وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة الازهر تناقش دور أخصائي التغذية الإكلينيكية بالمنظومة الصحية

نشر بتاريخ: 17/11/2009 ( آخر تحديث: 17/11/2009 الساعة: 12:08 )
غزة- معا - ناقشت جامعة الأزهر بغزة دور أخصائي التغذية الإكلينيكية بالمنظومة الصحية والطبية، خلال ورشة عمل نظمتها كلية الصيدلة برنامج ماجستير التغذية الإكلينيكية، بقاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة يومي السبت والأحد الماضيين، بحضور الأستاذ الدكتور هاني نجم والدكتور محمد الشرافي عضوي مجلس الأمناء، والأستاذ الدكتور عبد الكريم نجم نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتور أمين حمد عميد كلية الصيدلة والدكتور أحمد اللي منسق البرنامج، وعدد من أعضاء مجلس الجامعة، وحشد من الأكاديميين والأخصائيين وذوي الاهتمام.

في اليوم الأول افتتحت الورشة بكلمات ترحيبية، حيث أكد الدكتور مازن السقا عريف حفل الافتتاح على الدور الكبير الذي تلعبه الجامعة في خدمة جمهورها ومجتمعها الخارجي، مضيفاً أنه من هذا المنطلق ارتأت الجامعة من خلال فهمها العميق للعلاقة بين الغذاء والصحة وازدياد الفجوة بين البدع والحقائق العلمية’ لذلك كان لابد من القرار الحكيم فتبنت الجامعة برنامج ماجستير التغذية الإكلينيكية بكلية الصيدلة لتكون السباقة في وضع الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق مجتمع صحي متوازن وامن تغذوياً.

من جانبه أكد الدكتور محمد الشرافي في كلمة مجلس الأمناء على الدور الكبير لهذه الأنشطة، لافتاً إلى أن مجلس الأمناء سيواصل دعمه وتبنيه لكافة البرامج التي لها اثر كبير في عملية تطوير المجتمع ودفع عملية التنمية، مبدياً إعجابه الكبير بهذه الورشة وبمضمونها الذي تناقشه معتبراً انه من أهم وأخطر القضايا التي يجب أن تناقش في جميع المجتمعات.

وأوضح د. الشرافي أن موضوع هذه الورشة ينم عن وعي كبير وحرص زائد من قبل كلية الصيدلة إحدى أهم كليات الجامعة، مقدماً شكره الخاص لكل الجهود التي بذلت من أجل تنظيم هذه الورشة متمنياً لها أن تحقق النتائج المطلوبة وأن تخرج بمخرجات مهمة تنفع بها أبناء شعبنا الفلسطيني وتخدم المنظومة الصحية بشكل عام.

في كلمة رئيس الجامعة التي ألقاها أ.د. عبد الكريم نجم بالنيابة, أكد خلالها على الدور المنوط بالجامعة، لافتاً إلى أنها أصبحت موطناً للتميز والتطور على كافة المستويات بل وأصبحت بكل جدارة تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل في مجتمعنا من خلال برامجها العلمية المتميزة، مشيراً إلى أن الجامعة تقدم واحد وعشرين برنامجاً للماجستير في اختصاصات متعددة ومتنوعة في معظم مجالات العلوم والآداب لتزود المجتمع بباحثين قادرين على التطوير والارتقاء بالمستوى العلمي والعملي في مجالهم، إضافة لبرامج البكالوريوس المتعددة والمتميزة في الكليات الإحدى عشر بالجامعة.

وأثنى د. نجم على الجهود المباركة لكلية الصيدلة في تنظيمها هذه الورشة التي تسلط الضوء على أهمية برنامج ماجستير التغذية الإكلينيكية وتميز خريجي هذا الاختصاص في العملية الطبية والصحية، موجهاً شكره لإدارة الكلية ولوزارة التربية والتعليم العالي التي أسهمت في إنجاح هذا البرنامج الهام، بالإضافة إلى الإخوة في البنك الدولي والاتحاد الأوروبي الذين مولوا هذا المشروع وتعاونوا مع الجامعة لتحقيق أهدافها.

من ناحيته رحب الدكتور أمين حمد بالحضور جميعاً، لافتاً إلى أن هذه الورشة ستكون باكورة الأعمال الخاصة بتغذية الإنسان الفلسطيني وبدور التغذية الإكلينيكية من المنظومة العلاجية للمرضى بعد أن أغفل هذا الميدان لعقود طويلة بسبب الحالة غير المسبوقة التي يعيشها أبناء شعبنا، مشيراً إلى أن قطاعات واسعة من أبناء هذا الشعب تعاني من سوء التغذية خاصة الأطفال والحوامل وكبار السن، كما أثبتت العديد من الدراسات الخاصة ذلك، وأضاف" لهذا دأبت كلية الصيدلة بجامعة الأزهر على وضع تغذية الإنسان والتغذية الإكلينيكية لذوي الحالات الخاصة على سلم الأولويات وأنشأت أول برنامج ماجستير خاص بالتغذية الإكلينيكية عام 2007م".

