|
هل السلطة تابعة للمنظمة ام المنظمة تابعة للسلطة؟
نشر بتاريخ: 10/11/2009 ( آخر تحديث: 10/11/2009 الساعة: 20:45 )
رام الله - تقرير "معا" - عقد المعهد الفلسطيني للسياسات والاستراتيجيات جلسة "عصف فكري" للبحث في خطة د.سلام فياض "اقامة دولة في غضون السنتين القادمتين".
د.نبيل قسيس رئيس جامعة بيرزيت ترأس الجلسة وقال ان خطة حكومة فياض تشكل برنامجا جادا في غياب انعقاد المجلس التشريعي، معتبرا ان الخطة تشكل انعطافا في طريق التفكير لدى القيادة الفلسطينية على قاعدة "الاحتلال ليس مبررا للفشل" في طريق الحكومة والدولة والاستقلال. وقد حضر الجلسة التي استمرت 3 ساعات سياسيون محترفون وقادة مجتمعيون ووزراء وامناء عامّون وقادة الرأي العام، وكان التركيز على البرنامج السياسي في الخطة وهل تحتاج الخطة فعلا إلى دعم سياسي وشعبي. الرفيق عبد الرحيم ملوح ابو شرف نائب الامين العام للجيهة الشعبية لتحرير فلسطين، قال حول الخطة: "لقد القى د.فياض بحجر كبير في بركة السياسة الراكدة، وانا فهمت الخطة بانها قطعت الجانب السياسي وفصلت بين المرحلة الانتقالية التي كان من المفترض ان تنتهي عام 1999 ومرحلة الدولة المفترض ان تستمر 2011 للانتهاء من الحكم الذاتي". وادلى ملوح بأسئلة هامة اربكت السياسيين "هل ينتهي العام 2011 بدولة فلسطينية؟، هل تقام هذه الدولة في ظل الاحتلال؟ ما طبيعة هذه الدولة؟" لا سيما وان الاحتلال والدولة المستقلة امران متناقضان. وقال ملوح: لا ارى اي امكانية لاقامة الدولة في ظل الاحتلال الا اذا توافقت هذه الدولة مع الاحتلال!! ثم جغرافيا وديمغرافيا فقد تعاملت الخطة مع الانقسام انه انتهى مع انه لم ينته. ما يعني عمليا ان الدولة جديا يمكن اقامتها في غزة وليس في الضفة، ثم طبيعة السياسة الامنية وماهيتها؟ واخشى من اشاعة اوهام حول مدى سنتين للدولة، فالسياسة الدولية لا تقوم على الكفاءة بل على المصلحة، وهكذا سيفكر اوباما. وقبل ان ينتهي ملوح من مداخلته تساءل، تعالوا نسأل من جديد هل السلطة تابعة للمنظمة كما نقول ام ان المنظمة تابعة للسلطة كما يقول الواقع؟. عضو اللجنة المركزية فتح محمد المدني مفوض الانتخابات، وفي مداخلة سريعة قال ان فتح تدعم الخطة وتشجعها واننا نعيش في مرحلة حرجة وحماس ترفض المصالحة، وان فتح تساهم وتدعم بناء مؤسسات الدولة ان فتح ملتزمة ببرنامج الحكومة طالما الحكومة ملتزمة بالبرنامج السياسي للمنظمة والدعوة للانتخابات في 24 يناير. د.مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الشعبية، قال ان الاهداف العامة لخطة الدكتور فياض لا يختلف عليها فلسطينيان وهي الوحده الوطنية والتعددية وحرية التعبير وحق العودة والقدس وازالة الجدار والمستوطنات وانهاء الاحتلال. "ولكن لفت انتباهي، محاولة الحكومة رفض هذه الاهداف ببرنامج الحكومة وكان هناك صيغة علاقة مباشرة بين الاهداف وجدول اعمال الحكومة". واضاف: فعلا كنا بحاجة لمؤسسات ولكن قبل ذلك علينا ان نعرف اولا: لا امل في المفاوضات واسرائيل تفرض سياسة الاستيطان والتهويد، ثانيا: الدولة لا تقوم برغبة وموافقة الاحتلال، ثالثا: يجب اعتماد اسس الانتفاضة الاولى والمقاومة الشعبية السلمية، رابعا: يجب ان نخرق الالتزام بمناطق أ، ب، ج، وان نبني في كل المناطق ونبدأ حرية التجارة العالمية. وحذر البرغوثي من فخ السلام الاقتصادي وفخ الدولة المؤقتة، وان نستخرج قرار لاهاي حول الجدار وان نفعله ضد اسرائيل. بسام الصالحي امين حزب الشعب، يبدو من خلال خطة فياض وكأننا نبحث عن استراتيجية بديلة لاوسلو ولكن ليس بالضرورة ان تكون كذلك، ولقد فشلت منظمة التحرير الفلسطينة والسلطة في الاستراتيجية السابقة ودخلنا في دوامة السلام والمفاوضات والديكور الامريكي. واخذ الصالحي على خطة فياض انها لم