وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مروان البرغوثي يؤكد ان اسمه ضمن صفقة التبادل الوشيكة

نشر بتاريخ: 24/11/2009 ( آخر تحديث: 24/11/2009 الساعة: 21:31 )
بيت لحم - معا - نقلت وكالة الانباء الايطالية "اكي" عن المحامي خضر شقيرات الذي يمثل الاسير مروان البرغوثي، قوله بأن الاسير مروان مشمول في صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل.

ووفقا للتقرير اوضح شقيرات بأن ما قاله نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم حول عدم شمول صفقة التبادل للاسير البرغوثي، ما هي الى توقعات بعيدة كل البعد عن تفاصيل الصفقة.

من جهة ثانية قال مسؤول في الجبهة الشعبية في العاصمة السورية ان جميع الفصائل ترفض ابعاد البرغوثي وسعدات الى خارج الاراضي الفلسطينية.

وفي رسالة وجهها اليوم الى المؤتمر الدولي للاسرى الذي بدأ اعماله في مدينة اريحا اعرب الاسير البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن اسفه من ان المفاوضات والاتفاقيات لم تفلح في تحرير الاسرى في سجون الاحتلال.

وقال البرغوثي في رسالته " إنه من المؤسف أن المفاوضات والاتفاقات، أخفقت في تحرير الأسرى، ومن ضحايا هذا الفشل، استمرار وجود المئات من الأسرى الذين يقضون الآن ما يزيد عن 32 عاماً في سجون الاحتلال، مثل المناضل نائل البرغوثي، والمناضل فخري البرغوثي، والمناضل كريم يونس، والمناضل أكرم منصور، والمناضل عثمان مصلح، والمناضل فؤاد الرازم وغيرهم.

واضاف البرغوثي: ان هناك مئات الأسرى المرضى، الذين يعانون من شدة المرض بل أن بعضهم يعاني من الاحتضار والموت، ولا يتم اطلاق سراحهم عوضاً عن علاجهم، كما أن هناك مئات الأطفال والنساء، ومئات الأسرى من المعتقلين الإداريين دون محاكمة أو حتى تهمة، وكذلك عشرات في زنازين العزل الإنفرادي، مضيفا أن الأسير الفلسطيني ليس ضحية للأحتلال فقط بل ضحية للمحاكم الإسرائيلية المدنية والعسكرية، التي تفتقر للحد الأدنى من أصول المحاكمات القانونية .

ودعا البرغوثي الى مقاطعة المحاكم الاسرائيلية، وبلورة إستراتيجية فلسطينية موحدة، ترفض المحاكم، وترفض المرافعة أمامها.معتبرا المحاكم جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وتعمل لخدمته، وهي خلال أكثر من 42 عاماً، لم تصدر براءة لأكثر من 1% من الأسرى والمعتقلين.

وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوات والإخوة أعضاء المؤتمر،،،

الأخوات والإخوة الضيوف... والحضور الكريم،،،

تحية فلسطينية وبعد،،،

يشرفني أن أخاطبكم اليوم، من بين عشرة آلاف أسير وأسيرة، وبالنيابة عنهم، أتوجه لكم بالتحية والتقدير، على هذه المبادرة المميزة والرائدة، التي خطط لها وقادها الأخ والصديق العزيز الوزيرعيسى قراقع، والوزارة وممثلي كافة الهيئات والمؤسسات، المعنية بقضية الأسرى، والشكر للسادة الضيوف، حضورهم لهذا المؤتمر الأول من نوعه، والذي يعقد على أرض فلسطين، وأني أعتبر هذا الحضور هو تضامن مع الشعب الفلسطيني، ونضاله النبيل والعادل، ضد الإحتلال الإسرائيلي، وفي سبيل حريته وعودته واستقلاله.

الإخوة والأخوات الأعزاء،،،

من خلالكم أتوجه بهذه المناسبة، بالتحية والتقدير والإجلال، لشعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات، وأحيي هذا الصمود في وجه العدوان والاحتلال والحصار، ونعاهد شعبنا بمواصلة النضال والكفاح والمقاومة، حتى نيل حقوقنا الوطنية الثابتة، وأن تبقى الراية في أيدينا، رغم قهر الإحتلال وظلمه، ورغم عتمة الزنزانة، والأسوار والأسلاك الشائكة.

