وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زراعة المقالة تحذر من "مجاعة خفية" في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 16/11/2009 ( آخر تحديث: 16/11/2009 الساعة: 09:57 )
غزة- معا- حذر وزير الزراعة في الحكومة المقالة د. محمد رمضان الأغا مما أسماها "المجاعة الخفية" التي بدت ملامحها تتضح في قطاع غزة ويعاني نتيجتها مليون ونصف الميلون إنسان.

وأكد الأغا "أن المواطن الفلسطيني أصبح يفتقد الكثير من العناصر والمركبات الغذائية اللازمة لحياة الإنسان، الأمر الذي يؤثر تحديداً على صحة الأطفال والنساء الحوامل نتيجة انخفاض المناعة وعدم القدرة على مقاومة الأمراض، وبالتالي التأثير على نمو ودرجة الذكاء، بما ينعكس كذلك على المستقبل التعليمي والحياتي والمهني لديهم".

جاء ذلك في الرسالة التي بعث بها إلى مؤتمر الأمن الغذائي العالمي الثالث المنعقد في "روما" امس الاحد، ويجتمع فيه وزراء الزراعة من دول عربية وإسلامية وأوروبية عدة.

وفي الوقت الذي بارك الأغا انعقاد المؤتمر الثالث، دعا المجتمعين إلى الضغط بقوة باتجاه إنصاف الشعب الفلسطيني وتخليصة مما يعانيه في توفير لقمة العيش لأطفاله ونسائه والعيش حياة كريمة، مطالبا برفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام ورفع الظلم عن الصيادين والمزارعين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال الأغا في رسالته:"إن قطاع غزة يعاني من حصار مشدد منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الحليب والأغذية الطازجة واللحوم ويمنع توريد الأدوية لعلاج المرضى، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة فقر الدم ولين العظام وضعف المناعة والمرتبط كذلك بسوء التغذية ونقص البروتين وبيض المائدة والألبان ومشتقاتها"، لافتاً أن الاحتلال يفرض طوقاً بحرياً ويمنع الصيادين من ممارسة مهنتهم ومصدر رزقهم الوحيد في بحر غزة، ما يعني افتقاد المواطن الفلسطيني وأطفاله للبروتين والفسفور اللازم لصحة الإنسان.

وأضاف:"مما يزيد من الأمور تعقيداً في قطاع غزة أن الاحتلال يمنع إدخال اللقاحات البيطرية والتحصينات اللازمة لحماية الثروة الحيوانية في قطاع غزة، حيث أنه لم يدخل إلى القطاع إلا القليل من اللقاح البيطري، مما يُعرض الثروة الحيوانية إلى الإصابة بالأمراض الوبائية المعدية، وكذلك يُعرض الإنسان للأمراض المشتركة، وبالتالي تهديد الصحة العامة".

وأكد أن الاحتلال يحرم المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من حقهم في المياه كما كشف مؤخراً تقرير منظمة العفو الدولية"أمنستي"، منوهاً إلى إلى قضم الأرض الفلسطينية بجدار الفصل العنصري، حيث يمنع المزارعين من زراعة أراضيهم وقطف محصولهم.

وختم الأغا رسالته: "نحن نضع أمام مؤتمركم الموقر جزءاً من معاناة الفلسطينيين في الحصول على غذائهم وقوت أطفالهم ونساءهم، فإننا نعتبر أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة ضد الإنسانية المقصود منها تدمير الوضع الاقتصادي والتسبب بمجاعة تؤدي إلى التجهيل والتقزيم لخِلقة الإنسان، وبالتالي إحداث التخلف العقلي لدى الإنسان وتقزيم بنيته الجسمانية والاستهانة بآدميته".

يذكر أن مؤتمر الأمن الغذائي العالمي الثالث يُعقد سنوياً، ويُعد من أهم المؤتمرات التي تبحث في المشكلات التي تؤرق العالم بأسره"الغذاء والجوع والفقر".