تأت على ذكر كامل اراضي 67 واكتفت بالاشارة الى اراضي 67. وحول خطة فياض قال الصالحي: هناك ثلاث قضايا بحاجة لاعادة فحص اولا-منهاجيا ان الخطة تظهر وكأن المؤسسات ستؤدي الى دولة، ثانيا- اشكالية الالتزامات الامنية، ثالثا- الغلاف السياسي للخطة. ثم ختم الصالحي قولة هل نريد دولة على انقاض الاحتلال ام انقاض دولة تحت الاحتلال ؟!! حسن عصفور وزير سابق، استذكر عصفور نقاشات عام 1988 والعصف الفكري حين اراد الزعيم عرفات اعلان وثيقة الاستقلال ثم كيف جرى التوافق العام على ذلك رغم عدم وجود سلطة حينها. وقال: إن سياسة الثورة حينها حددت معالم البرنامج للاستقلال، ثم اضاف ان اقامة الدولة الفلسطينية ليست خطة حكومة بل تحدي وتعزيز البناء، وقد آن الأوان ان نعلن انتهاء المرحلة الانتقالية من اوسلو لوقف عبثية المفاوضات ولكنه اردف يقول: حماس لن تسمح لكم بالمصالحة والايام ستثبت اقوالي هذه لكم. وختم عصفور قوله:" لا تنتظروا اسرائيل او حماس بل قرروا استراتيجية وطنية دونهما ويجب ان تكون خطة هجوم سياسي وليست خطة هروب سياسي. د. علي الجرباوي وزير- البرنامج السياسي في خطة دكتور فياض فتح نقاشا حول المسكوت عنه فلسطينيا، وهناك مأزق: ماذا تفعل حكومة في ظل الاحتلال وهي مقيدة بالاتفاقيات موقعة من الجهة التي اوجدتها؟. ثم كيف يمكن مقاومة الاحتلال؟ وهنا اشاد الجرباوي انه لا يمكن ان تجتمع مقاومة مسلحة تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية لان المنظمة والسلطة توأمان. ناصر اللحام- رثيس تحرير وكالة معا الاخبارية: "هذه خطة عاطفية جميلة لكنها لا يمكن ان تفرز اكثر من تجربة كوسوفو وعاصمتها بريشتينا الفقيرة". الاحتلال يهاجم دعاة السلام قبل دعاة الحرب، ففي الانتفاضة الاولى ابعدت اسرائيل د.مبارك عوض قبل ان تبعد مروان البرغوثي، والان ان تلاميذ شارون هم من يتولون سدة الحكم في اسرائيل، ونظرية شارون هي اقامة دولة شرق النهر وليس غرب النهر، واسرائيل تحارب السلطة حتى اسقاطها واسقاط حكومة د.فياض، والابقاء على فكرة دولة فلسطينية في غزة فقط. هاني المصري- محلل سياسي: هناك تآكل في البرنامج السياسي الفلسطيني ونحن تراجعنا تراجعات جوهرية ويجب اعادة الاعتبار للبرنامج السياسي الفلسطيني بما فيه القدس واللاجئين والدولة. الحل ان نرجع للمقاومة الشعبية، ثم ان الحل هو مقاومة الاحتلال ثم وقف الانقسام ثم بناء مؤسسات ولكن خطة د.فياض تعمل بالعكس وتريد بناء مؤسسات وانهاء الانقسام ثم دحر الاحتلال. د . سمير عبد الله- وزير سابق طالب ان يعاد صياغة الخطة من جديد لانها خلطت بين الاولويات والخدمات ثم تساءل هل الزمن لصالحنا؟ تهاني ابو دقة وزيرة سابقة، يجب ان نستخدم المواثيق الدولية في الهجوم، ونحن في مرحلة مهلهلة ومترهلة والمؤسسات في السلطة عبارة عن حصص للفصائل التي تشارك في الفساد الاداري، والفصائل تخشى الانتخابات واولاد المسؤولين يعيشون خارج فلسطين اما الكفاءات فقد هربت من قطاع غزة على حد قولها. تيسير العاروري، الخطة تخلع القفاز في وجه الفصائل وتسارع لخلق واقع على الارض، من يملك المال او الكفاءة قد هاجر من فلسطين، على حد قوله. وعلى الحركة الوطنية ان تكون جريئة وان تكف عن المباهات (بكذبة ) الكفاح المسلح، ومن وجهة نظره ان اهم عوامل الفشل في السلطة هي الاتفاقيات ثم الادارة السيئة. قدوره فارس- وزير سابق، الخطة جميلة لكنها لا تستطيع حمل اهداف تحقيق الدولة ولكن ربما اذا تبنتها الحركة الوطنية تصلح، اما الان فهي خطة سلام فياض وحتى انها ليست خطة الحكومة. واستعرض قدورة بأسى تهويد القدس وان لدينا الان قيادة غزة وقيادة القدس وقيادة الضفة وقيادة 48 وقيادة في سوريا واخرى في لبنان واخرى في الاردن وان الشعب الفلسطيني يتشظّى ولا يستطيع ان يحمل اي مشروع. |