وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة الأزهر تفتتح مؤتمرها "دور التعليم العالي في التنمية الشاملة"

نشر بتاريخ: 19/11/2009 ( آخر تحديث: 19/11/2009 الساعة: 15:47 )
غزة- معا- افتتحت كلية التربية بجامعة الأزهر بغزة صباح اليوم الخميس، فعاليات المؤتمر التربوي الثاني "دور التعليم العالي في التنمية الشاملة ".

وجاءت الجلسة الافتتاحية التي عقدتها الكلية بمركز رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة، بحضور الشيخ يوسف سلامة نائب رئيس مجلس الأمناء، م.سعد الدين خرما أمين سر المجلس، ونخبة من أعضاء المجلس، والدكتور عبد الكريم نجم القائم بأعمال رئيس الجامعة، والدكتور جبر الداعور النائب الإداري والمالي لرئيس الجامعة، وأعضاء مجلس الجامعة، وخلدون أبو سليم مسؤول العلاقات العامة والتسويق ببنك فلسطين المحدود، وكل من وائل الصوراني، وعمر السراج ممثلين عن بنك فلسطين المحدود، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والاعتبارية والأكاديمية ورؤساء الجامعات الفلسطينية والمثقفين وأساتذة الجامعات وممثلين عن الفصائل الوطنية وحشد من موظفي وطلبة الجامعة.

وبدأت الجلسة بآيات من الذكر الحكيم رتلها فضيلة الشيخ إبراهيم أبو جلمبو مقرئ الجامعة، تلا ذلك السلام الوطني الفلسطيني، ومن ثم رحب د.محمد عبد الواحد عريف الحفل بالحضور والمشاركين.

كلمة مجلس الأمناء:
وفي كلمة نائب رئيس مجلس الأمناء تحدث الشيخ سلامة عن أهمية العلم في الدين، مستدلاً على ذلك بآيات من كتاب الله عزو جل، وعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي حثت على التعليم ودروه الهام في بناء النفس والحضارات البشرية، قائلاً: " كل علم ابتعد عن شريعة الله عزوجل لا بركة فيه، وبلادنا فلسطين أنجبت العديد من العلماء الذي خلد ذكرهم تاريخ الأمة العربية و الإسلامية".

وفي ختام كلمته دعا د.سلامة الشعب الفلسطيني إلى العلم والعمل، معتبراً عقد هذا المؤتمر دليلا واضحا على تقدم الجامعة التي سترفد الأمة بعدد من العلماء في المستقبل القريب، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني هو شعب الشهداء والتضحيات الجسام، ومن حقه أن يحيا حياة كريمة، ويعقد المحافل العلمية.

كلمة رئيس الجامعة:
بدوره قال د.عبد الكريم نجم القائم بأعمال رئيس الجامعة: " أنه ومنذ عقد المؤتمر التربوي الأول (تطوير التعليم في الأراضي المحتلة ومن أين نبدأ)، لم يتوقف العلماء والباحثون بجامعتنا عن البحث العلمي والإبداع في مجالات العلوم المختلفة"، موضحا أن التنمية تهدف بمفهومها إلي خلق فرص حياة أفضل للأجيال القادمة بالمعنى الشامل،إلي جانب دراسة الإمكانيات المجتمعية وتوظيفها التوظيف الأفضل للصالح العام.

وأكد نجم أن المستوى الراقي من التعليم هو وحده القادر على إكساب البشرية القدرات والمهارات اللازمة لتحقيق حياة أفضل، مشيراً إلى أن التعليم الراقي هو الطريق للتنمية الشاملة، وأن العلوم التربوية تعتبر من أهم المجالات التي تتناول بناء الأجيال في جميع مراحل النمو الإنساني،وهي مؤثرة بشكل أساسي على المجتمعات وتطورها، كما أنها تسهم في خلق الوعي البشري عقليا واجتماعيا وسياسيا.

