وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أشجار غزة المثمرة اقتلعتها أليات الحرب الاسرائيلية فباتت حطبا بالاسواق

نشر بتاريخ: 08/11/2009 ( آخر تحديث: 09/11/2009 الساعة: 00:41 )
غزة - معا - الاشجار المثمرة اقتلعت وتحولت أخشابها الى نار للتدفئة والطهي هذه ليست أشجار الغابات الاستوائية بل انها أشجار المزارعين في قطاع غزة والذين جرفت الدبابات والاليات الاسرائيلية أراضيهم الزراعية التي كانوا يعتاشون من جني محصولها لم يأت المحصول فباعوا أخشابها.

ويستخدم عدد من سكان القطاع أخشاب الأشجار في إيقاد النيران للاستخدام المنزلي وطهي الطعام بينما يستخدمها آخرون في التدفئة وخاصة في فصل الشتاء بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في بعض المناطق.

المواطن احمد شراب 60 عاما جرفت أرضه البالغة مساحتها 20 دونما في منطقة الفخاري شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، والتي كانت مزروعة بالزيتون واللوزيات والتفاح والنخيل خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

يقول شراب: "قمنا بعد تجريف الأرض بتجميع بقايا الأشجار المجرفة حيث عملنا على تكسيرها قطعا صغيرة لكي نتمكن من بيعها"، موضحا انه قام ببيع جزء منها وأبقى على جزء أخر للاستخدام المنزلي حيث يستخدمه لطهي الطعام وتجهيز الخبز والتدفئة خاصة مع حلول فصل الشتاء بالإضافة إلى توزيع جزء أخر على الأصدقاء.

وقال شراب: "العائد الذي يأتينا من بيع الأخشاب لا يساوي 5% من العائد الذي كان يعود علينا جراء بيع ثمار هذه الأشجار حيث لا يتجاوز سعر كيلو الأخشاب الشيكل الواحد".

واضاف: "شجرة الزيتون الواحدة كانت تدر 20 لتر من الزيت أي ما يساوي قرابة 500 شيكل والآن نبيع بقايا الشجرة بأقل من 20 شيكلا".

وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة المقالة فان ما يقارب من 24 ألف دونم من الأراضي الزراعية تم تجريفها خلال الحرب الأخيرة على القطاع منها ما يقارب من 4000 دونم مزروعة بأشجار الزيتون.

وأما المواطن صبحي محيسن 58 عاما فقد جرفت 7 دونمات من أرضه الواقعة شرق حي الشجاعية والتي كانت مزروعة بالزيتون والتين والنخيل يقول: "جرفت الأرض ودمر بئر المياه بدنا نطلع لبقايا الشجر؟".

وأوضح انه لم يهتم كثير ببقايا الشجر لأنها لا تساوي شيئا مقابل الخسائر التي لحقت بأرضه، فقام بتوزيعها على الجيران والأقارب ولم يبق لديه سوى القليل للاستخدام المنزلي خلال الشتاء.

ولم يختلف حال الحاج سلمان العويطي 72 عاما عن سابقيه فارضه البالغة 5 دونمات تم تجريفها خلال الحرب.

وقال الحاج سلمان: "تم تجريف حوالي 160 شجرة نخيل و100 شجرة زيتون وعشرات أشجار اللوزيات وقدرت حجم الخسائر ب70 ألف دولار".

واضاف العويطي: "قمنا بتجميع الحطب لاستخدامه في أعمال البيت وخاصة فرن الخبز وطهي الطعام بالإضافة إلى التدفئة ".

وعن سبب عدم قيامه ببيع بقايا الأشجار قال متسائلا: "لو بعتها كم تساوي؟وكم راح تعوض من حجم الخسائر؟ خليها للبيت أحسن".

وناشد العويطي المسؤولين بالعمل على تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم خلال الحرب حتى يتمكنوا من إعادة زراعة الأرض من جديد.

وفي شمال القطاع الذي كان له النصيب الأكبر من التجريف والاجتياح البري خلال الحرب الأخيرة تم تجريف ارض المواطن كمال سويلم وإخوانه الواقعة شمال بلدة بيت حانون والبالغة مساحتها 30 دونما من أشجار الحمضيات والفواكه ومنها أشجار معمرة زرعت منذ عام 1950.

وقال المواطن سويلم: "تم تجريف جميع بيوت العائلة بالإضافة إلى الأرض الزراعية ولم نتمكن من وصول الأرض حتى اليوم بسبب قربها من السياج الفاصل شرق بيت حانون".

وأضاف: "هذه المرة الثالثة التي يتم فيها تجريف الأرض وكنا في كل مره نعيد زراعتها من جديد ولكننا في هذه المرة لم نستطع مجرد الوصول إلى الأرض المجرفة".

وقال: "لم نتمكن من الوصول إلى كل الأرض بسبب خطورة المنطقة الحدودية والأجزاء التي تمكنا من الوصول إليها قمنا بتجميع بقايا الأشجار ونقوم باستخدامها لأعمال البيت وطهي الطعام".