وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المركز الفلسطيني للإرشاد يصدر دراسة بحثية

نشر بتاريخ: 12/11/2009 ( آخر تحديث: 12/11/2009 الساعة: 15:15 )
بيت لحم- معا- أصدر المركز الفلسطيني للإرشاد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومركز إبداع المعلم دراسة بحثية تحت عنوان "العوامل الواقية من الاحتراق النفسي للمدرس الفلسطيني".

وشملت الدراسة 2292 معلماً ومعلمة، يدّرسون المراحل الدراسية المختلفة في المدارس الفلسطينية الحكومية والخاصة، ومدارس وكالة الغوث الدولية في جميع محافظات الوطن في الضفة الغربية وغزة، وذلك للتعرف على ظاهرة الاحتراق النفسي لدى المعلمين/ات، والتعرف كذلك على العوامل ذات العلاقة بالاحتراق على المستويين الشخصي والبيئي.

وتم من خلال الدراسة فحص العلاقة بين شعور المدرس بالاحتراق الوظيفي وعدد من المتغيرات منها المتغيرات الشخصية، كالشعور بالانسجام العام، والشعور بالانسجام الوظيفي، والشعور بالتأزم النفسي، والشعور بالكفاءة المهنية. كذلك المتغيرات البيئية والسوسيوديمغرافية، كالدعم الاجتماعي، ومتغيرات لها علاقة بدرجة التأهل، والتبعية الإدارية للمدرسة التي يعلم فيها المشاركون في الدراسة، وغير ذلك.

وأظهرت نتائج الدراسة وجود معدلات منخفضة في درجة الاحتراق النفسي لدى المدرسين الفلسطينيين بشكل عام، وهذه النتيجة توافقت مع مجموعة من الدراسات الأخرى، وظهور تفاوت بين الذكور والإناث لصالح الذكور، فكانوا الأكثر احتراقاً من الإناث.

أما فيما يتعلق بتبعية المدرسة الإدارية وارتباطها بدرجة الاحتراق النفسي، فقد أظهرت النتائج أن معلمي المدارس الحكومية كانوا الأكثر تأثراً واحتراقاً نفسياً من زملائهم في المدارس الخاصة والمدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية. كما ارتبط شعور المدرس بالاحتراق النفسي بمتغيرات لها علاقة بتأهيله المهني والعلمي، وكذلك بعمره، وبالمرحلة التي يدرّس فيها.

كما أظهرت النتائج أيضاً وجود علاقة قوية بين المتغيرات المستقلة في الدراسة والاحتراق النفسي، فكانت جميعها ذات علاقة قوية بالاحتراق النفسي، كذلك تنبأت الدراسة بطبيعة العلاقة بين الاحتراق لدى المدرسين، وبين درجة شعورهم بالتأزم النفسي.

وجاءت هذه الدراسة بهدف فحص عدة متغيرات لها علاقة بالاحتراق النفسي لدى المدرسين، من أجل وضع تصور لمدى عمق تأثير هذه المتغيرات على الاحتراق النفسي للمعلم في الحاضر والمستقبل، ووضع نتائجه أمام صناع القرار في وزارة التربية والتعليم، وأمام المؤسسات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بتطوير كفاءات المدرسين في المناطق الفلسطينية، من خلال اتخاذ إجراءات، واقتراح برامج تكون أكثر واقعية، وملائمة لاحتياج المدرسين.

وتخدم هذه الدراسة بشكل مباشر العاملين في مجال الإشراف وتأهيل المدرسين في وزارة التربية والتعليم، والمؤسسات الأهلية، وتقدم لهم أفكاراً واقعية من أجل تطوير أدوات ومضامين للإشراف التربوي، فعلى سبيل المثال: فإن الشعور بالانسجام المهني يرتبط بشعور المعلم بالتأزم النفسي وبالاحتراق بدرجة عالية. وعلى هذا الأساس فإن إحدى التوصيات الرئيسة لهذا البحث هي أخذ متغير شعور المدرس بالانسجام مع المهنة التي يقوم بها، والتدخل في العناصر الرئيسة في الانسجام المهني، لضمان رفع مستوى الصحة النفسية لدى المعلم، وبالتالي تحسين أدائه المهني.