واضاف:" إيمانا من الجامعة بهذه الرؤية كانت كلية التربية أولى الكليات التي تم افتتاحها في العام 1991 وقد حققت الكثير من الانجازات، فقد طورت تخصصاتها ونوعيتها لتلبي كافة احتياجات التربية والتعليم على مستوى برامج البكالوريوس، كما افتتحت العديد من برامج الماجستير في العلوم التربوية المختلفة، وحققت حضوراً متميزاً في الأوساط التعليمية المحلية والعربية والعالمية".

كلمة رئيس المؤتمر:

وأضح د.صهيب الأغا عميد كلية التربية، ورئيس المؤتمر أن المؤتمر يشكل رؤية تطويرية لدور التعليم العالي في إحداث التنمية بهدف تفعيل مسيرة البحث العلمي لكسر المعوقات وتقديم المقترحات لإحداث النهضة التربوية الشاملة للوصول إلى أسمى أشكال المعرفة المعاصرة بالطرق العلمية الممنهجة ووفق أحدث وسائل التكنولوجيا.

وتابع "وإيماناً منا بأن نجاح التعليم العالي في تأدية أدواره العلمية والبحثية والمجتمعية كفيلاً بنجاح رسالتناً وبناء الإنسان الفلسطيني وتكوينه والارتقاء به إلى مستوى متطلبات القرن الحادي والعشرين باعتباره الوسيلة والهدف والقيمة الحقيقية لكل طموح للنمو والإبداع في مرحلة البناء والتكوين والتأسيس".

وقال د.الأغا " لقد وضعنا نصب أعيننا رؤية التعليم العالي الواقعية وخططه الإستراتيجية في إحداث التنمية الشاملة محتكمين إلى الباحثين ورؤاهم في تطوير هذه الرؤية وتحليلها إيماناً منا بأن رسالة العلم رسالة تكاملية يتعاضد الجميع في أنجاحها بعيدا عن سطحية التفكير الباحث عن العيوب والزلات والمبالغ في عرض العقبات في طريقنا الطموح لغرس مزيد من الدافعية باحثين عن الجودة في التعليم لترجمة خططنا إلى واقع ملموس".

وأشار د. الأغا أن المؤتمر حاور كل جوانب التنمية وسلط الضوء على واقعها لبناء قاعدة معرفية قادرة على استيعاب كافة الأطروحات التنظيرية التي تعتمد على المعايير الأكاديمية الجادة مشفوعة بنماذج تطبيقية لبيان دور التعليم العالي بما ينعكس على المتعلم الذي هو المبتدأ والمنتهي في العملية التربوية، موضحا بأنه سيتم عرض 24 بحثاً من أصل 47 بحثاً في المؤتمر وصلوا إلى اللجنة التحضيرية وذلك في أربع جلسات ولمدة يومان متتاليان بعد أن تم تحكيمها على أيدي أساتذة متخصصين من ذوي الخبرة الواسعة.

كلمة ضيف الشرف:

وبدوره قال أ.د. هاني نجم عضو مجلس أمناء الجامعة، بأن عنوان المؤتمر (دور التعليم العالي في التنمية الشاملة) عنوان هام لتلخيص علاقة التعليم بالتنمية الشاملة للمجتمع، مبيناً أن النظام التربوي الفلسطيني حقق خلال الأعوام الماضية معظم أهدافه الرئيسية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم العالي رغم القيود الإسرائيلية المفروضة منذ عام 2001 والتي أدت لتشويش الحياة اليومية لكافة مناحي الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح نجم أنه على الرغم مما سبق إلا أن التعليم حقق الأرقام والنسب العالمية حيث وصلت نسبة الالتحاق للمرحلة الثانوية ما يزيد عن 80%، وان فرص الالتحاق بالتعليم الأساسي والثانوي تعتبر متساوية بحد كبير من الناحية الاجتماعية(ذكور وإناث)، وهذه المؤشرات تضع الضفة الغربية وقطاع غزة في المواقع المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأشار: "في الواقع هناك عدم توازن بين الفروع الثلاثة في المرحلة الثانوية والمتعلق في انكماش انخراط الطلبة في الفرع العلمي بسبب عوامل العرض والطلب وبينما على الجانب الآخر يستمر الفرع الأدبي بالنمو على صعيد مستويات التحاق الطلبة، الأمر الذي يثير شكوكا جدية من ناحية جودة التعليم وملائمة التعليم للواقع المحيط".

