح باب أول زنزانة وطلب من الموقوف فيها بالتقدم نحو الباب، وأخذ العقيد الأعرج، يسأله عن صحته، وطعامه، وعما إذا كان تعرض للتعذيب أو الاعتداء من قبل أي شخص في الأمن الوقائي.. كان يسأل والموقوف يجب على أسئلته، الطعام جيد، وصحتي جيدة والحمد لله، لم يقم أي شخص بالاعتداء علي بالضرب أو بالشبح... تكررت العملية أمام الزنازين.

التفت إلينا العقيد الأقرع وسأل عن أحد زملائنا والذي يعمل كمراسل لفضائية عربية، وطلب منه التقدم وسؤال الموقوفين بنفسه عن وضعهم وعن السلم المرسوم في غرف التحقيق، تقدم زميلنا ، وأخذ يسأل الموقوفين، هل تعرضتم للضرب، هل كسرت عظامكم، هذه فرصتكم أنتم الآن أمام ممثلي وسائل الإعلام المختلفة... فكان الجواب من جميع من قابلناهم وعددهم 46 معتقلا نفس الجواب، وحتى أن أحدهم والموقوف منذ 29 يوماً، أكد بأنه لم يسمع من أي موقوف عن أساليب التعذيب تلك، موضحاً بأن معاملته ورفاقه تتم على خير ما يرام، بالإضافة الى قيام الصليب الأحمر والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بزيارتهم، للتأكد من تلقيهم للمعاملة الجيدة التي تنص عليها القوانين.

أصبنا بالدهشة بعد هذه الجولة السريعة، وحينما عدنا للقاعة، طلبنا من العقيد الأقرع أن يسمح لنا بالعودة الى الزنازين ومقابلة الموقوفين من خلال عدسات الكاميرات ونقل ما يحدث للعالم الخارجي.. وطلب منا أن نمهله بعض الوقت، مبدياً في نفس الوقت استعداده لترتيب زيارة لنا لسجن الظاهرية ونقل ما يجري بداخله للعالم الخارجي.