وأوضح د. حمد أن أهم أهداف هذا البرنامج زيادة الوعي الإنساني بأهمية التغذية الصحية لمراحل النمو المختلفة من الطفولة وحتى الشيخوخة، بالإضافة إلى إبراز أهمية الغذاء في المنظومة العلاجية لذوي الحالات الخاصة والأمراض المزمنة، كذلك تخريج نخبة من العلماء والأخصائيين في مجال التغذية للقيام بدورهم الريادي في إظهار أهمية التغذية لصحة الإنسان.

وتحدث د. حمد عن برنامج ماجستير التغذية الإكلينيكية وعدد الطلبة الملتحقين به، لافتاً إلى أن الكلية احتفلت قبل أسبوع باستكمال اثنان من الطلبة الملتحقين ببرنامج متطلبات الحصول على درجة الماجستير من خلال البرنامج المشار إليه، موضحاً أن هذه الورشة تعقد في ظروف صحية وتغذوية سيئة جداً نظراً للمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من فقر وحصار وظلم تجاوز كل الحدود، داعياً جميع المؤسسات والأطر العاملة في مجال التغذية وصحة الإنسان لتوحيد الجهود والعمل سوياً للنهوض بهذا القطاع الهام لصحة المجتمع وللتخفيف من معاناة أبناء هذا الشعب وإعطاء هذه النخبة من المتخصصين الفرصة للمساعدة في وضع أسس التغذية العلمية السليمة وتغذية المجموعات الخاصة من ذوي الأمراض المزمنة مثل أمراض ضغط الدم والكلى والسكر والسرطان.

في نهاية كلمته تقدم د. حمد بالشكر والتقدير لمجلس الأمناء وإدارة الجامعة لما يقومون به من جهد غير محدود لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه الجامعة ولتشجيعهم المستمر للرقي بها وببرامجها المختلفة، كما تقدم بالشكر للجنة الإعداد والإشراف على هذه الورشة، والى ممثلي البنك الدولي والاتحاد الأوروبي بقطاع غزة لمتابعتهم الحثيثة لهذا البرنامج.

هذا واشتمل اليوم الأول على حلقتين، عرض خلالهما عدة محاضرات الأولى كانت بعنوان "دور أخصائي التغذية الإكلينيكية في المستشفيات" للدكتور جهاد الهسي، والمحاضرة الثانية بعنوان" دور أخصائي التغذية الإكلينيكية في الرعاية الصحية الأولية" للدكتور أحمد اللي، أما المحاضرة الثالثة تناولت "دور أخصائي التغذية في المؤسسات غير الحكومية ذات العلاقة" للدكتور عدنان الوحيدي.

واستكملت ورشة العمل فعالياتها في اليوم الثاني، حيث شكلت عدة حلقات تم خلالها إلقاء بعض المحاضرات منها محاضرة "دور أخصائي التغذية الإكلينيكية في برامج التثقيف والتعزيز الصحي" للأستاذ معين الكريري، والمحاضرة الثانية كانت عرضاً لرسالة ماجستير في البرنامج التقييم التغذوي لرياض الأطفال ذوي الأعمار 5-6 سنوات في قطاع غزة، للدكتور باسم قنوع.

وتكونت الحلقة الثانية من مجموعات عمل ،الأولى ناقشت الوصف الوظيفي لأخصائي التغذية الإكلينيكية، المجموعة الثانية ناقشت مهام أخصائي التغذية الإكلينيكية في المستشفيات، المجموعة الثالثة ناقشت مهام أخصائي التغذية الإكلينيكية في الرعاية الصحية الأولية، المجموعة الرابعة ناقشت مهام أخصائي التغذية الإكلينيكية في التعزيز الصحي، أما المجموعة الخامسة فناقشت العلاقات الترابطية بين تخصص التغذية الإكلينيكية في فلسطين والمنظمات الدولية وغير الدولية العاملة في هذا نظام.

وخرجت تلك المجموعات بعدة توصيات أهمها، التحديد الدقيق لمهام اختصاصي التغذية الإكلينيكية ضمن الفريق الطبي في المستشفيات، والتأكيد على العلاقة التكاملية بين مقدمي الخدمة الطبية في المستشفيات مثل الوصف الغذائي للحالات المرضية داخل المستشفى وخارجه والإشراف والمتابعة على منظومة الغذاء والطعام في المستشفى، كذلك تحديد مهام أخصائي التغذية الإكلينيكية في خدمات الرعاية الصحية الأولية وتتلخص في متابعة نمو الأطفال والحوامل من الجوانب الغذائية والتي تشمل التقويم الغذائي للحالات من حيث استخدام آليات التقويم التغذوي كالقياسات الجسدية والفحوصات المخبرية والاستشارات التغذوية, ومتابعة تغذوية لأصحاب الأمراض المزمنة كأمراض الجهاز الدوري والوعائي والسمنة والسكري.

كما اوصوا بمتابعة ذوي الاحتياجات الخاصة كبعض الأمراض الوراثية مثل الداء الانزلاقي وخلافه، وتحديد مهام أخصائي التغذية الإكلينيكية ودوره في التعامل مع البرامج التدريبية والتثقيفية والإعلامية ضماناً لدقة المعلومات في هذا المجال، كذلك الربط بين الأنشطة الدولية وغير الدولية ذات العلاقة بالتغذية الإكلينيكية، من حيث تقويم برامجها ووضع شرط استيعاب المتخصصين في المجال من خريجي البرنامج.