وطالب نجم بضرورة التركيز على تحسين أساليب التعليم والتدريس من خلال إدخال مبادرات جديدة في تكنولوجيا التعليم، تطوير مهارات إدارة الصف عند المعلمين من اجل الاستخدام الأفضل لعامل الوقت، التركيز على المراقبة والتقويم المدرسي، والتركيز على مركزية وأهمية الطالب في عملية التعلم.، ركز على موضوع معالجة علاقة التعليم بأسواق العمل حيث يعتمد المجتمع الفلسطيني بشكل كبير على الشباب في كونهم القوة الدافعة والفاعلة للنمو الاقتصادي.

كلمة اللجنة التحضيرية:

من جانبه أكد د. محمد عليان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن الأمم المتحضرة تقيس درجة تقدمها وتحضرها بمقدار نصيبها من البحث العلمي واهتمامها به، بما توفره من إمكانيات مادية ومعنوية لدعم العلماء والباحثين في مختلف العلوم الإنسانية والتطبيقية.

وأوضح د.عليان أن البحث العلمي لم يعد ترفاً أكاديميا يشغل العلماء به أنفسهم من أجل متعة البحث، إنما هو ضرورة حياتية لمواجهة متطلبا العصر وتعقيداته، ووسيلة ناجعة لتحسين المناخات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للشعوب التي تطمح إلي النهوض والتقدم.

وأشار د.عليان أن اختيار عنوان المؤتمر لم يأت مصادفة، وإنما كان اختيار يؤكد علي أهمية المؤتمرات التربوية النوعية، مشيراً أن البيئة الفلسطينية بحاجة إلى المزيد من المؤتمرات الهادفة التي تسلط الضوء على دور التعليم العالي في التنمية الشاملة في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية التي تركت آثاراً واضحة على التربية بصفة خاصة وعلى التعليم العالي بصفة عام، مطالبا في ختام كلمته الجهات المسؤولة أن تقوم بدورها في تبنى توصيات ونتائج المؤتمر , حتي يكون واقعاً ملموساً نافعاً للأجيال القادمة.

الجلسة الأولى:

واشتملت الجلسة الأولى للمؤتمر على عرض العديد من البحوث المحكمة حملت العناوين التالية " إعداد المعلم الفلسطيني وتدريبه أثناء الخدمة في ضوء برامج التنمية الشاملة في محافظات غزة، وعرضها كل من أ.د فؤاد العاجز، أ.د عصام اللوح، وصعوبات إعداد المعلمين من وجهة نظر المشرفين التربويين ومقترحات حلها للدكتور خالد مونس، وواقع تدريب المعلمين أثناء الخدمة في قطاع غزة ومشكلاته وسبل تجاوزه للدكتور سهيل دياب
وبرامج إعداد معلم المرحلة الأساسية "معلم صف في كليات التربية في الجامعة الفلسطينية الواقع و الطموح للدكتور باسم أبو قمر، والدكتور على خليفة، وإعداد معلم التربية الإسلامية في عصر التحولات المعرفية والتكنولوجية للدكتور ناهض فورة، وأ.طلال خلف، وأخيرا البحث المقدم باللغة الإنجليزية " Where I stand: Perspective on teaching American Literature to Palestinian Students" للدكتورة ريما النجار .

ومن الجدير بالذكر أنه تم عرض فلم تسجيلي يوضح نشأة الجامعة وتدرج ارتقاء كلية التربية، والتحضيرات للمؤتمر، من إنتاج كلية التربية بجامعة الأزهر بغزة هذا وسوف تستكمل فعاليات المؤتمر يوم غد الخميس في قاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة بالجامعة، وسيشمل اليوم على عرض وتقديم العديد من الأبحاث وأوراق العمل، التي تتمحور حول دور التعليم العالي في التنمية الشاملة.