وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشؤون الاجتماعية تختتم دورة متخصصة حول الرعاية الصحية الشاملة للمسنين

نشر بتاريخ: 20/11/2009 ( آخر تحديث: 20/11/2009 الساعة: 21:02 )
أريحا-معا- رعت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري والقنصل الإسباني العام في القدس رامون أنسوان جاراثا، وبحضور محافظ أريحا والأغوار كامل حميد حفل توزيع الشهادات على نحو ستين موظفا وموظفة من المرشدين والعاملين في القطاع الاجتماعي والعاملين في بيت الأجداد للمسنين، والذين شاركوا في الدورة التدريبية حول الرعاية الصحية المتكاملة المقدمة لكبار السن والتي نظمتها المديرية العامة لشؤون الأسرة في وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع القنصلية الاسبانية في القدس ومؤسسة التعاون الإسباني.

وقدمت الوزيرة المصري الشكر باسم الرئيس محمود عباس والقيادة والحكومة الفلسطينية وجميع العاملين في وزارة الشؤون الاجتماعية للحكومة والشعب الإسباني الصديق، على الدعم السخي الذي تقدمه إسبانيا للشعب الفلسطيني، سواء في مجال الدعم السياسي لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة في العام 1967، أو في مجالات التنمية والبناء المختلفة والتي تشمل دعم خزينة السلطة وبرامجها وخططها التنموية، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ودعم مشاريع وبرامج منظمات المجتمع المدني.

ولفتت المصري إلى أن اسبانيا الصديقة هي الداعم الأول للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا الدعم يساهم على نحو كبير في تخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني من الاحتلال وسياساته المسؤولة عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وعن مجمل المشاكل الاجتماعية الناشئة عنهما.

وأشادت بشكل خاص بالمساندة المالية والفنية المتميزة التي قدمتها إسبانيا لبناء "بيت الأجداد" في أريحا والذي تطمح الوزارة إلى استمرار الدعم من أجل استكماله وتشغيله، وقالت أن وزارة الشؤون الاجتماعية تولي قطاع المسنين عناية خاصة حيث أن هذا القطاع يقع ضمن الفئات المهمشة والمنكشفة التي تتأثر اوضاعها ونمط حياتها سلبا بسبب المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، وأشارت إلى نسبة المسنين في فلسطين تقارب الخمسة في المئة وأكثر من نصف هؤلاء من الفقراء.

واستعرضت المصري ابرز ملامح الخطة الوطنية لرعاية المسنين وحمايتهم والتي جرى إقرارها بالتعاون والشراكة مع عدد من الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني، وأعربت عن أملها في أن تسهم الدورة المميزة التي تلقاها العاملون في تعزيز إمكانيات الوزارة ومراكزها لخدمة المسنين، وقالت " إن المسنين منحوا عمرهم وجهدهم لكي يعيش أبناء هذا الجيل بشكل أفضل، ومن حقهم علينا أن نوفر لهم الحياة الكريمة التي تليق بعطائهم وإنسانيتهم وهذا هو بالدرجة الأولى واجب الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية".

وكان محافظ أريحا كامل حميد استهل الاحتفال بالترحيب بضيوف أريحا وفلسطين من الأصدقاء الإسبان، معربا عن سعادته وكل العاملين في المحافظة لتدشين "بيت الأجداد" لرعاية المسنين كمعلم إنساني وحضاري يعبر عن توق الشعب الفلسطيني لتوفير الحياة الكريمة لكل أفراده في وطن حر مستقل.

وأكد حميد أن الرئيس أبو مازن والحكومة حريصون كل الحرص على إبلاء قطاع المسنين الاهتمام والعناية التي يستحقها، كما نوه إلى الدور الوطني والاجتماعي والإنساني المميز الذي تبذله وزارة الشؤون الاجتماعية بإداراتها ومراكزها المختلفة في سبيل توفير الرعاية والدعم والحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة والمهمشة معتبرا أن هذه الوزارة هي وزارة الدفاع أولى عن المواطن الفلسطيني.

وألقى القنصل الاسباني رامون أنسوان جاراثا كلمة أعرب فيها عن سروره البالغ لاختتام هذه الدورة الناجحة، وقال أن الدعم الاسباني للشعب الفلسطيني اتجه في السنوات الأخيرة نحو دعم إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا الهدف يجري تنفيذه من خلال مشاريع تعزيز المؤسسات ومن خلال دعم أنشطة المجتمع المدني لتعزيز القيم الديمقراطية وبناء السلام والهوية الثقافية.

وبيّن أن اسبانيا ومن خلال أنشطة الدعم الاسباني في القدس أظهرت اهتماما تقليديا خاصا للأنشطة الهادفة إلى رفع مستويات المعيشة للسكان الفلسطينيين، باعتبارها آلية لتعزيز التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي.

وأكد أن بناء المركز واختتام الدورة لا تعني النهاية بل بداية لفترة طويلة الأجل لتحسين الظروف المعيشية للمسنين في فلسطين.

كما تحدثت كل من لوريا أوريباري منسقة مؤسسة التعاون الاسباني، ومرسيدس كاريراس منسقة الدورات عن طبيعة الدورة وأهميتها في تعزيز قدرات العاملين في بيت الأجداد ووزارة الشؤون الاجتماعية.

واشارت اوريباري إلى أن المشروع هو تجسيد للتعاون الاسباني حيث لبلدها خبرة طويلة في هذا المجال، الفلسطيني وأن التدريب هو بداية لعملية تعاون طويلة بين الطرفين. وقالت أن المدربين الإسبان الذين شاركوا في الدورة لم يترددوا للحظة في المجيء لفلسطين وقد أحسوا جميعا أنهم بين أهلهم وأصدقائهم، وقالت أن نقطة الانطلاق لنجاح المشروع تكمن في الاهتمام الحكومي برعاية المسنين وهو ما لمست جديته العالية لدى وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية وجميع العاملين والمتدربين.

وتكونت الدورة من 42 ساعة تدريبية على مدار ستة ايام وشملت محاضرات عن التجربة الإسبانية في مجال رعاية المسنين ومحاضرات حول المفاهيم المتعلقة بهذا المجال، والوظائف والمهام المقدمة للمسنين، والأمراض الأكثر شيوعا في صفوفهم، وحقوق الإنسان بالنسبة للمسنين، ومهارات تصميم وتنفيذ الأنشطة الترفيهية، والتوعية المجتمعية، وأشكال الرعاية والاستقبال والعناية والمسائل الأخلاقية والقانونية ذات الصلة. وشارك في الدورة عدد من المدربين الإسبان وهم ميرسيدس كاريراس، وخيمينا كامبوس بيريث، وخوسيه ديلا ايراس، وأندريس بينييرو.

وشارك في الإشراف على الدورة كل من كوثر المغربي المدير العام لشؤون الأسرة في وزارة الشؤون الاجتماعية، ومنال أبو رمضان مدير مديرية أريحا، ويوسف بدر مدير بيت الأجداد، كما حضر حفل توزيع الشهادات كل من ميسون الوحيدي والوكيل المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية، وأنور حمام الوكيل المساعد لشؤون المديريات، ونهاد أبوغوش رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام، وفي ختام الاحتفال جرى توزيع الشهادات على المتدربين كما وزعت دروع تذكارية على القنصل الاسباني وممثلي مؤسسة التعاون والمدربين الإسبان.