بعثة الحج الطبية- طاقم صغير يدير 10 عيادات على مدار الساعة

مكة- موفد "معا"- في غرفة متواضعة خصصت كعيادة صحية تحتوي على قليل من التجهيزات الطبية، يتواجد عدد من الأطباء يستقبلون الحجاج الذين يقصدونهم بهدف تلقي العلاج والاستشارات الطبية.

موفد "معا" للحج، زار إحدى عيادات البعثة الطبية الواقعة في سكن "الصخرة غراند" بشارع ابراهيم الخليل في مكة، والمخصص لحجاج فلسطين، لا يكاد قدوم الحجاج ينقطع فمنهم من يعاني من الرشح أو التهاب القصبات الهوائية ومنهم من يعاني من الصداع، ولكن بين عشرات الحالات لا بد مرضى يعانون من أمراض مزمنة يحتاجون لادوية ورعاية صحية متقدمة ربما لا يستطيع أطباء البعثة توفيرها لهم بامكانياتهم الراهنة.

الحاجة مديحة ابراهيم عمرو جلست على مقعد للانتظار خارج العيادة التي كانت مكتظة بالحجاج فيما يجهد الاطباء في اعطاء الارشادات وصرف الأدوية للمرضى، قالت لـ "معا" ان الرعاية التي يقدمها الاطباء للحجاج ممتازة، فهي قدمت بالامس وتلقت العلاج وهي اليوم ترافق إحدى قريباتها التي تعاني من الشقيقة وبدا عليها الاجهاد انتظارا لتلقي العلاج.

الدكتور فيض الله حبيشة من مديرية صحة نابلس وعضو البعثة الطبية، أوضح أنه يعمل وفريقه الطبي المكون من الطبيبين سليمان عبد الحميد اخصائي باطنية بالمستشفى الوطني بنابلس وأديب صدقة اخصائي اشعة بمستشفى جنين، على مدار 24 ساعة لخدمة الحجاج في عيادتين لخدمة الحجاج.

وأشار حبيشة إلى ان غالبية الحالات التي تصل الى العيادة تعاني من التهابات في القنوات التنفيسة ناتجة عن تغير الجو والمكيفات المستخدمة في سكنات الحجاج، مؤكدا أن الدواء يصرف للمرضى فيما الحالات الصعبة يتم تحويلها الى المستشفيات السعودية.

ولا يخفى صعوبة نقل المرضى فالبعثة الطبية لا تمتلك سيارة اسعاف خاصة، بينما طلب سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر السعودي يتطلب عدة ساعات لوصولها نظرا للازدحامات في الشوارع وصعوبة وصف المكان الذي يتواجد فيه المريض.

الدكتور شوقي صبحة رئيس البعثة الطبية قال لمندوب "معا" أنه تم افتتاح 10 عيادات في مختلف سكنات الحجاج، وهذا لأول مرة رغم قلة الكادر الذي تم تقليصه هذا العام الى 32 بينهم 6 اداريين لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشار إلى ان العيادات تعمل على مدار 24 ساعة، وان 300- 500 حالة تتوافد على كل عيادة خلال 24 ساعة، موضحا أن البعثة الطبية تواجه إشكالية مع الحجاج الذين يعانون من امراض مزمنة ولم يجلبوا الدواء الذي صرفته لهم وزارة الصحة لشهرين معهم، ما يخلق مشكلة في توفير هذه الادوية التي قد لا يتوفر كثير منها في البعثة.

وأكد أن من بين الحالات المزمنة مرضى سكري وسرطان وكلى وضغط وغيرها، وهؤلاء بحاجة الى المستشفيات، مشيدا بالتعاون السعودي في هذا الجانب، حيث تم فتح المستشفيات والمراكز الصحية أمام الحجاج المرضى بالمجان، ويوجد تنسيق وتواصل مستمر في المستشفيات والهلال الاحمر السعودي للحالات التي تستدعي علاجا تكميليا في المستشفيات.

وتقدم الجهات السعودية الرسمية وشركات الادوية كميات كبيرة من الدواء للبعثة الطبية الفلسطينية، وفي بعض الاحيان يضطر الاطباء الى ارجاع بعض الاصناف التي لا يحتاجها الحجاج، وهذا- حسب اقوال رئيس البعثة الطبية- يدل على اهتمام السعوديين وسعيهم لتوفير كل ما تحتاجه البعثة من مستلزمات.

وفي بعض الاحيان يصل الى عيادات البعثة الفلسطينية حجاج من دول مختلفة، فيقدم لهم الاطباء الرعاية الصحية والدواء بنفس الاهتمام الذي يلقاه حجاج فلسطين.

وبشأن متابعة عمل البعثة الطبية أكد صبحة أن هناك اتصال على مدار 24 ساعة مع وزير الصحة د.فتحي أبو مغلي، ومدير العلاقات العامة في الوزارة د.عمر النصر، لتذليل العقبات التي تواجه البعثة، مشيدا كذلك بدور وزير الاوقاف والشؤون الدينية رئيس بعثة الحج الفلسطينية د.محمود الهباش ورئيس بعثة الحج في مكة زياد الرجوب وجميع طواقم البعثة في الاوقاف، لما يبدوه من اهتمام ورعاية للبعثة الطبية كي تقوم بعملها على أكمل وجه.

وطمأن د. صبحة أهالي الحجاج، مؤكدا أنهم بخير وأن البعثة لا تألوا جهدا في رعايتهم وتقديم الارشاد والنصح لهم كي يؤدوا مناسكهم ويعودوا بخير وسلام الى ديارهم.