وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صحافيون يوصون بضرورة اعتماد المؤسسات الاعلامية لمرجعيات تحريرية

نشر بتاريخ: 21/11/2009 ( آخر تحديث: 21/11/2009 الساعة: 11:38 )
الخليل- معا- شارك ما يقارب على 80 اعلامياً واعلامية في الضقة الغربية وقطاع غزة في سلسلة ورشات ينظمها مشروع دعم قطاع الإعلام في فلسطين الذي ينفذه صندوق التنمية التابع لـ"بي بي سي" العالمية، والممول من الاتحاد الاوروبي والحكومة الهولندية.

وبدأت الورشات يوم الاثنين 16 من الشهر الجاري بورشة متخصصة في "ابحاث الجمهور"، تلتها ورشتان في مجالي "التسويق والقواعد التحريرية"، وتستمر اعمال ورشات ابحاث الجمهور والاعلان والتسويق في قطاع غزة حتى يوم الاثنين القادم، بينما تستكمل ورشتي التسويق والاعلان في الضفة الغربية الثلاثاء والاربعاء القادمين.

وركزت ورشة ابحاث الجمهور التي أدارها الخبير جراهام مورلاند، على أهمية مثل هذه الابحاث وضرورة اجرائها لمعرفة رأي الجمهور في اداء وسائل الاعلام، وبالتالي تطوير البرامج بحيث تكون اقرب الى الجمهور لاستقطاب قطاعات اوسع، اضافة الى ضرورة توفر ابحاث الجمهور بشكل مستمر لاقناع المعلنين باستثمار اموالهم في الاعلان من خلال وسائل الاعلام.

بينما تطرقت ورشة "التسويق" الى الفرق بين ما هو التسويق وما هو ما ليس تسويقاً، واهمية ابحاث السوق الاستراتيجية والفرص المتاحة للدخول في عملية التسويق، والقيمة الفعلية للاستثمار في السوق، واقناع الزبائن للاستثمار في الاعلان او الرعاية التي من الممكن ان تزيد من التسويق، وكيفية اتخاذ القرار في وسائل الاعلام حول اسعار الاعلانات.

وانطلاقاً من ايمان المشروع بان التسويق والاعلان الناجح لا بد ان يستند الى وجود جمهور عريض يشاهد ويستمع ويقرأ وسائل الاعلام، فانه لا بد ان تقوم وسائل الاعلام هذه بتزويد الجمهور بالمادة الاعلامية عالية الجودة، ولا يمكن ان يتحقق هذا دون وجود مرجعيات وقواعد تحريرية مهنية.

وتحقيقاً لهذا الهدف انعقدت على مدار يومين ورشة المرجعيات التحريرية التي ادارها مدير المشروع وليد بطراوي وبمشاركة القائم باعمال محرر شؤون الشرق الاوسط في "بي بي سي" جو فلوتو. وقد خرج المشاركون بمجموعة توصيات تشمل ضرورة اعتماد المؤسسات الاعلامية لمرجعيات تحريرية مكتوبة يستند اليها الصحافيون العاملون في هذه المؤسسات، بحيث تحدد السياسات التحريرية والوجهة والهوية للمؤسسة الاعلامية، اضافة الى توحيد المصطلحات المستخدمة وارشادهم الى كيفية استخدامها ومتى واين، وتوحيد آليات العمل والسياسة التحريرية بالاستناد الى القوانين المعمول بها في فلسطين ومواثيق الشرف العالمية والمحلية.

كما اوصى المشاركون بضرورة ان تشمل المرجعيات التحريرية ارشادات للصحافيين حول كيفية التعامل مع قضايا معينة مثل العنف، الجرائم، الاطفال، الشؤون السياسية، الانتخابات، والتسجيل والتصوير السري وغيرها من القضايا المهنية.

وطالب المشاركون بتوفير ظروف عمل ملائمة في المؤسسات الاعلامية بحيث تضمن لهم السلامة داخل وخارج هذه المؤسسات اضافة الى ضرورة اعتماد المؤسسات الاعلامية لعقود العمل ونظام التأمينات والتقاعد بحيث تضمن حقوق وواجبات العاملين فيها.

الصحافية هبة سكيك من اذاعة "الايمان" في غزة، والتي شاركت في جميع الورشات، نوهت الى ان هذه هي المرة الاولى التي تشارك في ورشات تتطرق الى هذه المواضيع "لا يوجد مثل هذه الورشات، فغالباً ما يكون التركيز على القضايا الاعلامية البحتة، فعلى سبيل المثال انا اعمل في الاذاعة منذ خمس سنوات، وطالما حاولنا معرفة نسبة المستمعين وفئاتهم، لكننا لم نستطع ان نفعل ذلك بالشكل والمنهج العلمي. لكننا الان سنحاول تطبيق ما تعلمناه في ورشة ابحاث الجمهور. ومن اجل ان يكون لدينا جمهور مميز، علينا ان نقدم له المادة الاعلامية المميزة المستندة الى قواعد ومرجعيات تحريرية سليمة، وبالتالي استجلاب الاعلانات واقناع المعلنين بان اعلانهم سيصل الى جمهور واسع."

واضافة الى الورشات المتخصصة، قام المشروع باصدار وتوزيع "دليل افضل الممارسات الاعلامية للصحافيين الفلسطينيين"، وهو دليل يهدف الى مساعدة المؤسسات الاعلامية على وضع المرجعيات التحريرية الخاصة بها ويستند الى المعايير الاعلامية الدولية، وفد تم اعداده على نحو خاص ليتناسب مع واقع الاعلام الفلسطيني، بحيث تم تضمينه امثلة من السياق الفلسطيني بالاعتماد على الخبرات الخاصة والقوانين المعمول بها في فلسطين. وسيقوم المشروع بتوزيع الدليل على المؤسسات الاعلامية والجامعات الفلسطينية للاستفادة منه.

ويمول الاتحاد الاوروبي 80% من ميزانية المشروع الاجمالية البالغة 850 الف يورو (4 ملايين ونصف شيقل) بينما تمول الحكومة الهولندية الجزء الباقي. ويهدف المشروع، الى النهوض بقطاع الإعلام بحيث يتعزز دوره المهني من اجل خدمة الجمهور والرأي العام من خلال الالتزام بالمعايير الاعلامية المهنية العالمية ضمن السياق الفلسطيني. اضافة الى تشجيع العمل على التشبيك والحوار بين الإعلاميين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتحقيقاً لهذا الهدف اطلق المشروع موقعاً الكترونياً (http://ilamuna.ps) يوفر باباً للإعلاميين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لطرح ونقاش القضايا المهنية التي تخص عملهم من خلال المنتديات المختلفة والمواضيع التي يطرحونها بانفسهم. وهو موقع تفاعلي، بحيث يمكن المشاركين من الرد مباشرة على التعليقات وارسال رسائل خاصة لبعضهم البعض واضافة مجموعة من اصدقاء المهنة. ويشكل الموقع حلقة وصل بين مدربي "بي بي سي" والمتدربين من خلال الارتباط بموقع التدريب الالكتروني الذي يعطي الاعلاميين فرصة التدريب عن بعد. ويتيح الموقع ايضاً فرصة التعرف على اخبار ونشاطات مشروع دعم قطاع الاعلام في فلسطين.