وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مواطن.. لم يصلنا الجوع بعد عشر سنوات من البطالة!

نشر بتاريخ: 17/04/2006 ( آخر تحديث: 17/04/2006 الساعة: 11:36 )
خان يونس- معا- "للحقيقة وجه آخر" فالبطالة التي تطال نحو (65%) من مجموع القوى الفلسطينية العاملة منذ ما يزيد على عشر سنوات لم تصل بأرباب العائلات إلى حالة جوع يهدد حياة تلك الأسر التي تعيش على الكفاف لعدم وجود راتب ثابت أو مصدر رزق سواء من وظيفة في القطاع الحكومي أو الخاص، رغم هذا الوضع العصيب الذي تعيشه آلاف الأسر منذ سنوات الا أن أيٍ منها لم يُقِدم على الإخلال بالنظام العام فضلاً عن العبث بالأمن الوطني، كما يقول مؤنس شراب.

فشراب ذو الأربعين عاما الذي قضى خمس سنوات ونصف معتقلا في سجون الاحتلال بعد مطاردة استمرت سنة ونصف قاد خلالها النسر الأحمر الجناح المسلح للجبهة الشعبية في خان يونس مع بداية عام (1990) يبحث عن وظيفة منذ عشر سنوات في القطاع الحكومي الا أنه لم يتمكن من الحصول عليها بالرغم من الكتب الثلاث التي وقعها له الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل رحيله، وهو مدعاة لينتقد الأصوات التي تعلن قرب غزو الجوع الهالك للفلسطينيين.

ويقول شراب: أعيش مع عائلتي على حد الكفاف، ولم نصل في أي يوم من أيام السنوات العشر الطويلة إلى حافة الجوع"، ويضيف لم نصرخ ولم نقتحم مؤسسات لنطلب وظائف توفر لنا راتب بسيط يؤمن حياتنا، فحالي كحال نحو (65%) من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يعانون الفقر والبطالة منذ سنوات دون أي راتب يدخل عليهم من أية جهة كانت عدا ما توفره بعض الجمعيات لنصف هذا العدد من المحتاجين الذي ما سمعنا عن واحد منهم قد مات جوعاً رغم حجم الفاقة التي أصابتهم.

ويسخر شراب من التخوفات من حدوث مجاعة بين الفلسطينيين لتأخر الراتب، ليتساءل ساخراً الموظفين يشكلون ثلث القوى العاملة من مجموع الشعب الفلسطيني، والعاطلون عن العمل يمثلون ثلثي القوى العاملة، فلم يبكي علينا أحد ،ولم يلتفت إلينا أحد، ولم يخشى علينا أي من صناع القرار والساسة من الموت جوعاً طوال عشر سنوات.

ويضيف شراب نحن أحق الناس بالثورة على تردي أحوالنا المعيشية، ونحن أحق باحتلال المؤسسات من هؤلاء، لأنه إذا كان لهؤلاء راتب طوال سنوات، فإننا لم نكن موظفين أصلا، لكن كنا وخصوصاً واحد في مثل وضعي ناضل وقدم حياته ثمناً لحرية فلسطين نحترم نضالنا ولا نتاجر به، فأنا أرفض مقايضة النضال بوظيفة أو تحسين رواتب ورتب، فنحن نحترم دماء آلاف الشهداء وآلام عشرات الآلاف من الأسرى وآهات المعذبين، ولا نتاجر بما قمنا به مع حقنا في الحصول على وظيفة تكون مصدر دخل لنا لحفظ ماء الوجه.

ويستهجن شراب الدعوات التي تعلن قرب انتشار الجوع المميت بين الفلسطينيين، فنحن من عشر سنوات لم نصرخ ولم نعلن قرب موتنا جوعاً ليخرج عشرات بعد تأخر راتبهم عشرة أيام ليخلوا بالنظام والأمن الوطني.

ولا يقبل شراب تبريرات ساقها يوسف صادق الذي قال فيها إن الموظفين في القطاع الحكومي يعتمدون على الراتب كمصدر وحيد لإعالة أسرهم وتوفير متطلبات الحياة الضرورية ، ويقول صادق كثير من الموظفين عليهم التزامات مالية لبنوك أو مؤسسات ومحلات تجارية تطالبهم بتسديدها في الوقت المحدد.

ويرد صادق على شراب بالقول: الكثير ممن يعانون شغف العيش قد تكيفوا مع الوضع المزري الذي يعيشوه، وهو ما يرفضه شراب ويقول على الجميع أن يكيف نفسه مع الحالة التي تمر بالفلسطينيين المطلوب منهم التنازل عن الثوابت مقابل حفنة من الدولارات التي لم تؤد إلى تحقيق حلمنا بإقامة دولة فلسطينية على أية بقعة من الأرض الفلسطينية.

إلا أن شراب يدعو القيادة الفلسطينية سلطةً وحكومةً ومنظمة تحرير وقوى وطنية وإسلامية إلى التكاتف والتعاون في هذه المرحلة العصيبة التي يضغط فيها العالم لإجبارنا على التنازل عن حقوقنا كاملة دون أن يقدم لنا دولة فلسطينية في حدود (67), وطالبهم بإيجاد إطار موحد يجمع كل الفلسطينيين تحته للصمود في وجه الضغوط ومقاومتها لحفظ حقنا في الوجود والحياة.