وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الغول يطالب بوقف استحضار الذرائع لتعطيل جهود المصالحة

نشر بتاريخ: 19/11/2009 ( آخر تحديث: 19/11/2009 الساعة: 14:14 )
بيت لحم- معا- طالب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول حركتي "فتح" و"حماس" بوقف السجال بشأن الشرعيات، وعدم الإقدام على إصدار أي مواقف منفردة بشأن مستقبل مكونات السلطة، وأن يخضع هذا الأمر لحوار جدي وعميق، وقرار جماعي يكون عامل قوة بيد الفلسطينيين.

وأكد الغول خلال ندوة جماهيرية نظمها التحالف الفلسطيني للسلام في جامعة الأزهر تحت عنوان "الخيارات الإستراتيجية الفلسطينية لإقامة الدولة" على ضرورة التوقف عن "استحضار الذرائع" التي تعطل الجهود المصرية لانجاز المصالحة، مؤكداً أن المصالحة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته على أساس ديمقراطي يوفر للجميع الشراكة في القرار والحيلولة دون التفرد به.

وشدد على أن الحديث عن خيارات إستراتيجية لإقامة الدولة شائك وصعب في ظل عدم إجراء مراجعة سياسية شاملة أولاً.

وقال الغول "إن اعتماد خيار المفاوضات منذ أوسلو حتى الآن، يحتاج إلى مراجعة للإجابة على عدد من التساؤلات من واقع ما أفرزته هذه التجربة من نوع: هل هناك إمكانية لتحقيق الأهداف الوطنية في ظل استمرار مجرى المفاوضات القائم؟ وهل يمكن أن تكون هناك متغيرات عربية ودولية راهنة يمكن أن تفرض على حكومة إسرائيل وقف الاستيطان والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني والتفاوض مع الفلسطيني على أساس ذلك؟".

وأوضح الغول للأطر الطلابية المختلفة التي شاركت في الندوة أهمية صوغ إستراتيجية جديدة تتحدد فيها الأهداف الوطنية بدقة، في ضوء اختلاف القراءات الفلسطينية لهذه الحقوق، وخاصة ما يتصل منها بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار 194، وكذلك التوافق على أن كل أشكال النضال يجب استخدامها وعدم تغييب أي منها في إطار الصراع مع الاحتلال لأن التجربة دللت بأن استخدام شكل دون غيره وبدون إستراتيجية متفق عليها أضعف من عوامل القوة التي يفترض أن تكون لدى الشعب الفلسطيني.

وأكد على ضرورة تضمين الإستراتيجية دول الشعب الفلسطيني في الشتات، وكذلك البعد العربي الشعبي والدولي الديمقراطي التقدمي في إطار الصراع مع الاحتلال، لافتاً إلى أهمية إعادة الأمور إلى أصولها لأن المشروع الاسرائيلي في أطماعه يتعدى حدود الأراضي الفلسطينية.

وأضاف أن حصر التفاوض مع الفلسطينيين منفردين كان يستهدف الاستفراد بالحالة الفلسطينية في سعي لفرض حلول تتوافق والرؤية الإسرائيلية لحل الصراع.

وطالب الغول بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية يتوفر من خلالها الشراكة السياسية للجميع، مؤكداً أنه دون ذلك يصعب الحديث عن صوغ إستراتيجية جديدة تكون نتاج عقل جماعي فلسطيني وتعكس الرؤية المشتركة لكل القوى السياسية الفلسطينية وتتولي تنفيذها قيادة موحدة للشعب الفلسطيني.

واعتبر الغول أن نقاش موضوع الدولة الفلسطينية يجب أن يجري في سياق هذه الإستراتيجية حتى لا نبقى أمام ردود فعل أو مواقف آنية وربما تكتيكية.

وفي موضوع المصالحة، أكد الغول أنه مع الإدراك أن تعقيدات الانقسام وتداعياته قد ازدادت لكن ليس هناك خيار إلا بالاستمرار في بذل الجهود من أجل انجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، مشدداً على أنه بدون المصالحة يصعب الحديث عن إمكانية صوغ إستراتيجية موحدة.

وطالب بوقف استحضار الذرائع التي تعطل الجهود المصرية لإنجاز المصالحة، مشيراً أن المصالحة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته على أساس ديمقراطي هو الذي يوفر للجميع الشراكة في القرار والحيلولة دون التفرد به، داعياً لوقف السجال بشأن الشرعيات قبل الوصول إلى هذا الاستحقاق لأن من شأن ذلك إعادة الأجواء إلى نقطة الصفر.

ودعا الغول لعدم الإقدام على إصدار أي مواقف منفردة بشأن مستقبل مكونات السلطة، وضرورة خضوع هذا الأمر لحوار جدي وعميق ونتاج قرار جماعي يكون عامل قوة بين الفلسطينيين.

وأكد أن الحوار بشأن قضايا الخلاف التي لا زالت هي ذاتها منذ انتهاء جولات الحوار الشامل في آذار الماضي، معتبراً أي صيغ جديدة بشأنها كاللجنة الفصائلية التي تعمل على تنفيذ الاتفاق بديلاً عن حكومة التوافق الوطني التي توافق الجميع عليها وعلى مهماتها يشكل شرعنة للانقسام ولا يعمل على حله، مشدداً على أن خيارنا الأول أن تكون معالجة قضايا الخلاف في إطار جولة حوار وطني شامل.

ولفت إلى أنه إذا لم تكن هناك فرصة لهذا الخيار بعد أن قدمت مصر ورقتها، فإنه من الضروري البحث عن آليات تمّكن الجميع من توقيع اتفاق المصالحة، مشيراً أن الآلية المناسبة هي قيام مصر بدعوة كل القوى للقاهرة للتوقيع على الورقة المصرية، وأن تطرح القوى ملاحظاتها على الورقة ويجري نقاشها في جلسة حوار شامل وما يتفق عليه من الجميع يصبح جزءاً متمماً للورقة المصرية وما يختلف عليه يوثّق في وثيقة تحدد موقف كل فصيل من قضايا الخلاف.