وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الهام فلسطين"... تكشف عن الطاقات الكامنة لتحقيق الانجازات والابداعات

نشر بتاريخ: 25/11/2009 ( آخر تحديث: 25/11/2009 الساعة: 22:53 )
رام الله - معا-لم يجد كبار المسؤولين التربويين والوزراء المشاركين في حفل اطلاف الهام فلسطين لعامي 2009 /2010، امس، امامهم من خيار سوى التصفيق الحار للطالبة شهد سويد التي وقفت على المنصة برشاقتها ويثقة عالية تتحدث عن تجربتها في هذا المشروع الذي رأت فيه بانه يمثل نموذجا في تشجيع مشاركة الشباب وتحفيزهم على التعبير عن رايهم بجرأة وثقة.

وقالت سويد بلغة واثقة " نحن قادرون على ان نقرر ونعبر عن رأينا في كل ما يتعلق بحياتنا دون وصايا من احد"، الامر الذي حفز المشاركين في المؤتمر على التصفيق لتلك الطلبة والاسلوب الذي تحدثت به، الامر الذي يشكل نموذجا للنجاحات التي يحققها الهام فلسطين، كونه يحرص على احداث التغير المقصود في البيئة المدرسية والتعامل مع الطلاب على انهم بشر لهم مشاعر واحاسيس لابد من الاخذ بها في العملية التريوية حتى يتصرفوا بطريقة سوية وصحية.

ورغم ان كلمة سويد جاءت مقتضبة وقصيرة ، الا انها كانت معبرة عن آمال وطموحات جيل الشباب الفلسطيني في اخذ دوره والتعبير عن ذاته ازاء جملة من القضايا التي يعايشها ويحرم بحكم الواقع القائم من المشاركة في نقاشها، واكثر من زار اهمية كلمتها بانها جاءت بعد كلمة الأمين العام لمؤسسة التربية العالميةد. مروان عورتاني، الذي تحدث بعمق ووضوح وصدق على الاهداف التي يسعى الهام فلسطين الى تحقيقها سواء على صعيد البيئة المدرسية والتعامل مع مكوناتها المختلفة باعتبارها عوامل مؤثرة على الطلاب والمعلمين وحتى ادارة المدارس.

ما تحدث عنه عورتاني حول الهام فلسطين، يتجاوز فكرة احداث التغير في المدارس، بل انه يطرح فكرة احداث التغير في بنية المجتمع برمته انطلاقا من المدارس التي تشكل بمكوناتها المتعددة والمتنوعة المواد الخام لتصنيع التغير الواعي للوصول الى انسان قادر على الابداع والمبادرة في مختلف مجالات الحياة وقادر على التعبير عن ذاته وتشكيل نماذجة قابلة للتعميم على المجتمع الذي يعيش ظروفا غير عاديا لكنه يصر على مواصلة الحياه والنهوض.
ويحق لعورتاني ولشركاء الهام فلسطين، ان تظهر عليهم مشاعر الفرح الفخر وهم يراقبون الطالبة شهد سويد وهي تقف يثقة على المنصة "هي تتحدث والجميع منصت بعناية لما تقوله"، لان شهد وغيرها من الطلاب الشباب الذين مثلتهم شهد في كلمتها هم النتاج الحقيقي لتجربة الهام فلسطين، كونها تمثل الهدف الطموح الذي يسعى الهام فلسطين للوصول اليه من خلال تشجيع وتحفيز الطلاب للتعبير عن ذواتهم وقدراتهم الكامنة باعتبار ذلك حاجة مجتمعية وطنية من الطراز الاول وغير مرهون بالتمويل الاجنبي.

وقال عورتاني " الهام فلسطين ليس مشروعا او برنامجا ينتهي بانتهاء التمويل ، بل هو مشروعا وطنيا لا بد له ان يستمر ويتطور نحو الوصول الى اهدافه "، ولم يتردد عورتاني في مخاطبة الشركاء والراعاة للمؤتمر ولالهام فلسطين قائلا " نحن نريد شركاء حقيقيين قادرين على المضي معنا في هذا المشروع الوطني الذي مازال يراكم النجاحات تلو النجاحات".

واكثر ما يعزز هذه الرؤية الكامنة وراء الهام فلسطين، هو حرص القائمين عليه على ايلاء المبادرات والابداعات المنجزة من المعلمين وادارة المدارس وحتى فئة الطلاب اهمية خاصة كونها مبادرات وابداعات قابلة للتعميم رغم ان اصحابها قد يستفيدون ماديا ومعنويا وقال عورتاني في هذا المجال " صحيح اننا نتهم بالفائزين في هذا المبادرات لكن ما يهمنا هو بناء المنهجية التي تقف وراء هذه الابداعات والمبادرات وتعميمها باعتبارها تجارب ناجحة لاناس بذلوا جهودا كبيرة لكي تتحول الى واقع عملي قابل للتعميم".

ويفاخر عورتاني بالنجاحات التي حققها الهام فلسطين ، كون هذه التجربة باتت تشق طريقها على الدول الاوروبية وكبرى المؤسسات الاوروبية التي تسعى حاليا لاعتماد تجربة الهام فلسطين لديها ، اضافة الى حديثه بان هذه التجرية ستكون في طريقها قريبا نحو الدول العربية لما لها من اهمية في مجال التعليم والتربية.

ولا يغفل عورتاني الذي يعتبر من اصحاب هذه التجربة الرائدة، ما حدث معه حينما كان طالبا فاشلا في مادة الرياضيات خلال المرحلة الاعدادية حتى تم اكتشافه من قبل احد معلمي الرياضيات ليصبح بعدها احد المتميزين في هذا العلم، ويشير بذلك الى اهمية البيئة المدرسية واهمية التعامل مع الطالب على اساس انه كائن بشري لا يتأثر فقط بما يتلقاه من مواد دراسية بل يتأثر بكل المكونات في البيئة المدرسية مثل الصحة والمعلم والمدرسة وبنيتها التحتية وادارة المدرس والمنهاج باعتبارها مكونات رئيسية يكون لها بالغ التأثير على حياة الطلاب و وتنمية قدرتهمو وتفجير ابداعاتهم .

كما لا يغفل اهمية الحياة الديمقراطية الداخلية في المدارس واثرها على تعزيز الحوار والتخاطب السوي وقال " الديمقراطية متطلب اساسي للعملية التربوية والتعليمية ويجب العمل على تكريسها في اوساط طلاب المدارس حتى لا نصل الى انسان يطلق النار على من يختلف معه في الرأي".

مجموعة الرسائل والاهداف الي يحملها "الهام فلسطين "، كبيرة وعميقة ولا يمكن تجاهل الحاجة المجتمعية لها، ومن الواضح ان النجاحات التي تحققت في هذا الاطار والذي تعبر عنه شخصية شهد ومجموع الطلاب الذين جلسوا في الصفوف الخلفية خلال المؤتمر يراقبون ما يجري من نقاشات وحوارات، لم يكن لها ان تتم دون الشراكة القائمة بين المؤسسات الاهلية والرسمية والقطاع الخاص والتي تؤكد ان الفلسطينيين قادرين على الانجاز رغم الكثير من المسالك المغلقة امام استمرار حياة الفلسطينيين.