وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد أن عز اللقاء في الوطن- مبعدو بيت لحم يعانقون ذويهم تحت قباب الحرم

نشر بتاريخ: 14/11/2009 ( آخر تحديث: 14/11/2009 الساعة: 13:45 )
المدينة المنورة - موفد معا - أكفهم مرفوعة تحت قباب ومآذن المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، تدعو الله أن يفك الكرب وأن يلم الشمل ويعيد الوحدة لفلسطين ويزيل عنها غمة الانقسام وشبح الاقتتال والخصام، هذه كانت دعوى مبعدي كنيسة المهد الذين تمكنوا هذا العام بفضل مكرمة رئاسية من الرئيس محمود عباس أن يؤدوا فريضة الحج ويلتئم شملهم بذويهم الذين تمكن عدد منهم القدوم إلى الديار الحجازية.

مندوب وكالة "معا" في الديار الحجازية كريم عساكرة وضمن متابعته لشؤون حجاج فلسطين في الديار الحجازية، زار المبعدين والتقى بهم، حيث يقيمون في سكنات حجاج قطاع غزة، بينما ذويهم يقيمون في سكنات لحجاج الضفة الغربية، تقسيم فرضه الواقع الجغرافي لا أكثر كما يقول المبعدون، ويؤكدون أن فلسطين ستبقى واحدة مهما عصفت بها الرياح.

ياسين الهريمي "أبو جلال" أكبر المبعدين سنا إذ بلغ السادسة والخمسين، وقف في ساحات الحرم النبوي الشريف يستقبل نجله الأكبر "جلال" والدموع تنهمر من عينيه، فهذه أول مرة سيلتقيان فيها منذ 10 سنوات، هي سنوات الابعاد الـ8 وكذلك سنتان سبقتا عندما كان "جلال" يقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاما في سجون الاحتلال امضى منها 6 بعد أن اطلق سراحه في الافراجات.

يتلعثم "أبو جلال" ويكاد لا يسيطر على مشاعره، ويبدأ يتحدث مع إبنه الذي تاق شوقا لرؤيته، ويسأله عن شقيقه الأخر "أسامة" وشقيقتيه اللواتي بقيتا في الضفة الغربية دون ان يراهم منذ الابعاد الى غزة.

ويمسك "أبو جلال" بنجله وهو يحتضنه الى صدره داعيا الله ان يلم شملهم من جديد وينهي معاناتهم التي طال امدها منذ أن أبعدوا عن بيوتهم في مدينة بيت لحم خلال اجتياح اسرائيل للمدن الفلسطينية واعادة احتلالها في عملية أطلقت عليها اسرائيل عملية السور الواقي في ربيع العام 2002.

المبعد فهمي كنعان وقف عند باب الحرم رقم 20 ينتظر قدوم والدته التي تقيم في سكن لحجاج الضفة الغربية يبعد بضع مئات من الامتار عن سكنه، وبين غابة من عيون البشر الخارجين من الصلاة في المسجد النبوي، انهال فهمي على يدي والدته وجبينها تقبيلا، وبنظرات مشتاقة أخذ يسألها عن أخبار والده المريض بالقلب، فردت عليه قائلة انه يتمنى أن يراك قبل ان يموت.

فهمي الذي أصبح ناطقا اعلاميا باسم مبعدي غزة، لم ير والدته منذ 6 سنوات، ورغم فرحه بلقائها إلا أنه عبر عن مشاعر الحزن لعدم تمكن 3 من المبعدين من القدوم الى الديار الحجازية للقاء ذويهم.

ورفع كنعان ووالدته يداهما الى السماء راجيين الله ان ينهي فراقهما، وأن يصلح ذات بين الاشقاء الفلسطينيين وينهي حصار قطاع غزة.

بدورها "أم صالح" كنعان والدة فهمي قالت :أنا الآن سعيدة لاني رأيت ابني بعد كل هذه السنوات.. حاولت بكل الطرق ان ازوره في غزة لكنني لم اتمكن لان الاحتلال لم يصدر لي تصريحا للزيارة".

حاتم حمود ممثل مبعدي غزة قدم الشكر باسم المبعدين للرئيس محمود عباس ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية على المكرمة التي منحهم إياها كي يتمكنوا من رؤية ذويهم، إلا انه في الوقت ذاته عبر عن أسفه لعدم تمكن 3 مبعدين من الحصول على تأشيرات لدخول الديار الحجازية بسبب نفاد الاماكن المخصصة لحجاج فلسطين، وهذا أدى إلى حرمان 125 حاجا من القطاع من أداء فريضة الحج من بينهم المبعدون الثلاثة.

وتمنى حمود أن يتمكن بقية المبعدين في غزة والمقيمين في مصر ودول أوروبا من الالتقاء بذويهم في أقرب وقت كي يطمئن بالهم، كما دعا الجميع الى العمل من أجل انهاء معاناة المبعدين بعودتهم الى بيوتهم وذويهم.

وفي ذات الفندق نزل المبعدون الثلاثة عشر الذين خرجوا للحج وهم: ياسين الهريمي، وفهمي كنعان، وحاتم حمود، ورامي الجسر، ونادر عبد العزيز، وناجي عبيات، وفراس سلهب، ومؤيد جنازرة، ورائد عبيات، ومجدي دعنا، وسامي سلهب، وزيد عطا الله، وموسى شعيبات، بينما لم يتمكن المبعدون سلطان الهريمي وهو صهر المبعد ياسين الهريمي، وسليمان نواروة وخالد صلاح من السفر للديار الحجازية، وحضر ذووهم لوحدهم.

بقي الإشارة إلى أن 39 فلسطينيا أبعدتهم اسرائيل عن مدينة بيت لحم في 10 ايار 2002 كشرلإنهاء حصار عسكري مشدد على كنيسة المهد ومدينة بيت لحم، وقد خرج المبعدون من بين المحاصرين في الكنيسة ونقل 26 منهم الى قطاع غزة بينما نقل الـ 13 الآخرون عدة دول أوروبية، ولا يزال ملفهم مفتوحا بعد أن رفضت اسرائيل عودتهم الى ديارهم.