وأن الجميع يعرف أن الإحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 42 عاماً من عمره، يواصل سياسة الاستيطان والتهويد لمدينة القدس ومصادرة الأراضي والإغتيال والقتل والعدوان والأعتقال والحصار، والتجويع لقطاع غزة، ونشر مئات الحواجز العسكرية في الضفة، وتقطيع أوصال الوطن، وأن مسلسل الأعتقال لم يتوقف منذ 42 عاماً، حيث زادت نسبة الذين تعرضوا للأعتقال والقهر والاذلال والتعذيب عن 20% من أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، كما أن المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن أستمرت ثمانية عشر عاماً دون ثمار تذكر، وقد استغلت إسرائيل المفاوضات، لمضاعفة عدد المستوطنات والمستوطنين، والتسريع في تهويد مدينة القدس، وفي نفس الوقت فأن ليس خافياً عليكم، أنه لا يوجد شريك للسلام في اسرائيل، بل حكومة يمينية متطرفة، تتمسك بنهج الاحتلال والاستيطان، وترفض الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، وترفض مبادرة السلام العربية، وترفض تنفيذ الاتفاقات الموقعة، ومع الأسف الشديد، فإن هنالك غياب تام للراعي الدولي النزيه لأية عملية سلام، لأن الولايات المتحدة طرف منحاز لأسرائيل، أما الأطراف الأخرى، فهي تقف عاجزة عن ممارسة أي ضغوط حقيقية على إسرائيل، لاجبارها للانصياع لإرادة المجتمع الدولي ولقرارات الشرعية الدولية.

أن غياب الشريك الإسرائيلي للسلام، سيقود المنطقة إلى التوتر وربما الانفجار، كما ان الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام زيادة وتيرة الاستيطان ومصادرة الاراضي وتهويد القدس، ومن يراهن على أن المعاناة والعذابات التي مر بها الشعب الفلسطيني ولا زال ستقوده للتوقف عن النضال فهو مخطيء، لأن الشعب الفلسطيني الذي صنع اطول ثورة في التاريخ المعاصر، وأهم انتفاضتين عرفتهما الشعوب، لديه مخزون نضالي لا ينضب وسيدافع ويواصل نضاله ومقاومته المشروعة للإحتلال، أن الشعب الفلسطيني قدم كل ما يستطيع من أجل السلام، والسلام يمكن أن يتحقق فقط، عندما تلتزم حكومة إسرائيل بالانسحاب من حدود عام 1967، بما في ذلك مدينة القدس الشرقية، وعندما تقر بحق اللاجئين بالعودة طبقاً للقرار الدولي 194، وعندما تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعندما تفرج عن جميع الأسرى والمعتقلين دون استثناء، ولكن اسرائيل تفتقر لزعماء وقادة شجعان مثل ديغول الذي أنهى الاستعمار الفرنسي للجزائر، ودوكليرك الذي أنهى نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.

إن إسرائيل لم تكتف بجرائم الاحتلال، بل أنها تنكر الحقوق الإنسانية، والقوانين الخاصة بالأسرى، ورفضت ولا زالت الأعتراف بهم كأسرى حرب ومقاتلين من أجل الحرية، على الرغم من أن قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، تفرض على إسرائيل تطبيق الاتفاقات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقات جنيف.
إن أول مطالب الأسرى في سجون الإحتلال، هو ضرورة الأعتراف بهم كأسرى حرب، أو مقاتلين من أجل الحرية، وقد اعتبر الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي بشأن الحائط الإسرائيلي للفصل العنصري، عام 2004، أن الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، هي أراضي محتلة، وأن الاستيطان والحائط والإحتلال لا شرعية له فيها ، ولهذا فأن الأسرى يستغربون غياب الجهد الفلسطيني والعربي الرسمي لنقل قضيتهم للمحافل الدولية، ولمناقشة أوضاعهم القانونية، وشروط أعتقالهم، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن، وفي مجلس حقوق الإنسان، أن احتجاز إسرائيل لأكثر من عشرة آلاف أسير، واعتقالها من بداية العام لأكثر من خمسة آلاف أسير، بمعدل خمسمائة معتقل شهرياً، واحتجازهم تقريباً داخل إسرائيل، يشكل ليس خرقاً فقط للقانون الدولي واتفاقات جنيف، بل يشكل استهتاراً بالمجتمع الدولي، ويشكل انتهاكاً للأتفاقات الفلسطينية-الاسرائيلية.

اننا ندعوا مؤتمركم الموقر، إلى وضع خطة عمل للتحرك على الصعيد الفلسطيني أولاً، وخاصة على المستوى الرسمي لقيادة (م.ت.ف) والرئاسة والحكومة، ومستوى المنظمات الأهلية والحقوقية، وتبني قضية حرية وتحرير الأسرى، والتعامل معها بجدية حقيقية، بأن تكون حاضرة في الموقف السياسي والاعلامي، وفي الاتصالات الدولية والعربية والمؤتمرات، وان تكون جزءاً لا يتجزأ من خطاب الرئيس السياسي والإعلامي، ورئيس الوزراء، والمسؤولين في كافة المستويات، والعمل الجاد للتعامل مع هذه القضية على المستوى الدولي والعربي في المحافل الدولية، وإضافة تحرير الأسرى إلى جملة المطالب الفلسطينية المشروعة، كشرط لاستئناف المفاوضات، والتوقف عن تهميش هذه القضية، وكذلك التوجه إلى الجامعة العربية، لمناقشة هذه القضية على مستوى وزراء الخارجية العرب، والتعامل معها واعتبارها جزءاً من حملة فلسطينية عربية دولية لتحرير الأسرى، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.

