|
هل ستدرس الأجيال القادمة معركة أم درمان *بقلم : نافز زعيتر - دبي
نشر بتاريخ: 22/11/2009 ( آخر تحديث: 22/11/2009 الساعة: 11:40 )
كلنا درس عن المعارك الحربية في السابق كالحرب العالمية الأولى والثانية وكذلك الكثير من المعارك المشهورة مثل معركة ميسلون وبطلها الشهيد يوسف العظمة ولكن في المستقبل سوف يدرس أحفادنا معركة من نوع جديد وهي معركة أم درمان وللأسف الشديد سوف تخجل الأجيال اللاحقة من الذي حدث بين شقيقين عربيين هما مصر والجزائر فالكل يعلم حيثيات ما حدث خلال تصفيات كأس العالم بدلاً من أن نحتفل بتأهل فريق عربي إلى المونديال دخلنا جميعاً كعرب إلى مباراة الجزائر ومصر الفاصلة في أم درمان في دوامة الخوف والحزن على ما آلت إليه الأوضاع بين الطرفين من تعصب أعمى ومهاترات طالت البشر والحجر والتاريخ والجغرافيا في البلدين,وكل ذلك لا يمت إلى الرياضة وكرة القدم بأي صلة.
لقد دخلنا جميعاً كعرب إلى المباراة وأيدينا على قلوبنا من حصول أي مكروه لأن ماشاهدناه قبل اللقاء كان يدل على أن هناك حرباً ستقع, وعندما ظننا أن كل شيء سينتهي بعد صافرة الحكم إذا بنفس الفئة المتعصبة تتابع حربها عبر الفضائيات, وسمعنا على مدى أيام كلاماً يصح في الأعداء وليس بالأشقاء الذين تجمعهم أواصر الدين واللغة والتاريخ, الذي بالتأكيد خجل من ذكر 14 و 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2009في الأيام العربية اللذين ذكرانا بأننا مازلنا نسير مكاننا ولن نتطور وننتصر في أي من استحقاقاتنا العلمية والاجتماعية والسياسية والرياضية ما دمنا نملك تلك الأدوات في التعبير عن مناسباتنا. نعم يذكر التاريخ دائما فضل صنعه, لكن من صنع يومي 14 و 18 نوفمبر بأحزانهما ومشاهدهما البعيدة عن الروح الرياضية سيخجل منه التأكيد. حتى كلمة مبروك للأخوة الجزائريين على تأهلهم إلى مونديال 2010 كسفير وحيد للعرب تتعثر حروفها قبل أن ننطقها, لأن كلمة هاردلك للعرب هي الأصح، لماذا لم تحدث مشاكل بين تونس وموزنبيق أو مصر والجزائر مع أي دولة من الدول الأفريقية السمراء أم أن الدم العربي ثقيل على بعضه، وحتى لو فازت مصر أو الجزائر يجب أن نتقبل ذلك بروح رياضية لأن الرياضة فوز وخسارة وبالتالي حامل لواء العرب في المونديال هو فريق عربي كذلك، تخيلوا أن حدث وسجل لاعب من الفريقين هدف بيده كما حدث بين ايرلندا وفرنسا وخرجت ايرلندا من السباق المونديالي بهدف غير شرعي ورغم ذلك لم نرى حرباً بين ايرلندا وفرنسا مع أنهم شعبين مختلفين، وفي النهاية أقول سحقاً سحقاً لكرة القدم ومشاهديها إذا ستوصلنا إلى ماوصلنا إليه من الانحطاط الأخلاقي الذي يشعرنا بثقافتنا الراثه وبعدنا عن الانتماء الاجتماعي الوطني وابتعادنا عن وازعنا الديني. |