وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اتساع ظاهرة بيع السجائر لطلاب المدارس وسط غياب الرقابة وجشع التجار

نشر بتاريخ: 24/11/2009 ( آخر تحديث: 24/11/2009 الساعة: 22:59 )
رام الله - معا - مع انتهاء الدوام المدرسي في مدينة البيرة ، يكون من السهل مشاهدة العديد من الاطفال الذين يقفون امام المحال التجارية وهم يشعلون سجائرهم في صورة تعكس حالة التباهي فيما بينهم ازاء ممارسة هذ السلوك الذي بات منتشرا في العديد من المدن والقرى خاصة مع ازدياد ظاهرة المدخنين من طلاب المدارس الاعدادية والثانوية.

واكثر ما يشجع هؤلاء الاطفال على ممارسة التدخين، طمع وجشع اصحاب المحال التجارية الذين لا يترددون في بيع هؤلاء الاطفال السجائر "فلت" حيث تباع السيجارة الواحدة بشيكل، ما يعني ان التاجر يبيع علبة السجائر بهذه الطريقة بسعر 20 شيكلا مستغلا تعلق هؤلاء الاطفال وتنافسهم على ممارسة التدخين.

ويقول احد الطلاب الذين التقتهم (معا ) اثناء وقوفه مع اصدقائه وهم يمارسون التدخين، " تعلمت التدخين من اصدقائي وانا احب ان امارس هذه العادة لان جميع اصدقائي يدخنون "، موضحا ان يستغل بعض من مصروفه اليومي لشراء عدد من السجائر يوميا.

وتغيب الرقابة الى حد كبير على سلوك الاطفال المدخنين او حتى على اصحاب المحال التجارية الذين يعتبرون المصدر الرئيسي لتشجيع الاطفال على التعلق بالتدخين دون اية اهتمام للاثار المدمرة التي تلحق بالاطفال.

واللافت للنظر بان هؤلاء الاطفال يتضامنون فيما بينهم من حيث عدم اعطاء اية معلومات عن اصدقائهم المدخنين اضافة الى انهم يتعاونون فيما بينهم على شراء السجائر حيث يتقاسمون مصروفهم الشخصي في شراء السجائر من تلك المحال التجارية رغم ادراك الاطفال بانهم يتعرضون لاستغلال التجار لرغبتهم بممارسة التدخين.

ويعلق احد الاطفال قائلا " نحن نعلم انهم يستغلوننا لذلك عمدنا الى ان نتشارك في شراء علبة سجائر واحدة بسعرها العادي وتوزيعها عالى بعضنا البعض "، مؤكدا انه يشعر بثقة كبيرة بنفسه وهو يمارس التدخين من اصدقائه.

ومن جانبه قال صاحب محل تجاري يعتاد على بيع السجائر "الفلت " لطلاب المدارس " اذا جاء طالب وطلب شراء لعبة سجائر لا ابيعه لكن اذا طلب سيجارة واحدة فانني ابيعه ؟!"، موضحا ان الربح الذي يحققه من بيع السجائر "الفلت " هو اضعاف ما يحققه منة ارباح لبيع علب السجائر للبالغين.

وحسب الاحصائيات الرسمية لعام 2006 فأن التدخين ينتشر بنسبة أعلى بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 30 سنة فأكثر ، مقابل أولئك الذين تبلغ أعمارهم 12-30 سنة (27.0% مقابل 14.0%) على التوالي، في حين أن 3.0% من الأفراد 12 سنة فأكثر هم من المدخنين السابقين (مقلعون عن التدخين)، وأن 77.0% لم يدخنوا أبدا.

واكد جهاز الإحصاء المركزي أن 4.5 من المدخنين عام 2006 هم من الأفراد في العمر 10-18 سنة، بواقع 7.3% بين الذكور مقابل 0.6% بين الإناث. وأشارت البيانات إلى أن هذه النسبة أعلى بين أطفال الضفة الغربية مقارنة بأطفال قطاع غزة (5.3% مقابل 2.1% على التوالي).

وأوضحت بيانات العام 2006 إلى أن حوالي 5.0% من بين الأفراد الملتحقين بالتعليم هم من الأفراد الملتحقين بالمرحلتين الأساسية والثانوية، بواقع 8.8% بين الذكور مقابل 0.7% بين الإناث. وأشارت البيانات إلى أن نسبة التدخين بين صفوف الطلبة في المرحلة الثانوية بلغت 12.5%، بواقع 24.5% بين الذكور مقابل 1.1% بين الإناث، فيما بلغت هذه النسبة بين الطلبة في المرحلة الأساسية 1.9%، بواقع 3.5% بين الذكور مقابل 0.6% بين الإناث.

وحول انتشار ظاهرة التدخين بين الشباب غير المتزوجين في العمر 15-29 سنة، أشارت بيانات العام 2006 إلى أن 17.6% من هؤلاء الشباب يمارسون عادة التدخين، وان متوسط العمر عند البدء بالتدخين بين الشباب في العمر 15-29 سنة بلغ 16 سنة. وأشارت البيانات أن 26.1% منهم بدأوا التدخين في العمر 10-14 سنة، فيما أفاد 61.2% أنهم بدأوا ممارسة هذه العادة في العمر 15-19 سنة، بالمقابل بدأ ما نسبته 1.5% من هؤلاء الشباب هذه العادة قبل بلوغهم سن العاشرة.

وحول الدوافع التي أدت لاتباع هذه العادة، أشارت البيانات إلى أن حوالي 44.0% من هؤلاء الشباب مارسوا عادة التدخين نتيجة ضغط الأصدقاء عليهم أو تقليدا لهم، وأن حب التجربة والاستطلاع دفعهم لممارسة التدخين، بالمقابل أفاد 13.2% من شباب قطاع غزة أن المشاكل النفسية والعائلية دفعتهم للتدخين مقابل 7.0% بين شباب الضفة الغربية.

وأفادت بيانات مسح إنفاق واستهلاك الأسرة للعام 2008 أن متوسط الإنفاق الشهري للأسر على الدخان بلغ 33.6 ديناراً أردنيا، أي ما نسبته 4.9% من مجموع الإنفاق الشهري الكلي للأسر بواقع 42.1 دينارا في الضفة الغربية و16.7 دينارا في قطاع غزة. من جهة أخرى أشارت البيانات إلى أن إجمالي قيمة الواردات الفلسطينية الموثقة من الدخان بلغت ما يقارب 56 مليون دولار أمريكي خلال العام 2008.