إن من المؤسف أن المفاوضات والاتفاقات، أخفقت في تحرير الأسرى، ويكمن ضحايا هذا الفشل، في وجود المئات من الأسرى الذين يقضون الآن ما يزيد عن 32 عاماً في سجون الاحتلال، مثل المناضل نائل البرغوثي، والمناضل فخري البرغوثي، والمناضل كريم يونس، والمناضل أكرم منصور، والمناضل عثمان مصلح، والمناضل فؤاد الرازم وغيرهم، وهنالك مئات الأسرى المرضى، الذين يعانون من شدة المرض بل أن بعضهم يعاني من الاحتضار والموت، ولا يتم اطلاق سراحهم عوضاً عن علاجهم، كما أن هنالك مئات الأطفال والنساء، ومئات الأسرى من المعتقلين الإداريين دون محاكمة أو حتى تهمة، وكذلك عشرات في زنازين العزل الإنفرادي، أن الأسير الفلسطيني ليس ضحية للأحتلال الفاشي فقط بل ضحية للمحاكم الإسرائيلية المدنية والعسكرية، التي تفتقر للحد الأدنى من أصول المحاكمات القانونية، والمحاكم هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وتعمل لخدمته، وهي خلال أكثر من 42 عاماً، لم تصدر براءة لأكثر من 1% من الأسرى والمعتقلين، وأننا ندعو لمقاطعة هذه المحاكم، وبلورة إستراتيجية فلسطينية موحدة، ترفض المحاكم، وترفض المرافعة أمامها.

وتجدر الاشارة إلى أن إسرائيل أقدمت على إعتقال ما يزيد عن ثلث أعضاء البرلمان الفلسطيني المنتخب، منذ عدة سنوات، وكان كاتب هذه السطور أول نائب فلسطيني في المجلس التشريعي، يتم اختطافه وأعتقاله، ومحاكمته ظلماً.

ومع الأسف فأننا لم نرى ضغطاً على إسرائيل، أو مقاطعة برلمانية لها في العالم، فلم يصدف وقامت دولة في العالم باعتقال أعضاء برلمان شعب آخر وسلطة أخرى معترف بها، بل أن هذا لم يجري في التاريخ المعاصر ابداً، أن أقل ما نتوقعه من أعضاء البرلمانات في العالم تضامناً مع النواب، وعقاباً لإسرائيل على جريمتها هو مقاطعة البرلمانات في العالم للكنيست الإسرائيلي، وعدم استقبال أي عضو كنيست في أي برلمان في العالم، وعدم القيام بزيارات لإسرائيل وبرلمانها.

أنني أترك الحديث عن ظروف الأسرى، وتفاصيل المعاناة والعذاب الذي يعيشونه إلى المنظمات الحقوقية، وإلى نادي الأسير، وتقارير المحامين، ولوزارة الأسرى وغيرها، وأتوقع من المؤتمر مناقشة قضية الأسرى من كافة جوانبها، والخروج بقرارت وتوصيات، تشكل دليل ومرشد عمل لمختلف الهيئات والمؤسسات الفلسطينية، الشعبية والرسمية والمنظمات الدولية والعربية، وللشخصيات المشاركة، آملاً أن يدفع هذا المؤتمر بقضية الأسرى إلى الأمام باتجاه إنهاء معاناتهم، والتسريع في تحريرهم، كجزء من تحرير الوطن الفلسطيني، وإننا على ثقة أن مصير الاحتلال الإسرائيلي لن يكون أفضل من مصير النازية والفاشية والعنصرية والديكتاتورية، التي انتهت إلى مزابل التاريخ.

إننا بهذه المناسبة، نجدد الدعوة لشعبنا إلى رصّ الصفوف، وإلى الوحدة والتلاحم، وإلى التسريع في انجاز المصالحة الوطنية، لإنهاء الأنقسام، وإعادة الوحدة للحكومة والشعب والسلطة، وندعوا الجميع للعودة لوثيقة الأسرى "وثيفة الوفاق الوطني".

وفي النهاية نشد على أياديكم في هذا المؤتمر، ونتوجه بالتحية لكل المتضامنين مع شعبنا وكفاحه المشروع، ونجدد عهدنا على مواصلة النضال، حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال.

أخوكم
مروان البرغوثي
سجن هداريم/زنزانة رقم 28 القسم 3
20/11/2009